فرض الهولندي ماكس فيرستابن إيقاعه على أرضه وبين جماهيره، ظافراً بالمركز الأول في جائزة هولندا الكبرى على حلبة زاندفورت الأحد، ليحقق فوزه الرابع توالياً في مسعاه للدفاع عن لقبه بطلاً للعالم في سباقات الفورمولا واحد.

وخلف فيرستابن، حلّ سائق مرسيدس البريطاني جورج راسل ثانياً، فيما أكمل سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو عقد منصة التتويج بحلوله ثالثاً في المرحلة الخامسة عشرة من بطولة العالم، متفوقاً على بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلون (المركز الرابع).

وقال بطل العالم بعد فوزه بالسباق «أنا فخور لكوني هولندي. لم يكن سباقاً مباشراً. الفوز هنا مجدداً أمر لا يصدّق. من المميّز دائماً أن تفوز بالسباق على أرضك».

وبهذا الفوز، عزز فيرستابن صدارته لبطولة العالم قبل سبع مراحل من النهاية، مع 310 نقاط، بفارق 109 نقاط عن كل لوكلير الثاني وزميله في ريد بول المكسيكي سيرخيو بيريس الثالث.

وهذا العام الثاني توالياً الذي يفوز به فيرستابن بجائزة هولندا، ضمن سباق شهد أحداثاً عدّة أثرت على نتائجه.

ورغم تصدّره السباق منذ بدايته، بقي فيرستابن رهن المتغيّرات من فترات التوقّف لتغيير الإطارات، مروراً باستراتيجية مرسيدس التي بدت ناجعة، وصولاً إلى سيارة الأمان.

وحافظ فيرستابن على الصدارة أمام ثنائي فيراري بعد انطلاقة بإطارات طريّة «سوفت»، بينما وقع احتكاك طفيف بين الإسباني كارلوس ساينس (فيراري) وهاميلتون المنطلق على إطارات متوسطة «ميديوم».

وبعد ذلك، بدأ الهولندي بالابتعاد محافظاً على وتيرته، وخدمه بذلك ساينس بعد توقف طويل لتأخر في تغيير إطاره الخلفي الأيسر، فبات بعيداً عن حرب المركز الأول. كما عبر بيريس بسيارته على مسدّس تغيير إطارات فيراري أثناء مغادرته منطقة فريقه، وأعلنت إدارة السباق فتح تحقيق في الواقعة.

ودخل فيرستابن لتغيير الإطارات في اللفة 18، ليخرج بعدها أمام لوكلير ثالثاً، ما ترك ثنائي مرسيدس هاميلتون وراسل في الصدارة وقدما أداء رائعاً على إطارات «ميديوم».

لكن الهولندي واصل ضغطه مقلصاً فارق التوقيت مع راسل وتجاوزه بسرعة جنونية على الخطّ المستقيم الرئيسي، ما ألهب حماسة الجماهير «البرتقالية» (الهولندية).

وسرعان ما دخل هاميلتون لتبديل إطاراته إلى قاسية «هارد» في نهاية اللفّة التاسعة والعشرين، ليعود خامساً ويهدي فيرستابن الصدارة مجدداً.

وبدأ ثنائيّ مرسيدس في تقديم أسرع لفّات السباق، وسرعان ما لحق هاميلتون ببيريس، وحاول تجاوزه في المنعطف الأوّل. ونجح البريطاني في المحاولة الثانية.

وفي اللفة الرابعة والأربعين، أوقف الياباني يوكي تسونودا (ألفاتاوي-ريدبول) سيارته إلى جانب الطريق صارخاً إن «الإطار غير مُثبّت»، واقتُصر حينها على الأعلام الصفراء، قبل أن يبلغ الفريق السائق الياباني بأن إطاراته على ما يرام، ليواصل القيادة ببطء.

وما هي إلا تسع لفات حتى طُلب من تسونودا إيقاف السيارة على جانب المسار، وتسبّب ذلك في اعتماد نظام سيارة الأمان الافتراضيّة.

هاميلتون غاضب

واستغلّ فيرستابن ذلك لإجراء توقّف ليعود في الصدارة على إطارات «هارد». كما استغلّت مرسيدس تلك الفترة لإجراء توقّفٍ مزدوج لسائقيها ونقلهما إلى إطارات «ميديوم».

كما أوقف الفنلندي سائق ألفاروميو فالتيري بوتاس سيارته قرب نهاية الخطّ المستقيم، وهو ما دفع إدارة السباق لإدخال سيارة الأمان.

فعاد عندها فيرستابن إلى إطارات «سوفت»، فسمح توقفه لثنائي مرسيدس بالانقضاض على الصدارة.

واستؤنف السباق مع بقاء 12 لفة، وكان فيرستابن ثانياً بعدما استغل توقّف راسل، فانتزع الهولندي الصدارة سريعاً من هاميلتون الذي كاد يلتحم مع زميله راسل عندما أقدم الأخير على تجاوزه.

وقال البريطاني غاضباً «لا أصدّق كيف أفسدتم سباقي يا شباب، لا أصدّق هذا». وبعدها جاءه لوكلير وسلبه منصة التتويج قبل ست لفات من النهاية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version