إعداد: علي نجم

احتدم الصراع على صدارة دوري أدنوك للمحترفين، بعد انتهاء قمة المرحلة الخامسة الجميلة بين الجزيرة وضيفه الشارقة بالتعادل 3-3، بعد مباراة مجنونة ستبقى عالقة في الذكريات طويلاً.

فرض التعادل نفسه سيداً للمشهد في ملعب محمد بن زايد الذي احتضن الحوار الكروي الكبير بين الجزيرة الذي كان يبحث عن فخر الصدارة، والشارقة الذي أرادها فرصة لتأكيد أنه الملك الذي لا يتنازل عن عرش الصدارة.

قدم الشارقة والجزيرة ملحمة كروية لاسيما في الشوط الأول الذي بلغ درجة الغليان والجنون من خلال سيناريو تسجيل الأهداف الذي تنقل من شبكة إلى أخرى بسرعة قياسية، ليتحول الملعب إلى مسرح للإبداع برأسية «الهليكوبتر» باكو الكاسير، ثم الكاسر علي مبخوت الذي سجل هدفين بلمستين ولا أروع رفع بهما غلته هذا الموسم إلى 9 أهداف،وإلى 190 هدفاً ليكسر رقم ماجد عبد الله لاعب النصر السعودي كأفضل هداف عربي يسجل لفريق واحد في الدوريات العربية.

وضرب الشارقة بقوة مرة جديدة، ونجح بتسجيل ثلاثية للمرة الرابعة على التوالي في مرمى المنافسين، بعد ثلاثية في مرمى كل من بني ياس وعجمان وخورفكان والجزيرة، وإن لم يكتب للفريق كسب العلامة الكاملة من هذه الموقعة.

ولم تكن الرحلة إلى ملعب محمد بن زايد حافلة بالكثير من الذكريات الجميلة للفريق الملكي، الذي لم يعرف طعم الهزيمة مع «القيصر» كوزمين منذ أكتوبر 2021 سوى في ملعب البطولات وأمام «فخر العاصمة» في الموسم الماضي. وتمثل النقطة من ملعب المنافس المباشر، مكسباً للفريق الملكي.

ورغم إهدار 4 نقاط في آخر جولتين، لم يخرج الهولندي مارسيل كايزر مدرب الجزيرة غاضباً، بل ارتسمت على وجهه علامات الرضا والتفاؤل، مؤكداً أن خسارة نقطتين أمام الشارقة ليست مشكلة، وأن الفريق قدم كل ما لديه، والأهم أن الفريق يسير على السكة الصحيحة من أجل بلوغ الدرع.

لكن التعادل في القمة الجميلة أشعل صراع الصدارة، حيث يتصدر الشارقة برصيد 13 نقطة وبفارق نقطتين عن الوصل الثاني والجزيرة الوصيف، وثلاث نقاط عن العين الرابع.

ويخوض «الفرسان الأربعة» مباريات أشبه بالمعارك الكروية في الجولة السادسة المقبلة، حين يستضيف الشارقة مطارده الوصل، والعين منافسه التقليدي الوحدة في «كلاسيكو الإمارات»، ويحل الجزيرة ضيفاً على شباب الأهلي.

وصافة الوصل

وصعد الوصل للوصافة بفارق هدف عن الجزيرة بعد فوزه الكبير على الظفرة 4 – صفر، منها «هاتريك» لفابيو ليما، الذي عاد لتأكيد أنه النجم الأول ل«الإمبراطور» وصاحب الحضور الأكبر في قلوب المشجعين، وذلك بعدما غاب عن الموسم الماضي بسبب الإصابة.

