أصبحت أم في الارجنتين، أخيراً، الشخص الثاني الموثق الذي قد يكون نظامه المناعي وراء شفائه من فيروس نقص المناعة البشرية.
 وقد أطلق الباحثون على المرأة، البالغة 30 عاماً، والتي تم تشخيصها بفيروس نقص المناعة البشرية لأول مرة عام 2013، اسم “اسبيرانزا”، والتي تعني باللغة الانجليزية “الأمل”.
وفي دراستهم التي نشروها في دورية حوليات الطب الباطني، أعرب مؤلفو البحث عن اعتقادهم بأن هذه الحالة تشكل برهاناً على المفهوم القائل إن ما يسمى بـ “علاج التعقيم” ممكن عن طريق المناعة الطبيعية.
وقد قال عالم المناعة الفيروسية في معهد راغون في بوسطن، الدكتور شو يو، لشبكة “إن بي سي نيوز”: “هذه حقاً معجزة نظام المناعة البشري هو الذي فعل ذلك”.
هذا ويتابع العلماء في أنحاء المهمة المتمثلة في ايجاد علاج، بما في ذلك من خلال العلاج الجيني لطرد الفيروس من خزانه المزعوم، أو عن طريق محاصرته في الخلايا، واللقاحات العلاجية التي من شأنها تعزيز استجابة الجسم المناعية للفيروس.
 وحتى الآن نجحوا في علاج شخصين آخرين علاجياً، وفي الحالتين من خلال عمليات زرع لخلايا جذعية معقدة وخطيرة، بحيث لا ينصح محاولتها كعلاج في أي شخص لا يعاني من السرطان أيضاً.
وقد أثبت الفيروس أنه من الصعب للغاية القضاء عليه في الجسم لأنه يصيب بعض الخلايا المناعية طويلة العمر، والمعروفة مجتمعة باسم “الخزان الفيروسي” والتي يمكن أن تقضي فترات طويلة في حالة ركود. وهذا يبقي الحمض النووي الفيروسي، “البروفيروس”، والذي يتم ترميزه في تلك الخلايا، تحت رادار علاج مضادات الفيروسات القهقرية، التي بإمكانها فقط مهاجمة الفيروس في الخلايا المصابة عندما تقوم بإنتاج نسخ جديدة من فيروس نقص المناعة البشرية.
وكان عالم المناعة الفيروسية شو يو، قد حلل في ورقة بحثية سابقة 64 شخصاً مثل المرأة الأرجنتينية، يُطلق عليهم تسمية ” النخبة المتحكمة” في فيروس نقص المناعة البشرية. وهؤلاء هم 1 من كل 200 شخص مصاب بالفيروس تكون أجهزتهم المناعية قادرة بطريقة ما على قمع تكاثر الفيروس الى مستويات منخفضة للغاية بدون مضادات الفيروسات القهقهرية.
وقد وجد مؤلفو الدراسة أن أجهزة المناعة لدى هؤلاء الافراد يبدو أنها دمرت بشكل تفضيلي الخلايا التي كانت تؤوي فيروس نقص المناعة البشرية القادر على انتاج نسخ جديدة قابلة للحياة من الفيروس. وبقي من الخلايا المصابة، تلك حيث تم تقطيع الشفرة الوراثية الفيروسية الى نوع من منطقة جينية ميتة، وهي مناطق في الحمض النووي الخلوي بعيدة جداً عن الرافعات التي تدفع التكاثر الفيروسي.
وقد برزت من المجموعة امرأة اسمها، لورين ولينبرغ، لها من العمر 67 عاماً تمتلك جهازاً مناعياً هزم الفيروس تماماً، وبعد إجراء تسلسل لمليارات من خلاياها، لم يتمكن العلماء من العثور على أي تسلسل فيروسي سليم.
وحالة ولينبيرغ تشبه حالة المريضة اسبيرانزا، ويعتقد عالم الفيروسات يو الآن أن المرأتين ربما تكونا قد شنتا استجابة قاتلة خاصة بالخلايا التائية للفيروس. وفي حالة اسبيرانزا بحث عن أي فيروس نقص المناعة البشرية قابل للحياة في 1.2 مليار من خلايا دمها، كما قام بفحص 500 مليون خلية من خلايا أنسجة المشيمة بعد أن أنجبت طفلاً غير مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية في مارس 2020، فوجد مرة أخرى عدم وجود تسلسلات فيروسية سليمة.
 


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version