إعداد: معن خليل
كان الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الحالي، وبرشلونة الإسباني سابقاً، أكثر النجوم في العصر الحديث الذين دخلوا علم الأفلام الكرتونية، وأبرزها ماقام به التلفزيون التايواني من إنتاج مسلسل قصير له من الصور المتحركة، يلخص حياة الأسطورة الجديدة لكرة القدم منذ الولادة ولحظاته الخالدة في مشواره الكروي.
يسرد الفيلم الكرتوني كيف أن ميسي ولد داخل كرة القدم في مسقط رأسه مدينة روزاريو، موضحاً حجم المعاناة التي عاناها في الصغر، فضلاً عن مرضه بنقص الهرمونات عندما كان في الحادية عشرة من عمره، قبل أن يتبنى فريق برشلونة علاجه وتدريبه حتى يكبر ويلعب مع الفريق الأول للنادي الكتالوني ويتألق في صفوفه ويحطم كافة الأرقام القياسية، ويسدل الستار حول السيرة الذاتية عند زيارة النجم الأرجنتيني لمتحف يحوي تماثيل لأساطير سبقوه ومن بينهم مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه والفرنسي زين الدين زيدان.
ولم يكن إدخال النجوم في عالم الأفلام الكرتونية عبثياً؛ بل هو استغلال من قبل المنتجين لشهرة اللاعبين من أجل الترويج في سوق واسع يمثل الأطفال الصغار الذين ارتبطوا تاريخياً بمثل هذا النوع من الصور المتحركة؛ حيث مازالت تلك الشخصيات وأبطالها عالقة في أذهان جيل الأمس واليوم والغد.

خيال وواقع
وسردت الأفلام الكرتونية حكايات ومواقف خيالية عن أبطالها من لاعبي كرة القدم، وكيف يتغلبون على منافسيهم، ويقومون بحركات خارجة عن المألوف في عالم اللعبة الحقيقية، لكن ذلك انتقل إلى أرض الواقع عبر إسقاط فعل نجوم الصور المتحركة على لاعبي العصر الحديث، لاسيما الذين يتميزون منهم بمهارات استثنائية؛ لذلك لم يتردد الأرجنتيني خورخي فالدانو الفائز مع منتخب بلاده بلقب مونديال 1986 في وصف البرازيلي روماريو بأنه لاعب على شاكلة نجوم الكرتون، حين كان يسجل أهدافاً لا تخطر على البال، وعلى نحو يبدو من وحي الخيال.
وقديماً، شكل «الكابتن تسوباسا» أو ما يُعرف بعدما تم تعريبه بـ«الكابتن ماجد»، الفيلم الكرتوني الأبرز والذي خرج إلى الوجود عام 1981 بمبادرة من الاتحاد الياباني بقصد تشجيع اللعبة في أوساط الجيل الناشئ، على اعتبار أن كرة القدم لم تكن شعبية في بلاد «الساموراي» في ذلك الوقت، وبالفعل فقد أسهم العمل في الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال، ووصلت شهرته إلى جميع أنحاء العالم، محطماً كل الحدود الثقافية وقد تُرجم إلى عدة لغات.

الكابتن ماجد
ويروي الفيلم قصة تسوباسا أو «الكابتن ماجد» الذي يولد في اليابان وطموحه الفوز بكأس العالم، وكيف بدأ من فرق المدارس وصولاً إلى الاحتراف في نادي برشلونة، وقد لعب معه في المنتخب كوجيرو هيوغا أو «بسام» في النسخة العربية والذي يمتاز بتسديدات خارقة وبقوة بدنية كبيرة.
وشكل «الكابتن ماجد» ومعه «بسام» أبرز بطلين خياليين في الذاكرة منذ صعود نجمهما في ثمانينات القرن الماضي، إلى درجة أن التشبه بهما أطلق على كل لاعب عبقري في هذه الفترة، والمثال على ذلك ما قاله حارس مرمى نادي مونبليية الفرنسي السابق جيفري جورديرين بعدما دخلت شباكه كرة رائعة من لاعب باريس سان جيرمان السابق البرازيلي اليكس إثر ركلة حرة: تسألوني ماذا حصل، لقد كانت الكرة تسير في خط مستقيم قبل أن تغير مسارها فجأة، هل كانت تشكيلتهم تضم كوجيرو ( يقصد بسام في الفيلم الكرتوني ) من دون أن أعرف ذلك ؟
وفي السنوات الأخيرة، تم تشبيه الأرجنتيني ليونيل ميسي بـ«الكابتن ماجد»، لأنه صاحب شخصية هادئة، ويملك مهارات عالية، وقصير القامة مثله، في حين أن شخصية بسام المتوترة وتسديداته الرائعة والقوية، تنطبق أكثر على البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم مانشستر يونايتد حالياً.

