متابعة: علي نجم

لم تكن خسارة منتخب الإمارات الوطني أمام منتخب باراغواي سوى رفع ستار وكشف واضح عن واقع «الأبيض» وقيمة عناصره فنياً وبدنياً. لم تكن «البروفة» الدولية التي اختارها القائمون على منتخبنا في النمسا، سوى الفرصة الأمثل من أجل الوقوف على مدى جاهزية لاعبينا للعب على المستوى الدولي وأمام منافس يضم في تشكيلته لاعبين ينشطون في الدوريات الأوروبية الكبرى كالدوريين الإنجليزي والإسباني.

لم تكن مشكلة منتخبنا الوطني تتمثل في خسارة «بروفة» ودية، بل تمثلت في أهميتها وقيمتها من أجل تحديد الكثير من الملامح التي يمكن الرهان عليها للمستقبل القريب، أو حتى الكثير من «العيوب» التي قد يحتاج المدير الفني الأرجنتيني أروابارينا إلى ابتكار خيارات غريبة بعض الشيء حتى يتم التعامل معها.

لم يخيب خالد عيسى رهان المدير الفني الذي وضع الثقة به بين الخشبات الثلاث، تألق الحارس الأمين، صد كرات، ومنع اهتزاز مرماه، كما ارتكب أخطاء وهفوات بالشراكة مع الرباعي الدفاعي، قبل أن يمنى مرماه بهدف رأسي من ركلة ركنية.

كان الهدف الذي سكن شباك منتخبنا قبل النهاية ب 5 دقائق، تأكيداً على أن الكرات الثابتة، كانت وستبقى مشكلة منتخبنا الأولى في المواجهات مع المنافسين الكبار، الذين غالباً ما يجيدون استغلال الكرات الثابتة من أجل طرق المنافسين، وهي مشكلة واضحة المعالم في كرة الإمارات في العقد الأخير، وليست وليدة اليوم وحسب.

الظهير الأيسر

أما الطامة الكبرى، فتتمثل في ضعف الجانب الأيسر، وفي غياب اللاعب الذي يجيد شغل مركز الظهير الأيسر وهو ما دفع بالمدرب الأرجنتيني إلى الابتكار بتحويل الظهير الأيمن عبد العزيز هيكل الذي لا يشارك مع ناديه أساسياً هذا الموسم، إلى لاعب في الجانب الأيسر لتعويض المشكلة التي يعاني منها.

وتفتقد كرة الإمارات منذ سنوات اللاعب «الأشول» الذي يجيد شغل هذا المركز الذي غالباً ما تبدلت هوية شاغليه بسبب ضعف مردودهم، أو عدم قناعات المدربين بهم، ما دفع بغالبية الأندية إلى سد هذه الثغرة بالتعاقد مع لاعب «مقيم».

ولعل ما زاد من أزمة الجانب الأيسر تعرض الحسين صالح لاعب الشارقة للإصابة بعدما تم استدعاؤه للمشاركة في هذا التجمع.

وتحمل الثنائي محمد العطاس وخليفة الحمادي مسؤولية المحور الدفاعي، فأجادا في صد المحاولات الباراغوانية، بينما وجدا صعوبات في الحد من اختراقات المنافس لاسيما مع تراجع مردود لاعبي وسط الميدان، دون إغفال الأخطاء والهفوات الفردية التي كادت أن تكلف منتخبنا ثمناً باهظاً، وهي المشكلة التي يتوجب التخلص منها سريعاً، وهو ما وضح بالهدف الباراغوياني الذي جاء من ركلة ركنية حصل عليها المنافس، بعد سلسلة أخطاء من لاعبي الوسط والمدافعين.

أما على مستوى الشق الهجومي، فقد قام لاعبونا ببعض المحاولات وإن كانت خجولة لاسيما في الشوط الثاني من زمن المباراة الذي هبط به «رتم» أداء لاعبينا بشكل واضح.

وحرمت العارضة لاعبي منتخبنا من هز شباك المنافس، وهو ما تجلى بتسديدة حارب عبد الله في الشوط الأول، ورأسية علي مبخوت في الثاني، وإن تراجع مؤشر صناعة الفرص وبناء الهجمات كثيراً بعد انتهاء أول 45 دقيقة من زمن المباراة، بسبب فارق اللياقة البدنية والاندفاع والضغط الذي مارسه المنتخب المنافس، ليبسط الأفضلية والتفوق في الحصة الثانية من زمن المباراة. وعانى منتخبنا على مستوى صناعة الخطر وبناء الهجمات، وكان عبد الله رمضان أفضل ممرر في الجزء الثاني من أرضية الميدان، بينما وضحت معالم وتأثير غياب الثنائي علي صالح وفابيو ليما، رغم محاولات كايو الذي لا يزال يبحث عن أفضل أداء له بالقميص «الأبيض» حتى الآن، بينما اجتهد حارب عبد الله بأداء فردي حيناَ وجماعي أحياناً، رغم حاجته إلى كسب الخبرات التي تساعده على التخلص من مشكلة التسرع وإن كان يمكنه السرعة.

لا يختلف اثنان على أن خيارات المدرب في الوقت الراهن تعتبر هي الأفضل، لاسيما مع السعي لتقليص معدل أعمار عناصر التشكيل، بعدما تخلى عن كوكبة من المخضرمين كالمهاجم تيغالي والمدافعين وليد عباس ومحمد مرزوق ومحمود خميس على سبيل المثال.

وحافظ المدرب على هيكلة التشكيل الأساسي، ولم يدخل تعديلات كبيرة في الحصة الثانية من زمن اللقاء، حتى بدا كأنه يريد الحفاظ على جاهزية بعض عناصر الدكة من أجل الدفع بها في مباراة الثلاثاء أمام المنتخب الفنزويلي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version