لندن – (رويترز)اصطف مشيعون من شتى مناحي الحياة في طابور طويل انتظاراً للمرور أمام نعش الملكة إليزابيث في قاعة وستمنستر القديمة في لندن لوداع الملكة الأطول بقاء على عرش بريطانيا قبل جنازتها المقررة يوم الاثنين.وانتظر الناس في الصف لساعات طوال الليل وبحلول الصباح كان الطابور قد امتد لما يوازي خمسة كيلومترات على طول الضفة الجنوبية لنهر التيمز وعبر جسر لامبث مع اقترابه من قاعة وستمنستر.وعاد الملك تشارلز إلى منزله في هايجروف في مقاطعة جلوسترشير في جنوبي إنجلترا بعد أن قضى الأيام الماضية في مراسم مرتبة في إطار تأبين والدته الملكة.ويتوقع المسؤولون، توافد ما يصل إلى 750 ألفاً من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة في قاعة وستمنستر حتى الساعة 6.30 صباحاً (07:30 بتوقيت غرينتش) يوم الاثنين.وجاء بعض المعزين من خارج البلاد وتركوا حقائبهم سريعاً في فنادق قريبة للانضمام للصف الذي يتحرك ببطء للوصول لقاعة وستمنستر. وكان من بين المعزين رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وزوجها فيليب.وقالت آيمي تساي (24 عاماً) إنها جاءت من تايوان في مايو للمشاركة في احتفالات اليوبيل البلاتيني لجلوس الملكة على العرش في يونيو/حزيران في العاصمة الإسكتلندية إدنبره. وأضافت: «أما الآن فأنا منتظرة في الصف لأرى نعشها. أنا مصدومة».وقال توماس هيوز (20 عاماً) الذي انتظر قرابة 14 ساعة مع شقيقه لمشاهدة نعش الملكة: «تفعل كل هذا لأنك تريد أن تعبر عن احترامك لهذه السيدة… كان شعوراً غامراً للغاية… عندما تضع نفسك في هذا الموقف كله، ثم تصل للحظة التي كنت تنتظرها تشعر بمزيد من التأثر».وجاء آخرون في الساعات الأولى من الصباح الباكر في محاولة لتحاشي الازدحام الأكبر في وقت لاحق.وقال بول فرانسيس (72 عاماً): «في وقت متأخر من مساء أمس، قررت بشكل فوري أن أصحو مبكراً جداً والقدوم إلى هنا. أردت أن أكون جزءاً من التاريخ».ومن بين المنتظرين جنود سابقون يضعون أوسمة عسكرية وأطفال يحملهم آباؤهم وكان كثيرون يبكون.وجاء بعضهم نيابة عن آبائهم المسنين، بينما جاء آخرون، ليشهدوا التاريخ ويشكروا امرأة ظلت حتى قبل يومين فحسب من وفاتها تعقد اجتماعات رسمية للحكومة على الرغم من اعتلائها العرش منذ عام 1952.ملكة الملكاتويقبع نعش الملكة إليزابيث حالياً في وسط قاعة وستمنستر على منصة أرجوانية فوق منصة حمراء. وهو مغطى بالعلم الملكي ويعلوه التاج الإمبراطوري موضوعاً على وسادة، إلى جانب إكليل من الزهور.ووقف جنود وحراس في معاطف حمراء، الذين يقفون عادة في حراسة برج لندن، برؤوس محنية.وكان كينيث تيلور (72 عاماً) بين أول من دخلوا القاعة، وجاء من ريدينج في وسط إنجلترا مع أحد جيرانه ومكث طوال الليل في خيمة في الطابور.وقال إنه شعر بالحزن عندما رأى نعش الملكة وشعر بغصة في حلقه.وأضاف: «فقدنا شخصاً مميزاً، كانت خدمتها لهذا البلد حقاً مخلصة وراسخة. كانت على الأرجح ما يمكن أن أصفه بملكة الملكات».ونُقل النعش لتلك القاعة من قصر بكنجهام على عربة مدفع ورافقه جنود يرتدون الزي الرسمي القرمزي في موكب رسمي مهيب بعد ظهر الأربعاء.ووراء النعش، سار الملك تشارلز وابناه الأميران وليام وهاري وغيرهم من كبار أفراد العائلة المالكة في مشهد كئيب. واتحد الأميران في الحزن على جدتهما الملكة على الرغم من الخلاف بينهما. ويحل اليوم الخميس عيد ميلاد هاري الثامن والثلاثين.وسيذهب الأمير وليام وزوجته كيت إلى مقر الإقامة الملكي في ساندرينجهام بشرقي إنجلترا الخميس، لتفقد الزهور والتعازي التي وضعها الناس هناك.ومن المرجح أن يكون المراسم الكاملة للجنازة من أكبر المراسم التي شهدتها البلاد على الإطلاق وستشكل تحدياً أمنياً كبيراً.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version