إعداد: معن خليللايكفي أن يكون اللاعب نجماً كبيراً حتى تسلط عليه الأضواء، أو أن يلعب أساسياً في منتخب بلاده، لأنه من سوء حظ بعض اللاعبين أن أسماء أخرى تحمل صفة النجومية تلعب في نفس المركز.في هذا التقرير نسلط الضوء على نجوم تعرضوا للظلم لأنهم تواجدوا مع نجوم آخرين في فرقهم أو المنتخب:هذا الأمر ينطبق على يوهان ميكو النجم الفرنسي السابق الذي تألق مع كل الفرق التي لعب لها مثل بوردو الفرنسي وبارما الإيطالي وفيردر بريمن الألماني، لكنه لم يكن له أي مكان في منتخب بلاده لأنه بكل بساطة يلعب في مركز زين الدين زيدان إحدى أساطير «الديوك» السابقين.ورغم أن توني كروس لاعب وسط منتخب ألمانيا وريال مدريد الإسباني الحالي، قال يوماً إنه يحب زين الدين زيدان ويعتبره مثلاً أعلى له، لكنه في نفس الوقت يفضل عليه يوهان ميكو، إلا أن الأخير لم يرتد قميص منتخب فرنسا إلا 17 مرة لأن المدربين لم يقتنعوا أن يلعب هو وزيدان مع بعضهما لتشابه أسلوبهما.ويقول ميكو «حاربت الكل كي أثبت أنه يمكننا أنا وزيدان اللعب سوياً، وللأسف المدربون الفرنسيون قرروا خلاف ذلك».وقد تكون القصة أكثر درامية عندما يتعلق الأمر بلاعب مثل ريكاردو بوكيني أسطورة نادي إندبندينتي وصانع مجده في فترة السبعينات والثمانينات عندما قاده إلى إحراز لقب دوري بلاده أربع مرات وكأس ليبرتادوريس أربع مرات أيضاً وكأس الإنتركونتيننتال التي كانت تجمع بطلي أمريكا الجنوبية وأوروبا مرتين، ومع ذلك لم يكن له مكان في صفوف منتخب «التانجو» الذي لعب له في 23 مباراة فقط.وكانت مشكلة بوكيني في اثنين من اللاعبين الذين يلعبون في نفس مركزه صناعة الألعاب، أولهما نوربيرتو أوزفالدو ألونسو نجم نادي ريفربلايت والذي فضله المدرب سيزار مينوتي عليه في مونديال 1978، وثانيهما هو الأسطورة دييجو مارادونا الذي كان من الصعب على أحد أخذ مكانه في الثمانينات.والمثير في الأمر أن مارادونا نفسه كان معجباً جداً ببوكيني ويعتبره مثالاً أعلى له وكان يناديه دائماً بـ«الأستاذ»، إلا أن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للمدربين الذين تعاقبوا على المنتخب الأرجنتيني ومنهم كارلوس أبيلاردو الذي جعله يلعب دور احتياطي مارادونا في مونديال 1986 الذي لم يشارك خلاله سوى ست دقائق لذلك قال بوكيني جملته الشهيرة «لا أشعر بأني بطل العالم».ويعد اللاعبون المهاجمون الذين يولدون في الأرجنتين الأكثر تعرضاً للظلم في منتخب بلادهم، ولاسيما أنه يعرف عن «التانجو» أنه دائماً ما يخرج عناصر على أعلى مستوى في الخط الأمامي.واحد من هؤلاء المظلومين كان هيرنان كريبسو الذي سجل 198 هدفاً مع الأندية التي لعب لها في إيطاليا ( بارما ولاتسيو والإنتر وميلان وجنوة) وإنجلترا( تشيلسي ) وأصبح عام 2000 بعد انتقاله إلى لاتيسو مقابل 70 مليون دولار اللاعب الأغلى في العالم في ذلك الوقت، لكنه انتظر حتى عام 2002 موعد اعتزال جابريال باتيستوتا دولياً حتى يفرض نفسه مع منتخب الأرجنتين.كان من الصعب في ظل وجود جابريال باتيستوتا أو «باتيجول» كما أطلق عليه بعدما سجل للأرجنتين 56 هدفاً من عام 1991 حتى 2002، أن يحل مهاجم آخر بدلاً منه إلا في حالة واحدة وهي إصابته.وقضى باتيستوتا على جميع حظوظ المهاجمين الذين عاصروا حقبته بخطف مكانه الأساسي في صفوف المنتخب الأرجنتيني، وبينهم كريسبو الذي وجد نفسه على مقاعد البدلاء في مونديالي فرنسا عام 1998 وكوريا الجنوبية واليابان عام 2002.