(CNN Business)– بدأت الشركات الأمريكية الاستعداد للركود. لقد فاجأت شركة فيديكس الأسبوع الماضي وول ستريت بتحذير ضخم حول الأرباح، وتوقعات فاترة للاقتصاد العالمي.

طغت الأخبار السيئة لفيديكس على تطور واعد يوم الخميس، وهو الاتفاق بين مشغلي السكك الحديدية والنقابات لتجنب ما كان يمكن أن يكون إضرابًا معوقًا لقطارات الشحن.

ومع ذلك، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن صحة أعمال السكك الحديدية، وهي علامة على القلق بشأن الاقتصاد الكلي. لقد انخفضت أسهم شركات تشغيل السكك الحديدية الكبرى Union Pacific وCSX وNorfolk Southern بشكل حاد هذا العام. حتى أن Berkshire Hathaway المملوكة لرجل الأعمال لورن بافيت دخلت في تراجع مؤخرًا.

لكن فيديكس ليست الشركة الوحيدة التي تدق ناقوس الخطر بشأن الركود. قال الرئيس التنفيذي لمتاجر المفروشات الراقية RH في مكالمة غير معتادة بشأن الأرباح في وقت سابق من هذا الشهر: “إن أي شخص يعتقد أننا لسنا في حالة ركود هو مجنون”، وأضاف أن فترة الانكماش الاقتصادي في سوق الإسكان “قد بدأت للتو”.

قال المدير المالي لشركة Best Buy في نهاية أغسطس بأنه يتوقع استمرار تباطؤ نمو المبيعات. في حين تجنبت الشركة استخدام مصطلح الركود، قال المدير المالي للشركة: “هناك اعتقاد بأن اتجاهات البيئة الكلية الحالية قد تكون أكثر صعوبة … لبقية العام”.

أشار الرئيس التنفيذي لشركة PVH، التي تمتلك علامتي تومي هيلفيغر وكيلفن كلاين، في أواخر أغسطس/ آب إلى أن “ارتفاع أسعار الوقود والضغوط التضخمية الأخرى بدأت في التأثير على الإنفاق التقديري للمستهلك” خلال فصل الصيف، مضيفًا بأن التحول “كان أكثر وضوحًا بالنسبة لنا لدى المستهلكين ذوي الدخل المتوسط والأكثر ربحية ​​في أمريكا الشمالية”.

تنذر هذه العلامات بالسوء، ومن المرجح أن تشير المزيد من الشركات إلى مزيد من التباطؤ في الاقتصاد. تعمل معظم الشركات الأمريكية تعمل وفقًا لجدول أرباح سنوي، مما يعني أنها ستعلن عن نتائج الربع الثالث في أكتوبر/ تشرين الأول.

عمالقة التكنولوجيا مثل أبل، مايكروسوفت، شركة نيتفلكس الرائدة، كوكا كولا، Procter & Gamble، سلاسل مطاعم ماكدونالدز، وبنوك مثل جي بي مورغان تشيس وغولدمان ساكس ليست سوى عدد قليل من الشركات الكبرى التي ستفصح عن نتائجها الشهر المقبل.

وفقًا للتقديرات التي تتبعها FactSet، كان التغيير دراماتيكيًا. لقد كان من المتوقع في 30 يونيو/ حزيران أن ترتفع أرباح الربع الثالث بنسبة 10٪ تقريبًا عن العام الماضي.

ولكن نظرًا لخفض الشركات والمحللين لتوقعاتهم، فإن التوقعات الآن تشير إلى زيادة في الأرباح بنسبة 3.5٪ فقط. سيكون هذا الربع الأسوأ للأرباح منذ انخفاض بنسبة 5.7٪ في الربع الثالث من العام 2020، عندما كان الاقتصاد يعاني من عمليات الإغلاق التي فرضها كوفيد-19.

لاحظ جون باترز، كبير محللي الأرباح في FactSet، أن حجم التغيير في تقديرات الأرباح هو الأكبر منذ الربع الثاني من العام 2020، وهو الوقت الذي دخلت فيه العديد من الشركات في وضع الإغلاق لأول مرة.

كما أن الارتفاعات الصارمة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة، والتي من المتوقع أن تستمر مع احتمال قيامه برفع أسعار الفائدة مرة أخرى هذا الأسبوع، تعمل أيضًا على إذكاء مخاوف الركود.

علاوة على ذلك، فإن البنوك المركزية العالمية الأخرى، بما فيها البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، في وضع تشديد أيضًا. ويضيف ذلك خطرًا في أن يؤدي الارتفاع العالمي في أسعار الفائدة إلى مزيد من التباطؤ في الأرباح وإنفاق المستهلكين والاقتصاد العام.

من الجدير بالذكر أنه ليست كل حالات الركود “ركودًا كبيرًا”، مثل العام 2008. لقد شهد الاقتصاد الأمريكي فترات ركود أكثر اعتدالًا في العام 1990 بعد ارتفاع أسعار النفط خلال حرب الخليج الأولى وكذلك في العام 2001 بعد انهيار فقاعة الإنترنت التي تعرف باسم “فقاعة الدوت-كوم”. واستمر ركود كوفيد في العام 2020 لشهرين فقط، وهو أقصر فترة انكماش على الإطلاق.

هناك نقطة مضيئة واحدة محتملة. من المتوقع أن يتباطأ سوق العقار في الولايات المتحدة، على الرغم من المخاوف بشأن ارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات الرهن العقاري، ولكنه لن ينهار كما حدث خلال أزمة الرهن العقاري بين عامي 2007 و2008.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version