حذرت موسكو دول حلف الأطلسي من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة، واستدعت السفير الفرنسي احتجاجاً على تقديم باريس المزيد من العتاد العسكري إلى كييف.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الجمعة، إن تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي اقترح فيها على حلف شمال الأطلسي شن ضربات وقائية ضد روسيا «تؤكد الحاجة» لما أسماها «عملية خاصة» في أوكرانيا، وهو ما سارعت كييف بالرد عليه، منوهة بأن تصريحات الرئيس الأوكراني عن «ضربة استباقية» كانت تشير إلى فرض عقوبات.

وأوضح لافروف، خلال كلمة له أمام «حزب روسيا الموحدة»، أن الغرب يتحمل المسؤولية عن تزويد نظام كييف بالأسلحة.

وأضاف: «دعا زيلينسكي الغربيين لشن ضربة نووية استباقية على روسيا.

وبذلك قدم هذا الرجل في الواقع دليلاً آخر للعالم بأسره على التهديدات التي تأتي من نظام كييف والتي تم إطلاق العملية العسكرية الخاصة من أجل تحييدها». وشدد بالقول: «حذرنا دول الناتو من تداعيات تزويد أوكرانيا بالأسلحة»، مشدداً على أن موقف روسيا من الردع النووي لم يتغير. وقال: «نحذر مرة أخرى الولايات المتحدة والرعاة الآخرين لنظام كييف من انخراط أكبر في القضية كأطراف في النزاع.

أما بالنسبة لنا، كما أوضحنا مراراً، فإن عقيدتنا العسكرية وأسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي لم تتغير».

ولفت لافروف إلى أن «شهية نظام كييف آخذة في الازدياد» وأن زيلينسكي «بدأ يملي شروطه على الناتو والاتحاد الأوروبي»، محذراً من أن تصرفات نظام كييف تهدف إلى خلق مخاطر استخدام أنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل.

من جهة أخرى، استدعت روسيا السفير الفرنسي بيار ليفي إلى وزارة الخارجية في موسكو احتجاجاً على تسليم أوكرانيا أسلحة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان «شدد الجانب الروسي على الأخطار المترتبة على زيادة كميات الأسلحة والعتاد (التي تسلم) لنظام كييف، وكذلك عن تكثيف برامج التدريب لتأهيل العسكريين الأوكرانيين».

ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، سلمت باريس كييف معدات عسكرية وخصوصا 18 مدفع «سيزار» بعيد المدى تستخدم خصوصاً لضرب خطوط الإمداد في الجبهة الخلفية. وتعتزم فرنسا تزويد كييف بستة إلى 12 نموذجاً إضافياً من هذا المدفع (155 ملم) الذي ينقل على شاحنة، وفق ما أفاد مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس، مؤكداً معلومة أوردتها صحيفة «لوموند». وتدرس باريس أيضاً إمكان تسليم كييف 20 آلية مدرعة طراز «باستيون».

وأول أمس الخميس قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الدول الأوروبية سترسل إلى أوكرانيا المزيد من العتاد العسكري لمواجهة روسيا، بما يشمل المزيد من مدافع هاوتزر الفرنسية من طراز سيزار.

وقال ماكرون «ندرس بالفعل عدة طلبات، مع العديد من أعضاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك طلبات الحصول على مدافع سيزار جديدة». وشدد ماكرون على «أننا سنواصل دعم أوكرانيا مالياً وإنسانياً وعسكرياً».

وأردف «هذه المساعدة ستستمر من حيث المعدات والتدريب بما يتماشى مع ما نقوم به منذ عدة أشهر».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version