نظم اتحاد مصارف الإمارات أكبر فعالية في منطقة الشرق الأوسط لألعاب الحرب السيبرانية وذلك ضمن جهوده المستمرة لتعزيز الأمن السيبراني واتباع أفضل الممارسات لرفع مستوى أمن وحماية البنية التحتية الرقمية للقطاع المصرفي والمالي، وتوفير بيئة آمنة للعملاء.
وجاء تنظيم الفعالية تحت الإشراف المباشر من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وبمشاركة عدد من الخبراء في الأمن السيبراني في القطاع المصرفي والمالي في الدولة، حيث تقوم الفعالية على إجراء تجربة محاكاة للواقع لمعرفة قدرات استجابة فرق الأمن السيبراني في التعامل مع الهجمات، واكتشاف نقاط القوة والثغرات عبر التعامل مع الهجمات الافتراضية التي يصممها خبراء في المجال.
وقام اتحاد المصارف والمصرف المركزي بتصميم كافة الافتراضات بالتعاون الوثيق مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين في هذه الفعالية مثل مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، وهيئة أبوظبي الرقمية، وشرطة أبوظبي ومركز دبي للأمن الإلكتروني وشركة جارتنر.
وشارك في فعالية ألعاب الحرب السيبرانية هذه عدد من ممثلي المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث شارك فيها البنك المركزي السعودي “سلطة الرقابة المالية ساما” وبنك الكويت المركزي ومصرف البحرين المركزي ومصرف قطر المركزي بصفة مراقبين.
وتسهم ألعاب الحرب السيبرانية في تحسين عملية معرفة واكتشاف الهجمات السيبرانية والتصدي لها، حيث تتيح معرفة التقنيات والأساليب والإجراءات التي تتبعها تلك الجهات التي تقوم بالهجمات، والعوامل التي تمثل مصدراً للتهديدات.
وشارك في الفعالية رؤساء وأعضاء فرق أمن المعلومات والأمن السيبراني في المصارف والمؤسسات المالية الأعضاء في اتحاد المصارف وهي (بنك أبوظبي الأول، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك المشرق، وبنك أتش أس بي سي الشرق الأوسط، وبنك الفجيرة الوطني، ومصرف أبوظبي الإسلامي) وفريقٍ من مدرائهم التنفيذيين، الأمر الذي ساهم في تبادل الخبرات والمعارف وتحسين جاهزية القطاع المصرفي في دولة الإمارات العربية المتحدة ضد الهجمات السيبرانية.
ويأتي تركيز اتحاد مصارف الإمارات على تطوير القدرات في حماية البنية الرقمية للقطاع المصرفي في ظل تنامي التعامل مع التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الرقمية والتطبيقات، الأمر الذي أدى إلى بروز تقنيات جديدة وأنماط متنوعة من الهجمات السيبرانية، والجرائم المالية وطرق الاحتيال التي أصبحت أكثر تعقيداً وتحديداً لأهدافها.
وبالإضافة إلى التجارب الخاصة بفرق الأمن السيبراني في المؤسسات المالية والمصرفية الأعضاء في اتحاد المصارف، فقد شهدت فعالية ألعاب الحرب السيبرانية هذه تنظيم جلسة خاصة لأعضاء الإدارات العليا في المؤسسات المصرفية الأعضاء في الاتحاد لاتخاذ قرارات للتعامل مع الهجمات السيبرانية، الأمر الذي يسهم في رفع القدرات في التعامل مع الأزمات وإدارة المخاطر.
وقال جمال صالح، المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات: “يأتي تنظيم هذه الفعالية تأكيداً على حرصنا على إيلاء الأولوية القصوى لسلامة الجهاز المصرفي وأمن المعلومات، وذلك بالإشراف المباشر لمصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، الذي يتميز بنهجه الاستباقي ورؤيته المستقبلية في وضع الأطر الملائمة للتعامل مع التطورات التكنولوجية من أجل توفير أفضل الخدمات للعملاء في بيئة مصرفية موثوقة”.