ميسي ورونالدو
وقامت قناة «ماركا» التابعة للصحيفة المدريدية الشهيرة سابقاً، بإنتاج مسلسل كرتوني تلفزيوني يحمل اسم «الكابتن ماجد» بالتعاون مع الشركة اليابانية المنتجة للفيلم الأصلي، لكنه شهد بنسخته الإسبانية تغييراً أساسياً تمثل في لعب دور بطولته كل من ميسي ورونالدو، على أن يكونا الخصمين باسم ماجد وبسام.
وللدلالة على أهمية أفلام «الكرتون» في مخيلة أجيال كاملة، فقد أطلقت صحيفة «ماركا» قبل10 سنوات على نجم المنتخب الإسباني أندرياس إنيستا ونادي برشلونة السابق لقب «الكابتن ماجد» بعد تألقه اللافت في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2012، وأظهرت له صوراً في مباريات وهو محاط بأكثر من خمسة لاعبين من الخصوم لخطف الكرة منه، وبيّنت صوراً مشابهة للكابتن ماجد في مسلسله المعروف.
وتعد البرازيل رائدة في تقديم نجومها في مسلسلات كرتونية كما هي الحال مع بيليه ورونالدينيو ونيمار، والذي جعله ماوريسيو دي سوزا فنان الكاريكاتير الشهير يظهر في فيلمه «نيمارزنيو» يتحدث عن الرياضة والأسرة والتربية والتعليم والثقافة، ليوجه رسالة إلى فئات اجتماعية معينة كونه يعد بطلاً في نظرهم ومثالاً أعلى للكثيرين منهم.
واللافت أن بيليه طالب من اتحاد بلاده أن تحمل التميمة غير الرسمية لمونديال 2014 الذي استضافته البرازيل اسم «بيليزنيو» و«نيمارزنيو».
و«بيليزنيو» تعني «بيليه الصغير» وهي مجلة كرتونية ظهرت قبل 20 عاماً وموجهة للأطفال، وتتحدث عن بطولات وإنجازات ملك الكرة القدم في قالب مثير، قبل أن يظهر لاحقاً اسم «نيمارزنيو» في إشارة إلى اللاعب نيمار.
أما في اليابان، فقد كان اللاعب الدولي السابق يوجي ناكازاوا شخصية بارزة في إحدى حلقات المسلسل الكرتوني الشهير شي تشان؛ حيث ظهر المدافع المخضرم المشهور بشعره الطويل في صورة رجل زاهد يعلم الأطفال بعض تقنيات كرة القدم.

كرتون اجتماعي
وظهر الكثير من النجوم في العديد من الأفلام الكرتونية لكن اللافت أنها ابتعدت كلياً عن كل شيء له علاقة بكرة القدم، ومرد ذلك إلى دخول آفاق أوسع لاسيما فيما يتعلق بمسلسل الصور المتحركة الأمريكي «ذا سيمبسونز» الشهير والذي تنتجه سركة فوكس وهو موجه للكبار فقط وليس للصغار، وقد شارك في بعض حلقاته لاعبون كبار مثل البرازيلي بيليه والإنجليزي ديفيد بيكهام والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويعد «ذا سيمبسونز» أطول وأنجح مسلسل كرتوني يعرض على شاشات التلفزيون الأمريكي.
وظهر بيليه في المسلسل وهو يقرأ إعلانات دعائية قبل انطلاق مباراة بين المنتخبين البرتغالي والمكسيكي، في حين مثل رونالدو دور الزائر للعائلة التي تتفاجئ به وهو يطرق بابها بقميصه الرياضي رقم 7.
أما النجم الفرنسي زين الدين زيدان فظهر في المسلسل الأمريكي الكرتوني الاجتماعي «فاميلي غاي» الذي بث لأول مرة عام 1999 وتحدث عن عائلة تعيش في بلدة خيالية اسمها كوهوق ويدور في قالب محورها النكات الضاحكة.
وتقمص زيدان في إحدى حلقات المسلسل دور موزع الوجبات الغذائية؛ حيث سلم حلوى عيد الميلاد لأحد المنازل قبل أن يقوم بنطح صاحب البيت ويتوارى بسرعة عن الأنظار، في إشارة إلى نطحته الشهيرة للإيطالي ماتيراتزي خللال مباراة نهائي مونديال 2006، وهي الحادثة التي أدت إلى طرده وخسارة فرنسا للقاء بركلات الترجيح.

قرصان العام
وجسّد نجم نادي برشلونة جيرارد بيكيه دور «كبيرالقراصنة» في فيلم كرتوني أنتجته وزارة الثقافة في إقليم كتالونيا، ويروي قصة قرصان يتطلع إلى جائزة معنوية على الرغم من تواضع نجاحاته في مغامرات أعالي البحار.
وقام أندرياس إنييستا بأداء دور «القرصان ألبينو» في نفس المسلسل؛ حيث يتنافس مع المدافع الدولي للفوز بجائزة «قرصان العام».
واشتهر النجم البرازيلي السابق رونالدينيو بقيامه ببطولة عدة أفلام كرتونية كان أبرزها الظهور في فيلم «أر 7 – رونالدينيو في مواجهة الغرباء»، وهو يتحدث عن مخلوقات فضائية يواجهها اللاعب المهاري.
والفيلم مستوحى من «سبيس جام» الذي أنتج عام 1996 ولعب دور البطولة فيه أسطورة كرة السلة الأمريكية مايكل جوردان إلى جانب شخصية لوني تونز الكرتونية الشهيرة.
وكان رونالدينيو ظهر عام 2010 في فيلم رسوم متحركة بعنوان «مغامرات رونالدينيو» وقد عرض في مهرجان كان السينمائي؛ حيث يبرز اللاعب مهاراته بطريقة كرتونية رائعة ولمدة 15 دقيقة.

أبطال إفريقيا
بثت أكثر من محطة تلفزيونية مصرية فيلم «ولاد الإيه» عام 2010 تزامناً مع فوز المنتخب المصري بلقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم؛ حيث كان المدرب القدير حسن شحاتة من أبرز أبطاله إلى جانب عدد من اللاعبين والمعلقين المعروفين في عالم اللعبة.
وكان المسلسل الذي ظهر جزء ثانٍ منه عام 2011 عبارة عن كرتون بنظام البعد الثالث بالجرافيك؛ حيث قدم نجوم الكرة لأول مرة بقالب درامي كوميدي اجتماعي، وتدور الأحداث حول الكواليس التي يعيشها اللاعبون ولايعرف عنها الجمهور شيئاً.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version