بغداد: زيدان الربيعي

قامت جنين بلاسخارت، ممثلة بعثة الأمم المتحدة في العراق، «يونامي»، أمس الأول الثلاثاء، بإحاطة مجلس الأمن الدولي، بتطورات الأوضاع في العراق.

خطاب بلاسخارت، كان طويلاً، إلا أنه احتوى على مفاصل عدة، أغلبيتها تتماشى مع ما يحدث في البلاد، لكن مفصلاً واحداً في ذلك الخطاب يمثل لبّ المشاكل الحاصلة في العراق.

لقد قالت بلاسخارت، إن «خيبة أمل الشعب قد وصلت إلى عنان السماء. لقد فقد العديد من العراقيين الثقة بقدرة الطبقة السياسية في العراق على العمل لمصلحة البلد وشعبه. ولن يؤدي استمرار الإخفاق في معالجة فقدان الثقة هذا سوى إلى تفاقم مشاكل العراق. فالنظام السياسي ومنظومة الحكم في العراق يتجاهلان احتياجات الشعب العراقي. ويمثل الفساد المستشري سبباً جذرياً رئيساً للاختلال الوظيفي في العراق. ولا يمكن لأي زعيم أن يدّعي أنه محمي منه. وإبقاء المنظومة كما هي سوف يرتد بنتائج سلبية».

وبرغم أن بلاسخارت دعت إلى إيجاد حوار حقيقي يشترك فيه الجميع من أجل الخروج من الأزمة السياسية الخانقة، إلا أن دعوتها كانت مكملة لما طرحته في أعلاه، فهي ترى، كما يرى غالبية العراقيين، أن الطبقة السياسية الحالية لم تعد تستطيع إيجاد أي حل لمشاكل البلد المتفاقمة، بل إن بقاءها سيؤدي إلى بروز مشاكل جديدة ستكون عملية الخروج منها في المستقبل مكلفة على البلد، ومواطنيه.

لقد سحب خطاب بلاسخارت البساط من تحت أقدام الزعماء العراقيين، لذلك اكتفوا بالصمت ولم يعلقوا على ما جاء فيه، باستثناء تعليق من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلا أن الصدر جعل تعليقه مشروطاً بعدم مشاركة الوجوه القديمة وأحزابها وشخوصها بالحكومة الجديدة.

إن ما طرحته بلاسخارت أمام مجلس الأمن الدولي من نقاط جوهرية، يمثل حقيقة دامغة لا يمكن لأي سياسي عراقي تجاهلها، كذلك فإن تأكيدها فشل الطبقة السياسية بكل مسمياتها في إيجاد حل لمشاكل البلد، مثّل ضربة أممية موجعة لكل الزعماء العراقيين الذين باتوا الآن يقفون في زاوية ضيقة جداً.

فالمعروف عن زعماء النظام السياسي العراقي، أنهم عندما يجدون أنفسهم في زاوية ضيقة يقدمون التنازلات لبعضهم بعضاً، من أجل التخلص من الأزمة التي يعيشونها، وما إن يعبروا خطوة، أو خطوتين، إلى الأمام حتى يعودوا إلى النقطة نفسها التي انطلقوا منها، وهذا الأمر معروف في أبجديات النظام السياسي الحالي.

إن الشعب العراقي، بكل أطيافه ومكوناته، لم يعد قادراً على تحمّل أزمات وصدمات أخرى، لذلك بات يتمنى أن يجد مجلس الأمن الدولي حلاً مناسباً للخلاص من هذا النظام، برغم أن هذا الخلاص ستكون فيه خسائر جديدة للعراق، إلا أنها بكل تأكيد ستكون أفضل بكثير من الخسائر المرتقبة التي تنتظر العراق والعراقيين، في حال استمر الوضع الحالي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version