متابعة: علي نجم
ما بين الواقع الذي تمر به منتخبات الإمارات الوطنية، وطموح الشارع الكروي فرق شاسع، تلك المساحة الشاسعة قد تكون هي السبب في حالات الإحباط التي تصاب بها الجماهير، بعد كل تعثر أو إخفاق لمنتخباتنا الوطنية. لم يكن وداع منتخب الشباب للتصفيات الآسيوية والفشل في التأهل إلى النهائيات القارية للمرة الثانية على التوالي، إلا فصلاً جديداً من فصول التراجع والتقهقر التي عرفتها المنتخبات الوطنية في السنوات الأخيرة، ولاسيما بالنسبة للمنتخبات التي تمثل مستقبل كرة الإمارات.

الوداع والفشل بالتأهل إلى النهائي،هو نقطة في بحر المشاكل التي تعانيها اللعبة عامة، والمنتخبات على وجه التحديد والتي تسجل حالة من التراجع والتقهقر عمرها 8 سنوات.

قد يرغب البعض اليوم في الوقوف على ضفة النهر، ورمي نار كرة المسؤولية والفشل على شخص رئيس لجنة المنتخبات حميد الطاير، أو على صدر أعضاء اللجنة الحاليين، وتحميل وزر ما حصل في الآونة الأخيرة.

لكن الحقيقة التي يجب الاعتراف بها أن السنوات العجاف التي تعيشها منتخباتنا هي حصاد نوعية البذور التي زرعت في أرضية اللعبة التي تعتبر المنتخبات جزءاً منها، وإن كانت تمثل واجهتها.

يدرك المراقبون والمتابعون عن قرب أن الاتحاد الحالي يتحمل جزءاً من المسؤولية، ولا يمكن تبرئة ساحته، بعدما مر بالكثير من الصعوبات التي كان بعضها من ثمار المرحلة السابقة، وبعضها الآخر من نتاج بعض القرارات التي لم تؤت بثمار إيجابية، دون إغفال حجم أخطاء الماضي القريب.

سوء الاستقرار

لا شك أن المنتخبات الوطنية دفعت ثمناً باهظاً،لتدني نسبة الاهتمام باللعبة على مستوى قطاع المراحل السنية في الأندية،كما تدنت في الوقت نفسه نسبة الاهتمام بالمنتخبات التي كانت تحظى سابقاً بضخ مادي يساعد على تأمين أفضل برامج الإعداد والتأهيل، وهو ما لم يعد يتوافر في الوقت الراهن.

يدرك رئيس وأعضاء لجنة المنتخبات أنهم في الواجهة، وأن عليهم ابتكار الحلول التي تساعد على النجاح بعد الموافقة على تحمل وزر المسؤولية، وأن على عاتقهم تقع الكثير من المسؤولية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولإعادة قطار المنتخبات فوق السكة الصحيحة.

خطوات إنقاذية

عرفت أروقة لجنة المنتخبات في السنوات الأخيرة حالة من اللاثبات على مستوى الكادرين الإداري والفني، بعدما تبدلت هوية المدربين سواء على مستوى المنتخب الأول أو منتخبات المراحل السنية، إلى جانب تبديل المدارس التدريبية بالرهان تارة على مدرب مواطن، ومرة على أوروبي، وتارة أخرى على الإسباني، دون الإغفال عن التغييرات الكبيرة التي حصلت على مستوى استبدل الكادر الإداري (مديرو الإدارة- المدير الفني).

ولأن التغيير يتطلب البحث عن حلول جديدة، فقد لجأت «المنتخبات» في الآونة الأخيرة إلى تعيينات ترى بأنها قد تسهم في تلافي ما يمكن من سلبيات وضحت في العمل خلال السنوات الأخيرة.

وعين اتحاد الكرة كلاً من تاكو مديراً للإدارة في لجنة المنتخبات (تولى مسؤولية العمل في السنوات الأخيرة كل من عبد القادر حسن وراشد عامر)، كما تم التعاقد مع مارسيل لوكاسين، ليكون المدير الفني للجنة، بعد أن رحل البلجيكي ميشيل، صانع التحول الكبير في كرة بلاده.

برامج من أجل مستقبل أفضل

كما عمدت «المنتخبات» في الآونة الأخيرة إلى وضع برامج إعداد وتأهيل للمنتخبات، أملاً في أن تكون حجر أساس لإعادة البريق إلى الكرة الإماراتية التي تبقى المنتخبات هي واجهتها الأولى ومعيار نجاحاتها.

