ظهر هذا التحدّي على منصّة “تيك توك” مؤخراً تحت اسم Thegallonchallenge أي “تحدّي الغالون”، وهو يقوم على شرب حوالي 4 ليترات من الماء يومياً لمدة 30 يوما بهدف تعزيز جمال البشرة وإشراقها. ولكن ما حقيقة فائدة هذه الخطوة وهل يمكن أن تُشكّل خطراً على الصحة؟
تعدّت مُشاهدات هذا التحدي على منصّة “تيك توك” الـ15 مليونا أما المُشاركة به فكبيرة أيضاً. وهو مُستوحى من نجمات وعارضات عالميّات اعتمدن مطرات المياه الكبيرة جداً كأكسسوار يُرافقهن في يومياتهن.
خطر الإفراط في الترطيب
لا تستند هذه الحيلة على أي دراسة علميّة مثل الكثير من الحيل التي يتمّ الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي، فلا وجود لأي فائدة من الإفراط في شرب الماء يومياً بل إن هذا الأمر قد يُشكّل خطراً على الصحة. إذ يمكن لاستهلاك الكثير من الماء أن يكون ساماً للجسم، خاصةً أن هذا الأخير يتألف من 65% من الماء ويحتاج للحفاظ على هذا التوازن الطبيعي في نسبة المياه المكوّنة له. أما الخلل في هذا المجال فيمكن أن يتسبب بتسمم الماء الذي يُطلق عليه أيضاً تسمية “الإفراط بالترطيب”.
يتسبب الإفراط في تناول الماء بالتخفيف من تركيز الملح والصوديوم بالدم، وهو يمكن أن يُسبّب شعوراً بالغثيان، ونوبات تقيؤ بالإضافة إلى أوجاع في الرأس. أما في بعض الحالات الحادة فيمكنه التسبب باضطرابات عصبيّة وحتى استسقاء دماغي يُهدّد الحياة.
خصائص الترطيب المفيد
لا يحتاج الجسم إلى شرب حوالي 4 لترات من الماء يومياً للحصول على كفايته من الترطيب، إذ يكفي أن نتناول بين لتر ونصف ولترين من الماء بما يتناسب مع العمر، والبيئة، والحالة الصحيّة أما في حال ممارسة نشاط رياضي أو ارتفاع حرارة الطقس فيمكن استهلاك ليترين ونصف من الماء يومياً خاصةً أن التعرّق يتسبب بفقدان الماء من الجسم.
الحل الأمثل في هذه المجال هو أن نستمع إلى حاجات جسمنا ونؤمن له الترطيب بانتظام بما يتوافق مع هذه الحاجات، مع الأخذ بالاعتبار أنه مع التقدم في السن يختفي الشعور بالعطش. وبالإضافة إلى الحصول على حاجتنا من الماء، يجب أن نتبنّى نظاما غذائيا متوازنا ونستهلك ما يكفي من الخضار والفاكهة التي تساهم في ترطيب الجسم. فمن شأن هذه الخطوات أن تحافظ على نضارة البشرة وإشراقها دون الحاجة إلى استهلاك كميات من الماء تزيد عن حاجة الجسم في هذا المجال.