أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية، أمس الثلاثاء، أن النتائج الأولية لاستفتاءات ضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كلياً، أو جزئيًا، تظهر تأييداً واسعاً للضم بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا التي أصدرت تحذيراً نووياً جديداً مع انتهاء الاستفتاءات، فيما أكد وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أن النتائج «لن تؤثر» في تحركات الأوكرانيين على الجبهة في مواجهة الجيش الروسي. وقال كوليبا خلال مؤتمر صحفي مشترك في كييف، مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا «لن يؤثر ذلك في سياستنا، وفي دبلوماسيتنا، وفي تحركاتنا في المجال العسكري».

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها، مساء أمس الثلاثاء، في دونباس ومقاطعتي خيرسون وزابوريجيا بعد 5 أيام من التصويت. وأفادت وكالات الأنباء الروسية، ريا نوفوستي وتاس وانترفاكس، أن اللجنة الانتخابية الروسية أكّدت أن التأييد جاء بنسبة 97% إلى 98% من الأصوات بعد فرز ما يتراوح بين 20% و27% من الأصوات في مراكز التصويت في روسيا، فيما بدأ فرز الأصوات في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسية.

تغيير جذري

وصرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن وضع المناطق الأربع سوف يتغير جذرياً من الناحية القانونية، بما يحمله ذلك من أغراض حماية وأمن هذه الأراضي، عقب نتائج الاستفتاءات.

وقال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، أمس الثلاثاء، إن موسكو لها الحق في الدفاع عن نفسها بالأسلحة النووية إذا تم تجاوز حدودها، وإن هذا «بالتأكيد ليس خدعة».

وحذر ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن موسكو لها الحق في الرد «من دون الكثير من المشاورات»، مع تصاعد التوتر مع الغرب بشأن الاستفتاءات التي أجريت في مساحات شاسعة من المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

ويأتي تأكيد ميدفيديف على أن «التهديد النووي ليس خدعة» رداً أيضاً على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي صرح، أمس الأول الاثنين، بأنه «لا يعتقد» أن بوتين، «خادع»، عندما قال إن موسكو ستكون مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وكان بوتين أعلن، في خطاب نقله التلفزيون الأسبوع الماضي، أن موسكو ستستخدم «كل الوسائل المتاحة» لحماية روسيا وشعبها إذا تعرضت وحدة أراضيها للتهديد.

تحذير نووي

والتحذير النووي الذي وجهه ميدفيديف هو واحد من عدة تحذيرات صدرت عن بوتين ومساعديه خلال الأسابيع الماضية، لكن هذا التحذير يختلف عن التحذيرات السابقة في أنه توقع لأول مرة أن حلف شمال الأطلسي لن يغامر بحرب نووية وبالانخراط مباشرة في حرب أوكرانيا، حتى لو ضربت موسكو أوكرانيا بأسلحة نووية. وقال ميدفيديف في منشور على تيليغرام «أعتقد أن حلف شمال الأطلسي لن يتدخل بشكل مباشر في الصراع حتى في هذا السيناريو… الغوغائيون عبر المحيط وفي أوروبا لن يموتوا في كارثة نووية».

وعيد غربي

وتعهد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، بأن الغرب لن يعترف مطلقاً بضم روسيا للأراضي الأوكرانية. وقال بلينكن للصحفيين «نحن والعديد من الدول الأخرى كنا واضحين تماماً. لن نعترف – في الواقع لن نعترف مطلقاً – بضم روسيا لأراض أوكرانية». وكرر بلينكن تهديد الرئيس جو بايدن، بأن الولايات المتحدة «ستفرض على روسيا تكاليف سريعة وإضافية»، لأنها مضت في إجراء الاستفتاءات. ووصفت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، استفتاءات الضم بأنها «مهزلة».

وقالت كولونا على قناة «بي إف إم» الخاصة «هذه مهزلة… لا تعبر الأصوات التي تم الإدلاء بها عن صدق». وأضافت «ليست شرعية ولا قيمة لها. لن نعترف بها وستتبعها عقوبات من فرنسا وأوروبا ودول أخرى في المجتمع الدولي».

بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أن الاستفتاءات «زائفة» وتشكل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي».

وأفاد ستولتنبرغ على حسابه في «تويتر» بأنه أكد للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن «الحلفاء في الناتو مستمرون في دعم سيادة أوكرانيا وحقها في الدفاع عن النفس».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version