عادي
8 سبتمبر 2022
16:03 مساء
واشنطن – أ ف برفع باراك أوباما وزوجته ميشال الستار في البيت الأبيض، الأربعاء، عن اللوحتين الرسميتين اللتين تمثلانهما، وكان الرئيس السابق مرحاً جداً فيما كانت الأمريكية الأولى السابقة بالغة الجدية خلال إحياء تقليد المجاملة السياسية هذا الذي لم يشذّ عنه سوى دونالد ترامب.وبعبارة «أهلاً بعودتكما!» التي استقبل بها الرئيس الحالي جو بايدن أوباما وزوجته، بتأخير عهد رئاسي كامل، أعاد إحياء تقليد يقضي بأن يكرّم جميع الرؤساء الأمريكيين أسلافهم مع زوجاتهم في المقر الرئاسي، وهو المبنى الذي يحتل الرقم 1600 في جادة بنسلفانيا.وذكّر الرئيس وزوجته جيل بايدن بإسهاب بالسنوات الثماني التي كان فيها نائباً للرئيس في عهد باراك أوباما، مشيراً إلى الصداقة التي جمعت بينهما.وقال «كنا نتكل عليك، وما زلت أتكل عليك».وخاطبَ ميشال أوباما قائلاً «لما كان استطاع أن يفعل ذلك من دونك»، مشدداً على الروابط التي نشأت بين العائلتين.وتوجّه الرئيس الديموقراطي البالغ 79 عاماً إلى أوباما قائلاً «لقد كنت إلى جانبي عندما كان ابني يحتضر». وألقى أوباماً كلمة تأبينية في تشييع بو بايدن الذي توفي بعد صراع مع مرض السرطان. وقال الرئيس بايدن «لن تدرك أبداً كم عنى ذلك لي ولجيل».ثم رفع الزوجان الستارة عن اللوحتين اللتين ستعلقان على جدران البيت الأبيض، واللتين رُسِمتا استناداً على صور فوتوغرافية.ويبدو باراك أوباما في اللوحة التي رسمها روبرت ماكوردي واقفاً ويداه في جيبي بدلة داكنة، وعلى ثغره ابتسامة خفيفة مرسومة بطريقة واقعية جداً على خلفية بيضاء.أما لوحة ميشال أوباما بريشة شارون سبرانغ، فتبدو فيها السيدة الأولى السابقة جالسة على أريكة في «القاعة الحمراء» في البيت الأبيض، مرتدية فستان سهرة من اللون الأزرق الفاتح.
مكان للجميع
أما باراك أوباما المعروف بطلاقته الخطابية، فألقى عدداً من النكات عن الفترة التي أمضاها في البيت الأبيض وعن اللوحة التي تمثله، ملاحظاً مثلاً أن الفنان لم يُخفِ شعره الأبيض ولم يقلص حجم أذنيه.كذلك أشاد أوباما بنائبه السابق واصفاً إياه بأنه «صديق حقيقي».وقال وسط تصفيق الحاضرين، وبينهم عدد من الشخصيات التي تعاونت معه خلال ولايته «جو، أمريكا محظوظة جداً لكونك أصبحت رئيساً».وفي المقابل، حملت كلمة ميشال أوباما مضامين سياسية أكثر بكثير من كلمة زوجها، إذ شددت على رمزية هاتين اللوحتين كونهما تمثلان أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وأول «سيدة أولى» أمريكية من أصول إفريقية.وقالت «الفتاة الصغيرة التي كنتها، لم يكن من المفترض أن تعيش في هذا البيت»، أو أن تكون اللوحة التي تمثلها معلّقة إلى جانب لوحة جاكلين كينيدي. وأضافت «ما نراه… هو تذكير بأن ثمة مكاناً للجميع في هذا البلد».وإذا كان الهدف من تقليد رفع الستارة عن لوحات الرؤساء السابقين المتبّع منذ عقود التشديد على أهمية تداول السلطة في النظام الأمريكي، بعيداً من الانقسامات الحزبية، فإن هذا الاصطفاف يتعمق أكثر فأكثر اليوم في الولايات المتحدة.وتجاهل الرئيس السابق دونالد ترامب عدداً من التقاليد البروتوكولية من هذا النوع، وهاجم باراك أوباما أكثر من مرة، ولم يشأ استقباله لرفع الستارة عن لوحته.ولم تعلن إدارة بايدن حتى الآن عن أي توجه لاستقبال الرئيس الجمهوري السابق في البيت الأبيض للغرض نفسه.
https://tinyurl.com/3n43yxye