يطمح فرديناند ماركوس جيه آر الملقب ب«بونغ بونغ»، نجل الديكتاتور الفلبيني السابق فرديناند إيمانويل ماركوس، إلى خلافة الرئيس رودريجو دوتيرتي في الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل، مدفوعاً بنتائج استطلاعات الرأي التي تضعه في المقدمة بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

ستكون عودة «بونغ بونغ» (64 عاماً) إلى قصر الحكم في مانيلا تكريماً آخر لوالده، الذي تم تشييعه عام 2016 بجنازة عسكرية رسمية ودفن في مقبرة الأبطال، بعد أن ظل محنطاً 27 عاماً دون قبر. وستكون عودة الولد إلى السلطة تحقيقاً لطموح أمه إيميلدا ماركوس (93 عاماً) إلى أن تصبح «والدة الأمة»، وهو اللقب الذي ظلت تطمح إليه منذ أن ترشحت ولم تنجح في الانتخابات الرئاسية عام 1992. وتأسيساً على هذا الإرث، يحظى نجل ماركوس بشعبية كبيرة اكتسبها منذ أن كان سيناتوراً في مجلس الشيوخ، فضلاً عن أن الرئيس المنتهية ولايته رودريغو دوتيرتي حليف لعائلته، وسيجلب التعاون بينهما أصوات الناخبين من معاقل العائلتين في شمال البلاد ووسطها وجنوبها. وقبل الانتخابات أيد «بونغ بونغ» حرب دوتيرتي المثيرة للجدل على المخدرات، وأيّد عقوبة الإعدام في حق التجار. وفي برنامجه الانتخابي للرئاسة يتبنى خطاباً بليغاً يدعو إلى الوحدة ووضع خطط لطي صفحة جائحة «كورونا»، كما يدعو إلى إطلاق مشاريع ضخمة في البنى التحتية كتلك التي اشتهر بها عهد والده بين 1965 و1986 من القرن الماضي، الذي ألغى نظامه البرلمان وكل المؤسسات الديمقراطية وحكم الفلبين بمراسيم فقط. وسيمثل فوز ماركوس جيه آر عودة قوية لأسرته التي تم طردها من البلاد بعد ثورة شعبية أطاحت بها قبل 36 عاماً في خضم انتهاكات لحقوق الإنسان وفساد واسع النطاق.

وفي ظل مخاوف من أن «يعيد التاريخ نفسه»، يتهم نشطاء في الفلبين عائلة ماركوس بالوقوف وراء تمويل حملة انتخابية تهدف إلى محو الأفعال التي ارتكبها الرئيس الراحل من الضمير الجماعي، لكن «بونغ بونغ» يتعهد بالامتثال لقواعد الديمقراطية والنتائج، وعدم تكرار ما حدث في عهد والده، الذي يبرئه من كثير من الاتهامات، في حين يقول داعموه إن الواقع تغير، وأن الفلبين تأمل في أوضاع أفضل بجهود جميع نخبها وأبنائها.

وتقول لجنة الانتخابات إن 56 في المئة من الفلبينيين المسجلين للتصويت هذا العام ولدوا بعد عهد ماركوس الأب. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين ومعظمهم من الشباب، سينتخبون «بونغ بونغ» رئيساً. وفي آخر استطلاع تم نشر نتائجه هذا الشهر أظهر تقدم فرديناند ماركوس جونيور بفارق 44 نقطة عن نائبة الرئيس الحالي ليني روبريدو، بما يمثل زيادة قدرها 11 نقطة مقارنة بالاستطلاع السابق في أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version