كرة النار التي تقع بين أيدي المسؤولين، تتطلب جرأة في اتخاذ القرارات، كما تحتاج إلى خطوات نوعية وإقدام على تحدي الصعاب، خاصة بعدما فقد قطاع المراحل السنية اهتمام غالبية الأندية التي باتت تراهن بشكل كبير على اللاعب «المقيم».

وإذا كان المنتخب الوطني الأول، أمام طريق واضح المعالم، من خلال الاستحقاقات التي تنتظره (كأس الخليج -يناير المقبل، كأس غرب آسيا- مارس، ومن ثم كأس الأمم الآسيوية- يونيو)، فالأهم أن تتواصل مراحل التغيير وتبديل الوجوه وضح الدماء الجديدة في عروق المنتخب الذي يجب أن يكون بلوغ النهائيات العالمية 2026 هو الهدف الأسمى.

دراسة ملف المقيم

تحتاج اللجنة إلى دراسة وتقييم مدى فائدة اللاعب «المقيم» في قطاع المراحل السنية، وتأثيراته في نسبة وعدد اللاعبين المواطنين المشاركين في المباريات والتدريبات.

كما سيكون على اللجنة الدخول في ورشة تقييم فني وإداري،لعمل الأندية على مستوى المراحل السنية، وتقييم حالة المسابقات السنية على مستوى كل المراحل.

حصاد المنتخبات

على صعيد المنتخب الأولمبي، تم تجديد الثقة بالمدير الفني الإسباني دينيس الذي عمل طوال الفترة السابقة على إعداد مجموعة كبيرة من اللاعبين،تم انتقاء أكثر من 7 منهم للدفاع عن ألوان المنتخب الأول،ما حال بين «الأولمبي» وبين الاستفادة من خدماتهم (علي صالح- عبد الله حمد- سلطان عادل- ماجد راشد وغيرهم).

كان إنجاز التأهل إلى أولمبياد لندن هو أبرز إنجاز عرفته كرة الإمارات على مستوى «الأولمبي»، لكن طوال السنوات الأخيرة، تدهورت نتائج الأولمبي التي كانت برونزية دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا هي آخر الإنجازات.

وتأهل «الأولمبي» إلى نهائيات آسيا تحت 23 عاماً في 2020، لكن لم ينجح في حصد بطاقة التأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020، ودع منافسات بطولة غرب آسيا في السعودية.

وتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 سنة، لكنه ودع منافسات البطولة القارية في أوزبكستان من الدور الأول (فوز وخسارتان).

منتخب الشباب

على مستوى منتخب الشباب، فقد كان الفشل في التأهل إلى النهائيات القارية للمرة الثانية على التوالي صدمة جديدة للقائمين على اللعبة.

وتسجل منتخبات الشباب مسلسلاً من التراجع الكبير في السنوات الأخيرة، والتي بدأت في نهائيات كأس آسيا في إندونيسيا 2018، حين ودع من دور المجموعات، قبل أن يفشل في التأهل إلى نهائيات 2020 و2022.

منتخب الناشئين

على صعيد منتخب الناشئين، فقد كان الحصاد مراً أيضاً، مع خروج «الأبيض الصغير» من الدور ربع النهائي للبطولة القارية 2016 في الهند.

ولم يشارك منتخبنا في بطولة 2018، قبل أن يتأهل إلى نهائيات آسيا للناشئين 2020 بتصدر المجموعة الثالثة،إلا أن النهائيات لم تلعب بسبب جائحة كوفيد- 19.

وتنتظر منتخب الناشئين مشاركة قارية جديدة في الأول من أكتوبر المقبل في إندونيسيا.

حقبة ذهبية

وعرفت منتخباتنا الوطنية «حقبة ذهبية» بين عامي 2006 و2013، حين تحولت المنتخبات إلى مصدر للنجاحات والذهب.

وشهدت تلك المرحلة التي تميزت بالسخاء الكبير على المنتخبات، ووضع برامج إعداد طويلة المدى، ووجد «جيل مميز» ساعد على اكتمال المشهد الذي كانت بدايته بلقب كأس الخليج للناشئين مع المدرب جمعة ربيع، وختام قصة النجاح بلقب كأس الخليج في البحرين مع المهندس مهدي علي.

أما نجاحات المنتخبات في تلك الفترة فكانت على الشكل الآتي: 5 بطولات مجلس التعاون لمنتخبات المراحل السنية،التتويج بلقب كأس الخليج 2007

التتويج بلقب كأس آسيا للشباب 2008، وصول منتخب الشباب لنهائيا كأس العالم 2009،وصول منتخب الناشئين لنهائيات كأس العالم 2009،الحصول على فضية دورة الألعاب الآسيوية 2010.،تأهل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد لندن 2012، التتويج بلقب كأس الخليج 2013.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version