أكدت إيران، أمس الاثنين، استعدادها لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي قررت عقد «اجتماع حاسم»، بعد أن حذّرت من أنها باتت غير قادرة على «ضمان» سلمية برنامج طهران النووي.

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر الكنعاني، استعداد بلاده «للتعاون مع الوكالة لإزالة التصورات الخاطئة وغير الواقعية المتعلقة بالنشاطات النووية السلمية للجمهورية الإسلامية»، إلا أنه اعتبر أن هذا التعاون يجب أن يكون مشتركاً من الطرفين ويأتي في «نطاق الحقوق والواجبات أيضاً».

وأكدت الوكالة في تقرير، يوم الأربعاء الماضي، أنها غير قادرة على ضمان أن «البرنامج النووي الإيراني سلميّ حصرًا»،في ظل عدم تقديم طهران أجوبة مقنعة بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع لم تصرّح سابقاً بأنها شهدت أنشطة من هذا النوع.

وأعرب المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، عن شعوره ب«قلق متزايد» في ظل عدم تحقيق تقدم في هذا الملف.

وقال كنعاني «تقارير الوكالة الدولية أكدت مراراً سلمية نشاطات إيران النووية.. وفي موضوع الضمانات الشاملة، إيران متعهدة بمعاهدة الحد من الانتشار النووي، وتؤكد تنفيذ اتفاق الضمانات بصورة كاملة من دون تمييز بين الدول.. شددنا مراراً على ضرورة عدم تأثر الوكالة بضغوط أطراف ثالثة وكيان لم يلتزم بأي من المعاهدات الدولية بشأن عدم الانتشار النووي» في اشارة الى اسرائيل.

ورداً على سؤال عن احتمال تأجيل المفاوضات إلى ما بعد انتخابات الكونغرس الأمريكي، قال ناصر كنعاني: «لم نتسلم أي طلب من أطراف التفاوض حيال ذلك».

بحث عن صيغة «نهائية»

وبدأت إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، مباحثات لإحيائه في إبريل/ نيسان 2021، تم تعليقها بداية في يونيو/ حزيران الماضي.

وبعد استئنافها في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته، علّقت مجدداً منتصف مارس/ آذار 2022، مع بقاء نقاط تباين بين واشنطن وطهران، على الرغم من تحقيق تقدم كبير. ومطلع أغسطس/ آب، استؤنفت المباحثات في فيينا مجدداً. وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثامن منه، أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية «نهائية». وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في 24 من الشهر.

وفي الأول من سبتمبر/ أيلول، أكدت الولايات المتحدة تلقّيها رداً إيرانياً جديداً، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه «غير بنّاء».

استياء ألماني

في أثناء ذلك، أبدى المستشار الألماني، أولاف شولتس، أمس الاثنين، «أسفه» لعدم تقديم إيران «رداً إيجابياً» على مقترحات دول أوروبية لإحياء الاتفاق النووي. وقال، في مؤتمر صحفي خلال زيارة يجريها رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، إلى برلين «آسف لأن إيران لم تقدم بعد رداً إيجابياً على مقترحات المنسقين الأوروبيين». (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version