بيروت: «الخليج»، وكالات

اعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الأربعاء، أن إنجاز اتفاقية الترسيم، سينتشل لبنان من الهاوية، وسيتبعه ابتداء من الأسبوع المقبل بدء إعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، بينما صادقت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية كبيرة على مبادىء اتفاق الترسيم، قبل أن يتم عرضه على الكنيست (البرلمان)، بالتزامن مع إعلان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن أن الاتفاق إنجاز تاريخي، يمهد لبداية حقبة جديدة من الازدهار والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيوفر الطاقة الأساسية لشعوب المنطقة والعالم، مع إعلان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن تنفيذ الاتفاق سيسهم في استقرار وازدهار المنطقة، في وقت يتوقع أن تتأجل جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اليوم الخميس، بسبب فقدان النصاب.

وأشار عون خلال لقائه مع وفد من نقابة المهن البصرية​، إلى أهمية الاتفاقية التي أنجزت في ملف ​ترسيم الحدود البحرية​ الجنوبية بعد المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، مؤكداً «أنها ستمكّن لبنان من استخراج النفط والغاز، مما سينتشل لبنان من الهاوية التي أُسقِط فيها، إلا أنه تبقى اليوم تطبيق آلية محاسبة المسؤولين عن سرقة الأموال العامة، الذين كشفت مسؤوليتهم من خلال التحقيق القضائي»، وأعلن أنّ «إنجاز اتفاقية الترسيم هو هدية للشعب اللبناني من مختلف فئاته، من أطفاله إلى شيوخه»، مشيراً أيضاً إلى «أنه ابتداء من آخر الأسبوع المقبل سنشهد بدء إعادة السوريين إلى بلدهم، على دفعات، الأمر الذي يعد قضية مهمة بالنسبة إلينا».

وقال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، بعد لقائه عون، إن الاستعدادات للتنقيب عن الغاز ستستغرق «عدة أشهر» بمجرد دخول اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل حيز التنفيذ. وتابع أنه «سيفتح المجال أمام الشركات ولدينا دورة التراخيص الثانية وقد ندعو إليها». وأوضح، أن «النفط الإيراني سيكون هبة؛ ولذلك لا تترتّب عليه أيّ عقوبات ونرغب في متابعة هذا الموضوع وقد حصلنا على تطمينات بالسير به ونحن في طور صياغة اتفاقية والجانب الإيراني هو الذي يُعدّ التفاصيل».

من جهة أخرى، صادقت الحكومة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، بأغلبية كبيرة على مبادئ الاتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان على أن يعرض على الكنيست للموافقة النهائية، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء يائير لبيد. وجاء في النسخة العربية للبيان «أعرب أعضاء الحكومة عن تأييدهم لأهمية الاتفاق البحري مع لبنان ولضرورة التوصل إليه في هذه الفترة». وأضاف «كما وافقوا على مقترح رئيس الوزراء بعرضه على الكنيست»، مشيراً إلى أن «الجهات المختصة استعرضت أثناء الجلسة الحكومة مبادئ الاتفاق، وأثره في تعزيز الأمن القومي والاستقرار الإقليمي»، و«سيتم عرض الاتفاق والملاحظات التفسيرية التي تتعلق به» على الكنيست. وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي (الكابينت) صوت، أمس الأربعاء، ​​لمصلحة الموافقة على الاتفاق، بينما امتنعت وزيرة الداخلية أيليت شاكيد عن التصويت. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد أن الاتفاق «يبعد» إمكان اندلاع نزاع مسلح جديد مع «حزب الله». وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن إسرائيل ستحصل على 17 في المئة من عائدات حقل قانا، و«حزب الله» لن يحصل على أي من عائدات الغاز. وفي السياق نفسه، أشار ​وزير الجيش​، ​بيني غانتس​، إلى أن الاتفاق يقلص تأثير ​إيران​ في ​لبنان، لافتاً إلى «أننا لن نسمح بتمركز إيران العسكري على حدودنا الشمالية».

وعلى خط الترسيم توالت ردود الفعل المرحبة بالاتفاق؛ حيث اعتبر وزير الخارجية الأمريكية هذا الإنجاز بأنه يعد بداية حقبة جديدة من الازدهار والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيوفر الطاقة الأساسية لشعوب المنطقة والعالم. ورحب مسؤول السياسة​ الخارجية في ​الاتحاد الأوروبي​ ​جوزيب بوريل​ بالاتفاق، مؤكدًا أنّ تنفيذ الاتفاق سيسهم في استقرار وازدهار المنطقة. كما رحبت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بالتوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم على دفعات بدءاً من الأسبوع المقبل


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version