عادت المعارك البرية لتستعر في شرق أوكرانيا وجنوبها، مع إعلان القوات الأوكرانية تحقيق تقدم، فيما هدأت حدة القصف الصاروخي على المدن، بعد يومين من الاستهداف العنيف، في حين عقد حلفاء أوكرانيا اجتماعاً في بروكسل بهدف تعزيز دفاعها، وحذر مستشار للرئيس الأوكراني من أن انتصار روسيا في هذه المعركة سيعني هيمنتها المطلقة على أوروبا.
واستمرت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أمس الأربعاء، وقامت وحدات من الجيش الروسي ببسط السيطرة الكاملة على مناطق عديدة، وضرب مواقع تابعة للقوات الأوكرانية التي استعادت 5 بلدات في جنوب البلاد من الروس.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت الهجمات التي شنها الجيش الأوكراني على عدة محاور، مشيرة إلى تكبيد الوحدات الأوكرانية خسائر في الأرواح والمعدات. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها إنه تم التصدي لمحاولات الهجوم التي نفذتها القوات الأوكرانية على محوري كوبيانسك وكراسني ليمان بشمال الشرق وعدة محاور في مقاطعتي زابوريجيا وخيرسون (جنوب).
في الأثناء، قال وزير الطاقة الأوكراني، هيرمان هالوشينكو، إن روسيا قصفت نحو 30 بالمئة من البنية التحتية للطاقة بالبلاد خلال هجماتها الصاروخية يومي الاثنين والثلاثاء. وأضاف هالوشينكو إنه يوجه رسالة إلى شركاء أوكرانيا قائلاً «إننا بحاجة لحماية الأجواء».
وذكرت وسائل إعلام روسية أن دوي خمسة انفجارات سُمعت في مدينة خيرسون في ساعة مبكرة من صباح أمس، مضيفة أنه وفقاً لمعلومات غير رسمية تم إطلاق أنظمة الدفاع الجوي.
وفي بروكسل، عقد حلفاء أوكرانيا اجتماعاً، أمس الأربعاء، بهدف تعزيز دفاعها الجوي الذي بات يمثل «الأولوية» بعد سلسلة من الضربات الصاروخية الروسية على عدد من مدن البلاد.
وعند وصوله إلى مقر حلف شمال الأطلسي، لم يدل وزير الدفاع الأوكراني سوى بتصريح مقتضب، ملخصاً موضوع الساعة بعبارة واحدة «أنظمة دفاع جوي».
وأعلن الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في بداية اجتماع لوزراء الدفاع في الحلف أن الأوكرانيين «بحاجة ماسة» إلى دفاعات جوية بوجه القصف الروسي. وقال: «بعض الحلفاء زودوا كييف بمثل هذه الأنظمة الدفاعية، لكن الأوكرانيين بحاجة إلى المزيد». وأوضح «إنهم بحاجة إلى أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية، أنظمة قصيرة المدى، بعيدة المدى، أنظمة مضادة للصواريخ الباليستية، لصواريخ كروز، للطائرات المسيّرة. أنظمة مختلفة لمهام مختلفة».
من جانب آخر، قال مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولاك إن الطريقة الوحيدة لكسب الحرب هي التوقف عن الخوف، لأنه بهزيمة أوكرانيا، ستهيمن روسيا على أوروبا، وتفرض قيمها، مضيفاً أن بلاده قادرة على شن حرب، لكنها بحاجة للمساعدة.. وحان الوقت للمضي قدماً من دون خوف.
وفي حوار مع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، قال بودولاك، في رده على سؤال حول ما إذا كانت الضربات الروسية قد تتحول إلى نووية، «يجب التوقف عن التكهن بشأن السلاح النووي.. أوكرانيا ليست قوة نووية.. إذا لم تمتثل روسيا للبروتوكول في هذا المجال، يجب على القوى النووية الأخرى الرد.. على المدى القريب، نحتاج لزيادة دفاعاتنا الجوية لحماية المدنيين.. ولا يزال الأوروبيون يتساءلون: «هل ينبغي أن يحصل الأوكرانيون على أسلحة؟».
(وكالات)