أرقام عيناوية

وحصد العين ثلاث نقاط جديدة، بفوزه على دبا الفجيرة بهدفين، ليكسب ثلاث نقاط عزز بها فرصته في الدخول بقوة إلى دائرة الصراع بعدما أهدر 5 نقاط في أول 4 جولات. وكسب العين ما أراد من ملعب دبا الأنيق، فنال العلامة الكاملة، وسجل هدفين كان الأول أوكرانياً عبر يارمولينكو، بينما جاء الثاني في الوقت الضائع عن طريق العملاق لابا كودجو الذي واصل التسجيل للأسبوع الرابع توالياً.وأضاف لابا إلى رصيده هدفاً،ليرفع غلته في المسابقة إلى 65 هدفاً.

وضم لابا بالهدف الجديد فريق دبا إلى قائمة ضحاياه،بعدما سجل للمرة الأولى في شباك «النواخذة» ليصبح دبا الفجيرة الفريق السادس عشر الذي يهز لابا شباكه. وعاش الحارس خالد عيسى ليلة استثنائية في ملعب دبا الفجيرة الجديد، بعدما أنهى 100 مباراة بشباك نظيفة على مستوى كل البطولات مع «الزعيم» في مباراة حملت الرقم 318 له مع الفريق البنفسجي.

رباعية وحداوية

ضرب الوحدة بقوة ونال السعادة بأروع صورها،حين عزف لحن النصر على حساب ضيفه «العميد» برباعية نظيفة، ليحقق الفريق أفضل بداية تحت قيادة المدير الفني الجديد القديم الإسباني خيمينيز.

وساهم الفوز في إعادة السعادة إلى البيت العنابي، بعدما قفز الفريق إلى المركز الخامس في جدول الترتيب، ليقلص الفارق مع الشارقة المتصدر إلى 6 نقاط. وشهدت المباراة تسجيل اللاعب المقيم البرتغالي روبن فيليب الهدف رقم 100 في الدوري هذا الموسم.

وبلغ الوحدة بالنقاط الثلاث عتبة المئوية السادسة في تاريخ مشاركته في المحترفين، بعدما رفع غلته إلى 599 نقطة مع احتساب نقاط الموسم الملغى بسبب جائحة كورونا، ليصبح الفريق على بعد نقطة واحدة من الانضمام إلى نادي 600 نقطة وأكثر الذي يضم كلاً من العين والجزيرة وشباب الأهلي.

أما النصر، فقد تجرع كأس الخسارة للجولة الثانية على التوالي، وأكد الفريق الأزرق أنه يعاني عقماً تهديفياً، وضعفاً على مستوى ترجمة الفرص إلى أهداف، خاصة في ظل حالة اللاتوفيق التي يعانيها اللاعب ديمبو داريو. ولم تكن المباراة المئوية لتوزي مع العميد على مستوى كل البطولات سعيدة، بعدما مني الفريق بخسارة مؤلمة، أسهمت في تعقيد فرصته في التواجد في صلب الصراع على اللقب، وإن كان المدرب الألماني وضع التواجد بين الأربعة الكبار هدفاً للفريق الذي أنهى الموسم الماضي في النصف الثاني من جدول الترتيب. الجدير بالذكر أن توزي لعب 100 مباراة مع العميد في كل البطولات، سجل خلالها 32 هدفاً (25 هدفاً منها في الدوري)،.

خيبة أمل

خيب شباب الأهلي آمال جماهيره، حين أهدر نقطتين على أرضه وبين جماهيره بالتعادل السلبي مع اتحاد كلباء، ليكون هو الأول للفريق في استاد راشد منذ التعادل مع بني ياس بنفس النتيجة في 26 ديسمبر 2022.

ومثل التعادل خسارة معنوية للفريق الأحمر الذي لم يجد هيبته وشكله الفني حتى الآن مع المدرب البرتغالي جارديم،وإن كانت هذه هي المرة الأولى التي ينجح بها الفريق في تحقيق شباك نظيفة،علماً أن شباك «الفرسان» لم تهتز على أرضهم سوى 9 مرات فقط في آخر 25 مباراة.

أما كلباء، فقد كسب نقطة جديدة، وإن كان يأمل بالحصول على المزيد قياساً إلى كم الفرص التي أضاعها أمام مرمى الحارس حسن حمزة الذي تألق في الذود عن عرينه.

