تحدث المحلل السياسي المصري أحمد رفعت، عن الطريقة التي تتعامل بها مصر مع دول الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص علاقاتها مع روسيا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح المحلل السياسي المصري “لست ملتزما بالأدبيات السابقة للعلاقة مع الولايات المتحدة” بهذه العبارة وضع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في بداية عهده أسس العلاقة الجديدة مع الحليف القديم.
وأشار رفعت إلى أن الرسالة وصلت إلى الجميع خصوصا في الوقت الذي كانت فيه الإدارة الأمريكية وبعض السياسيين الأمريكيين وعلى رأسهم السيناتور الأمريكي الراحل جون ماكين يدعمون علنا جماعة الإخوان وظل الأمر كذلك وقتا ليس قصيرا احتجزت فيه بعض طائرات الأباتشي وقطع غيار “إف 16″، التي منعت على مصر حتى من دول أخرى غير الولايات المتحدة وبلغ الأمر حد الحديث حول المساعدات الأمريكية لمصر واقتطع منها الكثير وتقلصت كثيرا عما كانت عليه كل ذلك مع استقبال قيادات إخوانية بحجج مختلفة من زيارات وجلسات استماع وغيرها إلى حد استقبال ما عرف وقتها بـ”برلمان الأخوان”.
وأضاف المحلل السياسي المصري لم تتراجع مصر خطوة واحدة ورفعت شعار “الكرامة الوطنية” وردت بشراء مقاتلات “رافال” من فرنسا، ومروحيات “كاموف 52” الروسية وغيرها وغيرها من صفقات أسلحة، عوضنا كل ما تم احتجازه وأكثر ولم يتحدث مسؤول مصري واحد عن المساعدات الأمريكية ولا حتي بالتلميح وكات شعارنا هو “فليفعلوا ما يريدون”.
وأردف بالقول اتخذت مصر مواقف عديدة تثبت سيادتها وتؤكد اختلاف الأحوال عما قبل، فقادت مصر – مثلا – حملة سياسية كبيرة ضد نقل السفارات الأجنبية في “تل أبيب” بالقدس وقادتها في اليونسكو حماية للمكون العربي بالمدينة المقدسة وكذلك اختلفت وفي ندية كبيرة مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن ضد التصور الأمريكي عن “القوات المتعددة الجنسية”، وكانت مصر بمفردها ضد القرار الأمريكي وهكذا جرى ضد تقارير مجلس حقوق الإنسان وشهد المقر الأوروبي للأمم المتحدة معارك حول ذلك.
وتابع: “مصر استدعت سفير الولايات المتحدة ستيفن بيكرويفت للاحتجاج على استقبال ما سمي – كما قلنا – “برلمان الأخوان” ورجال مصر طلبوا تفتيش جون كيري وهو يزور الرئيس السيسي في مقره بالهند أثناء زيارته هناك وتم سؤاله عما يحمل “هاتف بكاميرا” أم لا، ولذلك تم ذلك كله والإرهاب يضرب في كل مكان ومصر خارج المنظمة الأفريقية التي أسستها في الستينيات وحملات كبيرة ضد مصر تصف ما جري فيها بعد 30 يونيو بالإنقلاب ومع ذلك لم تخضع مصر ولم تغير سياستها.
ونوه المحلل السياسي المصري بأن قرار مصر لا يصدر إلا من القاهرة، مشيرا إلى أن مصر تحرص مصر على علاقات طيبة مع الولايات المتحدة ومع كل دول العالم وهناك تعاون في عدة مجالات لكن دون الاقتراب من السيادة المصرية ولا القرار المصري، ولذلك على الجانب الآخر استمر العمل في المحطة النووية بالضبعة بالتعاون مع روسيا ولم تتوقف ساعة واحدة وكذلك العمل في المنطقة الصناعية بالمنطقة الاقتصادية للقناة وكذلك في المناورات العسكرية المتعددة معها وفي استيراد القمح الروسي وفي كافة أوجه التعاون ولم تشارك مصر في العقوبات على روسيا رغم موقفها من استخدام القوة في حل النزاعات السياسية.
وأشار رفعت نتوقع نجاح التعامل بالروبل الروسي في المجال السياحي ومنه إلى مجالات أخري، فالولايات المتحدة تتحكم في نظامها النقدي كما تشاء وترفع الفائدة كل حين ولم يناقشها أحد ولذلك التعامل بأي عملة أجنبية شأن داخلي لكل دولة وعلى الجميع احترام ذلك.
المصدر: RT