بيروت: «الخليج»

عمت مشاعر الحزن والغضب الشديدين الشارع اللبناني خلال مراسم تشييع جماعية لعدد من ضحايا مأساة قارب الموت، في وقت أعلنت المصادر أن حصيلة قتلى الفاجعة ارتفعت إلى 94 شخصاً بعد انتشال المزيد من الجثث من شاطئ بانياس على ساحل البحر المتوسط. وذكرت تقارير أن السلطات الأمنية أوقفت مشتبهاً فيه بالمسؤولية عن وقوع الكارثة.

وقال التلفزيون الرسمي السوري، أمس السبت، إن عدد قتلى القارب الغارق الذي كان يحمل مهاجرين قرب مدينة طرطوس الساحلية بشمالي البلاد، الذي يُشتبه في أنه أبحر من شمالي لبنان متجهاً نحو أوروبا ارتفع إلى 94 قتيلاً.

وعثرت السلطات السورية الخميس، على عشرات الجثث قبالة مدينة طرطوس الساحلية، بينما تم إنقاذ عشرين شخصاً فقط، من ركاب المركب الذي أبحر قبل أيام من شمالي لبنان، وراوحت التقديرات بشأن عدد ركابه بين 100 و150 شخصاً من اللبنانيين واللاجئين السوريين والفلسطينيين، من دون أن تتضح بعد ملابسات غرقه.

وترتفع حصيلة الضحايا تباعاً منذ الإعلان عن غرق الزورق عصر الخميس. وكانت آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة السورية، الجمعة، بلغت 77 قتيلاً. ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة. ونقل 20 ناجياً فقط إلى مستشفى في طرطوس. وعُثر على غالبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس.

وأعلنت السلطات السورية، أن أقارب الضحايا بدأوا في العبور من لبنان إلى سوريا للمساعدة في التعرف إلى أقربائهم واستعادة جثثهم. وشيعت عائلات في لبنان، ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي، ليتم دفنها.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن عشرة أطفال لقوا مصرعهم في الحادثة وفق تقارير أولية. واعتبرت في بيان أنه كما هو الحال في العديد من المناطق في المنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر في الجميع، لكنها أكثر قسوة بشكل خاص على الأشخاص الأضعف.

وبدوره، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان: «هذه مأساة مؤلمة أخرى»، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لتحسين ظروف النازحين قسراً والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط.

وأضاف في بيان مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية، الكثيرون يدفع بهم نحو حافة الهاوية.

وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، أنطونيو فيتورينو: «لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة».

بدوره، اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن لا أحد يصعد على مراكب الموت بسهولة. يتخذ الأشخاص هذه القرارات الخطِرة، ويخاطرون بحياتهم بحثاً عن العيش بكرامة. وأضاف: «علينا أن نفعل المزيد، لمعالجة الشعور باليأس في لبنان والمنطقة».

في غضون ذلك، أعلن الجيش اللبناني، في بيان نشره على موقعه الرسمي، أن مديرية المخابرات قد أوقفت مشتبهاً فيه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر.

وأوضح البيان أنه بتاريخ 21 سبتمبر الحالي، قد أوقفت مديرية المخابرات المواطن (ب.د.) للاشتباه في تورطه بتهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر. وبحسب البيان، فقد ثبت نتيجة التحقيق تورط ذلك المواطن، بإدارة شبكة تنشط في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، وذلك انطلاقاً من الشاطئ اللبناني الممتد من العريضة شمالاً حتى المنية جنوباً.

واعترف المشتبه فيه بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا، التي أسفرت عن غرق المركب قبالة الشواطئ السورية.

ونبه البيان إلى أن التحقيق مع الموقوف لا يزال مستمراً مع متابعة الشبكة لتوقيف أفرادها بإشراف القضاء المختص.

تجدر الإشارة إلى أن الجيش اللبناني، كان قد أعلن في الأسبوع الماضي، عن إنقاذه أكثر من 50 مهاجراً شرعياً كان مركبهم قد تعطل قبالة سواحل البلاد، قبل أن يتركهم القبطان ويهرب إلى مركب آخر.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version