ولا يزال فريق المدرب فرهاد مجيدي يعاني عقماً واضحاً على مستوى التسجيل، بعدما اكتفى بتسجيل 3 أهداف في أول 5 جولات، وإن كان يمتلك في رصيده 7 نقاط.

وقاد المدير الفني لفريق بني ياس الروماني إيسايلا مباراته ال 75 مع الفريق في كل البطولات من المدرجات، ليتابع مرارة السقوط بحسرة وصمت، لتكون هي الخسارة ال 24 التي يتعرض لها الفريق تحت قيادته. وخلال 75 مباراة مع الفريق حقق بني ياس الفوز في 31 مباراة، بينما انتهت 20 مباراة بالتعادل (خسر واحدة منها بركلات الترجيح).

وتنفس عجمان الصعداء بالانتصار الثاني توالياً الذي ساعده على التقدم إلى المركز السادس في ليلة تألق بها الرباعي الأجنبي على مستوى الصناعة والتسجيل.

لوبيز خورفكان

تمكن فريق خورفكان من وضع حد لسلسلة النتائج السلبية التي حصدها في الجولات الأربع الأولى، ليحقق الانتصار الأول هذا الموسم على حساب البطائح والمشاركة للمرة الأولى في عالم الأضواء. ووضحت علامات الارتياح على المدرب الوطني عبد العزيز العنبري الذي قاد الفريق إلى انتصاره الأول في المسابقة هذا الموسم، ليخرج من النفق المظلم، وليتقدم إلى المركز 11 في جدول الترتيب.

وشهدت المباراة تسجيل اللاعب البرازيلي رامون لوبيز العائد إلى صفوف نسور الخور الهدف الثاني في اللقاء، والأول له هذا الموسم، لينجح اللاعب البرازيلي في رفع غلته إلى 15 هدفاً في 30 مباراة لعبها مع «النسور».

ويعتبر هذا الهدف الأول للاعب البرازيلي هذا الموسم بعدما تم قيده قبل المرحلة الرابعة، علماً أنه دافع عن ألوان الفريق للمرة الأولى في موسم 2019- 2020 فسجل 3 أهداف (6 مباريات).

وعاد لوبيز موسم 2020-2021 ليلعب مع الأخضر 22 مباراة سجل فيها 11 هدفاً، قبل أن يعود هذا الموسم ويخوض مباراتين سجل بهما هدفاً واحداً.

الفرق التي سجل لابا في شباكها

الجزيرة: (9 أهداف)، خورفكان: (8 أهداف)، الظفرة: (7 أهداف)، اتحاد كلباء: (7 أهداف)، الفجيرة: (6 أهداف)،الوحدة: (6 أهداف)، الوصل: (4 أهداف)، الشارقة: (3 أهداف)،عجمان: (3 أهداف)، العروبة: (3 أهداف)، شباب الأهلي: (هدفان)، بني ياس: (هدفان)، الإمارات: (هدفان)، دبا الفجيرة: (هدف)، حتا: (هدف)، النصر: (هدف).

أسوأ بداية تطيح مدرب دبا

أقال دبا الفجيرة مديره الفني الصربي زوران بوبيتش وعين الفرنسي غريغوري بديلاً بعد الخسارة الرابعة التي مني بها هذا الموسم، حين سقط على أرضه أمام العين بهدفين دون مقابل. وعادل دبا الفجيرة أسوأ بداية له في عالم الأضواء بعد 5 مراحل حين اكتفى بنقطة واحدة. وهنا حصاد دبا الفجيرة بعد 5 جولات: موسم 2022-2023: نقطة واحدة. موسم 2018-2019: 3 نقاط. موسم 2017-2018: 7 نقاط. موسم 2016-2017: 3 نقاط. موسم 2015-2016: 4 نقاط. موسم 2012-2013: نقطة واحدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version