دائما يعمل على كسر الصور التقليدية للشخصيات حتى لو قدمها أكثر من مرة، فهو يخلق للشخصية حياة كاملة منذ ولادتها، لتكون ذات أبعاد متنوعة. وتمكن من توظيف موهبته فى تجسيد مختلف الشخصيات رغم قلة عددها فى السينما والدراما، فهو يختار الأدوار الأكثر تأثيرا فى العمل، فلا يهتم بالكم على قدر اهتمامه بالكيف.

قاده حظه ليقدم أكثر “التيمات” التى يحبها، خصوصًا فى السينما، وهى الروايات التى تتحول على الشاشة لشخصيات من لحم ودم وروح، إنه الفنان تامر نبيل الذي قدم مؤخرا دور الضابط “مصطفى خلف” في مسلسل “منعطف خطر” والذي تمكن من تصدر التريند لفترة طويلة، بعد أن كسر الصورة المُعتادة العالقة بأذهان الجمهور عن قسوة ضابط المباحث وتجاوزاته وهو ما أكده في حواره مع موقع “العربية.نت”.

ليست المرة الأولي التي تقدم فيها شخصية الضابط، فما الذي شجعك؟

لنتفق أن مهنة الضابط واحدة، ولكن شخصية كل منهم مختلفة، وأعتقد أن الضابط “مصطفى” فى منعطف خطر يختلف عمّن قبله؛ لأن الآخرين كانوا أكثر شدة وصرامة، بينما هنا الدور “لايت خفيف” والفكرة تعتمد على أنه كان ضابطا بمباحث الإنترنت وفجأة تم نقله للجنايات ليدخل فى قضية كبرى. فأحسَست أنه دور مختلف لم أقدمه من قبل. فهو لا يصنف ككوميدى ولكنه خفيف.

لقطة من "منعطف خطر"

لقطة من “منعطف خطر”

كما إنني انجذبت للدور منذ الوهلة الأولى بسبب غموض وانفعالات الشخصية، فالضابط كوظيفة كما قلت ليست أول عنصر أركز عليه في الشخصية فالتركيز أكثر على طبيعة الدور وهو الذي يحدد هوية الضابط وانفعالاته. وحاولت كسر الصورة النمطية والمعتادة لضابط الشرطة والراسخة في أذهان الناس، كما إنني تحمست للمشاركة في المسلسل بسبب قصة العمل، وطريقة المخرج سدير مسعود في سرد الرواية ورؤيته للشخصيات، وأيضًا بسبب طاقم العمل، ولوجود المنتج محمد مشيش.

وما الذي اعتمدت عليه لتقديم تلك الشخصية بكل تلك الإنفعالات المختلفة؟

اعتمدت في الأساس على السيناريو. فالورق دائما هو الأساس وهو الذي يعطي المُفتاح للممثل وما كان مكتوبا في الورق أنه ضابط مباحث جديد يذهب لضابط آخر ليُعلمه ولكنه لا يُعلمه خطوة بخطوة، فهو شخص حاد الطباع. وبعدما فهمت ذلك حولت الشخصية “للحم ودم” من واقع مخزوني. وساعدني كثيرا تفاهم تمثيلي بيني وبيّن الأستاذ باسل الخياط مما جعل أشياء جديدة تظهر للمشاهد لم تكن في الورق من البداية.

وهل كان هناك صعوبات في شخصية “مصطفى” أو مشاهد صعبة؟

الحقيقة أنا استمتع كلما كانت الشخصية مليئة بالصعوبات، فالشخصية كلما كان بها صعوبات كلما كان بها مفاتيح تجعلني أسأل بشكل أكثر عن الشخصية التي أجسدها واستمتع كثيرا بالتعامل مع تلك الصعوبات، حتى لو كانت مرهقة جسديا. وبالفعل كان هناك كواليس مرهقة في العمل بسبب المشاهد التي تطلبت مجهود بدني. وأصعب المشاهد التي واجهتني هو المشهد الذي تم عرضه في الحلقة الثانية، وقمت خلاله مع باسل خياط بمطاردة شعبان سائق التاكسي، حيث وجدت جثة “سلمى”.. وذلك بسبب الطقس الشديد البرودة. فقد تساقطت الأمطار علينا لمدة طويلة، كنا في انتظار توقف هطول الأمطار ، لنقوم بإستخدام الأمطار الصناعية في التصوير، فأنتظرنا لمدة 8 ساعات في حالة بلل كاملة في جو بارد جدا ، وكان ذلك من أصعب المشاهد.

وكيف وجدت ردود الفعل حول دورك وحول العمل؟

سعدت للغاية برد فعل الجمهور والذي أستلطف كثيرا شخصية الضابط مصطفى، وردود أفعاله وإنسانيته. وهذه كانت أهم جزئية لي ألا يكون ثقيل الظل، فهو شخص من المفترض أنه خفيف الظل كما كان يهُمني كثيرا أن تظهر الجزئية المُرتبطة بالأزمة الإنسانية لديه. فكنت أخشى كثيرا أن تتوه وسط الأحداث وزخم الجريمة ولكن الحمد لله تكاد يكون كافة الآراء وصلت لهذه الجزئية، كما أن ردود الفعل حول العمل كانت أكثر من جيدة فجميع من يبارك لي كان يشيد كثيرا بالعمل ككل وبكافة عناصره، وجميعهم أشادوا بالقصة الإنسانية وجزئية السوشيال ميديا والعلاقات الأسرية التي كانت متواجدة به وبقربه من الأجواء التي نعيشها في الوقت الحالي.

وكيف وجدت التعاون مع الفنان باسل خياط خاصة وأن التناغم بينكما ظهر بشكل كبير على الشاشة؟

العمل مع باسل خياط كانت في غاية المتعة لأنه ممثل كبير، ومثقف لأعلى درجة، وعلى المستوى الإنساني فهو شخص عظيم جدًا، أما التناغم بيننا ذلك أن الأستاذ باسل الخياط كان على قدر كبير من الوعي التمثيلي كنجم كبير مما جعل الأمر سهلا بالنسبة لي، كما أنني أرى أن عنصر من عناصر التمثيل المهمة أنني أمثل مع من أمامي ولا أمثل بمفردي، فالتمثيل مثل لعبة الـ”البينغ بونغ” ومن الضروري حدوث كيمياء بين الأشخاص والحمد لله هذا ما حدث بيني وبين الفنان باسل الخياط.

وكيف كان التعاون مع باسم سمرة وريهام عد الغفور؟

لقد كان من أكتر مصادر السعادة بالنسبة لي في هذا العمل هو الأستاذ باسم سمرة، فهو ممثل فريد من نوعه، وكنت استمتع في المشاهد القليلة التي تقابلنا فيها، وأيضا ريهام عبدالغفور فهي من أهم ممثلات هذا الجيل، كما أنها صادقة في أدائها لأقصى درجة، والحقيقة أيضا آدم الشرقاوي هو ممثل جميل ومجتهد جدًا، وصاحب كاريزما خاصة، وأنا سعيد بفريق العمل بالكامل، فهو متميزون بشكل كبير جدا، وخاصة المخرج السدير مسعود الذي سعدت كثيرا بتجربة العمل معه فهو مخرج لديه قدر كبير من الوعي ويفهم جيدا ما يريد، وهذا الأمر يكون مريحا كثيرا للممثلين ولكافة فريق العمل لذلك أتمنى تكرار التجربة معه مرة أخرى.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version