تيفيز وميسيأما قمة الظلم فهي عندما يقول عنك مدربك إنك لاعب عظيم، وفي نفس الوقت لا يستدعيك إلى صفوف المنتخب المشارك في أهم حديث كروي وهو كأس العالم.هذا ما حصل بالفعل مع المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي وصفه المدرب سابيلا باللاعب الكبير لكنه لم يدعه إلى تشكيلته التي كانت ستسافر إلى البرازيل لخوض مونديال 2014 لأن اللاعب الملقب بـ«الأباتشي» يلعب في نفس مركز الأسطورة ليونيل ميسي.ورغم المطالبات الأرجنتينية لسابيلا بأن يستدعي تيفيز الذي يطلق عليه «لاعب الشعب» إلا أن المدرب أصر على رأيه الفني الذي عده خصوصة له ولا يمكن لأحد التدخل به.الزمن الخطأوعاش ميكيل أرتيتا واحدة من الغرائب، فعلى الرغم من رحلته الطويلة من فريق برشلونة «ب» وصولاً إلى باريس سان جيرمان الفرنسي ورينجرز غلاسكو الاسكتلندي وإيفرتون الإنجليزي وانتهاء بأرسنال الذي يدربه الآن، إلا أن لاعب الوسط لم يلعب قط في صفوف منتخب إسبانيا، حيث يقال عنه إنه ولد في الزمن الخطأ، أي في عصر تشافي وإنييستا وألونسو وفابريجاس، وكلها أسماء من الصعب لأحد أن ينافسها في وسط الميدان.وعرف عن جمهور نادي إيفرتون الذي لعب له اللاعب من عام 2005 حتى 2011، قبل انتقاله إلى أرسنال أنه كان ينشد بعد كل مباراة «ليس هناك من هو أفضل من ميكيل أرتيتا»، إلا أن مدربي منتخب إسبانيا لم يعترفوا أبداً بهذه الأفضلية.ويمكن أن نطلق على أرتيتا اللاعب سيئ الحظ وهو يعترف بنفسه بذلك فهو نشأ في نادي برشلونة عام 1997 لكنه لم يكن قادراً أبداً على دخول تشكيلة الفريق الأول الأساسية، وهو ما يفسره أرتيتا «كنت بعمر السادسة عشرة عندما لعبت أول مباراة لي مع برشلونة دخلت بدلاً من بيب جوارديولا، نظرت حولي فوجدت لويس فيجو ولويس أنريكي وباتريك كلويفرت وريفالدو، كان من الصعب أن ألعب أساسياً».أسطورة في ظل أسطورةوفي إنجلترا، كان هناك حارس للمرمى اسمه بيتر بونيني فرض نفسه أسطورة في فريقه تشيلسي في أوائل حقبة الستينات وحتى منتصف السبعينات، وقد حمل رقماً قياسياً بعدما حافظ على نظافة شباكه في 208 مباريات، وهو رقم لم يكسره أي حارس في الدوري الإنجليزي لمدة طويلة قبل أن يفعلها التشيكي بيتر تشيك حارس تشيلسي أيضاً عام 2013.لكن هذا التألق لم يشفع لبيتر بونيتي أبداً حتى يلعب في صفوف المنتخب الإنجليزي إلا في سبع مناسبات فقط منها واحدة جلبت له المتاعب، وذلك لوجود الحارس العملاق الآخر جوردون بانكس.واستحق بانكس أن يكون الحارس رقم واحد في إنجلترا، وهو صاحب «صدة القرن» عندما تصدى لكرة رأسية من الملك البرازيلي بيليه في مونديال 1970 بطريقة قيل عنها إنها تحدت قوانين الطبيعة حين دفع جسده إلى يمين المرمى وأرجع يديه إلى الخلف ومدهما لمسافة طويلة وتمكن عبر إبهامه من إبعاد الكرة إلى جوار القائم لتخرج من الملعب وتتحول إلى ركنية.أما حكاية المباراة الوحيدة في المونديال التي لعبها بونيتي بديلاً لبانكس فكانت في كأس العالم 1970 في المكسيك، ولذلك قصة غريبة، فقبل مباراة ربع النهائي بين إنجلترا وألمانيا الغربية مرض بانكس بسبب تعرضه لتسمم غذائي مفاجئ.جاءت الفرصة أمام بيتر بونيتي ليكون بديلاً عن بانكس، ومع بداية اللقاء كانت إنجلترا متقدمة بهدفين لصفر وهي الأقرب لتحقيق الفوز، لكن هدف فرانز بيكنباور في الدقيقة الثامنة والستين أعاد الأمل إلى الألمان الذين فازوا في النهاية 3-2، وقال يومها بيكنباور الجملة التي زادت آلام بونيتي «لو كان بانكس هو الذي يحرس المرمى، لما تمكنا من هز الشباك».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version