وأضاف: “نشعر جميعاً بالفخر بإطلاقنا هذه الفعالية الأكبر من نوعها في المنطقة، والمشاركة الواسعة من مؤسسات مرموقة وخبراء في الأمن السيبراني في دولة الإمارات والمنطقة، ويدفعنا نجاحها للسعي لمزيد من التطوير في الفترة المقبلة”.
وأشار المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات إلى أن الاتحاد “يعمل، بالتعاون مع كافة المصارف الأعضاء في الاتحاد وبقية الجهات المعنية، في تعزيز مسيرة التحول الرقمي في بيئة آمنة، وهو الأمر الذي يعكسه تأسيس ثلاث لجان من لجان الاتحاد المتخصصة لتقنية المعلومات وأمن المعلومات والخدمات المصرفية الرقمية، وتنظيم العديد من الفعاليات والحملات مثل فعالية ألعاب الحرب السيبرانية والحملة الوطنية للتوعية ضد الاحتيال، التي تسهم في نشر التوعية بمخاطر الاحتيال ..ونرى أن تبادل الخبرات بين البنوك الأعضاء يسهم في تقوية قدراتها في مواجهة التهديدات السيبرانية”.
ومن جانبه قال الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات: “يشهد مجال الأمن السيبراني تطوراً كبيراً في دولة الإمارات، التي تعد من الدول الرائدة في هذا المجال، حيث تعمل الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني على تعزيز المنظومة المتكاملة من خلال تنفيذ العديد من المبادرات وتقييم نتائجها وتطويرها وفقاً للمتغيرات العالمية في هذا المجال”.
وأضاف: “نحرص على توفير بيئة سيبرانية آمنة وقوية تساعد على تمكين المؤسسات والشركات من التطور والنمو في بيئة آمنة ومزدهرة. ومن المهم في هذا الصدد وضع البنية التحتية والأطر اللازمة لحماية المؤسسات والأفراد من الهجمات، فضلاً عن ترسيخ مبادئ الحوكمة المتعلقة بالأمن السيبراني. ويعتبر تنظيم فعاليات مثل ألعاب الحرب السيبرانية من المبادرات المهمة التي تحظى بالتقدير كونها توفر للعاملين في القطاع المصرفي والمالي القدرة على اكتشاف مكامن القوة والمجالات التي تتطلب المزيد من التطوير من أجل تعزيز التحول الرقمي للقطاع، وهي المسيرة التي شهدت تحقيق الكثير من الإنجازات لترسيخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات”.
وقال ثابت خميس، مدير إدارة الأمن الرقمي في مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي: “يأتي تنظيم فعالية ألعاب الحرب السيبرانية ليؤكد حرص القطاع المصرفي في دولة الإمارات على رفع القدرات الدفاعية الإلكترونية لحماية المؤسسات المالية والمصرفية من مخاطر الهجمات السيبرانية، التي تشهد تزايداً وتطوراً مع تسارع وتيرة التحول الرقمي خاصة في التعاملات المالية”.
وأضاف: “تأتي مشاركة عدد من المصارف المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي كمراقبين في هذه الفعالية لترسيخ التعاون الإقليمي في تطوير القطاع المصرفي والمالي، وللعمل على توطيد هذه العلاقات وتنظيم المزيد من الفعاليات، بالشراكة مع اتحاد مصارف الإمارات، بهدف توفير بيئة مصرفية آمنة”.
وقدم خبير الأمن السيبراني، كريس كينسلي، والمدير العام لشركة “ميتر” الأمريكية المتخصصة في تطوير وتصميم الحلول للأمن السيبراني، ورشة عمل تفاعلية أظهرت أبرز التوجهات في المجال وطرق التعامل مع مختلف أنماط الهجمات وتقوية نظم الأمن المعلوماتي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version