ليس مخرجا عاديا، فهو يحسب لكل خطوة فنية يقوم بها ألف حساب، ويقوم بالعديد من التحضيرات حتي يكون العمل “علامة مسجلة” علي النجاح دائما. فبعد غياب لمدة عامين عاد مرة أخري إلي الساحة بمسلسل “الليلة واللي فيها”، الذي عُرض عبر منصة “شاهد VIP”، في أول تعاون يجمعه بالفنانة زينة. فقد غاب عن الساحة بعد أن قدم مسلسل “نمرة اتنين” عام 2020.

ويشكل “الليلة واللي فيها” نقلة درامية قوية بسبب جرأة حلقاته الأولى، بعدما أثار الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، وانقسمت الآراء بين الجمهور بشكل كبير، مما صنع حالة من الترقب لمحتوى الحلقات. وأشار المخرج هاني خليفة في حواره مع “العربية.نت” أن الفن له دور في الكثير من الأوقات في التأثير علي المشاهد.

المخرج هاني خليفة

وعن إختياره لفريق العمل المشاركين وتفاصيل وكواليس المسلسل الذي تصدر التريند لفترة طويلة، كان لنا هذا اللقاء:

*تمكن مسلسل “الليلة واللي فيها” من تحقيق نجاح كبير وتصدر التريند لفترة طويلة، فكيف تعلق علي ذلك؟

**سعيد بردود الفعل على المسلسل وعلي أداء بطلته زينة، بالرغم من المجازفة التي قمت بها، والتي تعتبر جزء من النجاح. وكان الهدف في هذا العمل خلق تواجد مجموعة جديدة من النجوم مع بعضهم البعض لأول مرة، فهذه الوصفة تمنح المشاهد إحساسا بأن هناك حاجة جديدة يتم تقديمها عبر الشاشة. كما أن نص المسلسل والشخصيات مكتوبة بشكل جيد، ويشعر الجمهور أنها حقيقية. فقد تعاملت مع الشخصيات كـإنسان وكل إنسان لديه نقاط ضعفه وقوته وخوفه، وليس يوجد شئ محدد للشخصية ولا نقدمها للجمهور في شكل خير أو شر فقط، وهو ما سبب هذا النجاح الكبير للعمل.

علاء مرسي وزينة في مشهد من المسلسل

علاء مرسي وزينة في مشهد من المسلسل

*وهل سبب ذلك في وجود العديد من الصعوبات أثناء تنفيذ هذا العمل؟

**الصعوبة بدأت منذ كتابة العمل، فقد كان يحمل اسم “420 دقيقة”، لأن الفكرة التي كانت لدى المؤلف محمد رجاء هي كتابة دراما بالزمن الواقعي أن يكونوا 420 دقيقة، ولكن الكتابة أختلفت بشكل كبير، والصعوبة كانت في سرد قصة واحدة في 6 حلقات. فحالة الانفعال والتوتر كلها في مكان واحد، فقد كان هناك تحدي وهو “كيف لا يشعر الجمهور بالممل؟” وذلك كان كابوسا ورعبا بالنسبة لي، كما أن إيمان المنتج أمير إبراهيم شوقي وحماسه للعمل ساعدنا في حل العديد من المشكلات؟ فقد استغرقنا أكثر من الوقت المفترض بسبب انتشار فيروس كورونا، وميزانية المسلسل تخطت الرقم الموضوع، وكل فريق العمل مدين للموسيقار محمد نزيه بـ50% من العمل الموسيقى. “الليلة واللي فيها” كان فعلا مشروع صعب تنفيذه.

أبيوسف

أبيوسف

*اختياراتك لفريق العمل كانت مختلفة ومتنوعة عن السائد في السوق؟

**تلك الاختيارات أعطت تنوع وثقل للعمل وحافز كبير للجمهور لمشاهدة تلك التوليفة الغير تقليدية، فمثلا اخترت الفنان علاء مرسي لدور “طه”، فقد شعرت أنه الأفضل لأداء هذا الدور وخاصة تواجده وسط هذه المجموعة، وأرى أن علاء مرسي ظٌلم لأن معظم أدواره تنحبس في الكوميديا، فهو يستطيع تقديم أدوار كثيرة أخرى، ومع تواجده مع سماح أنور كانوا مبهجين وبنستمتع معهم في المسلسل.

أما أبيوسف فقد كان من العناصر المهمة في العمل وكان من عناصر الجذب أيضاً خاصة لما يمتلكه من جمهور كبير، كما أنه أكثر شخص مقرب للدور ليس في صنعة تمثيل، ولكن في شيء عفوي يشبه بالعمل التسجيلي ومناسب للدور مع زينة، خاصة أن زينة دائما تعمل مع منظومات احترافية. وأبيوسف وزينة لم يقدما عملا قبل ذلك فحدثت كيمياء جديدة بينهما، كما إنني أعرف أبيوسف من مسلسل “الجامعة” الذي عرض عام 2011، عندما كان يحاول العمل مع موسيقيين راب، وأيضًا كان يستهدف العمل التواصل مع الشباب.

سماح أنور في مشهد من المسلسل

سماح أنور في مشهد من المسلسل

*كمخرج هل هناك دور في المسلسل كان لديك رغبة في تقديمه للجمهور بدلا من بطله؟

**كنت أريد تقديم شخصية “حاتم” التي قدمها أبيوسف، وليست المرة الأولي التي يكون لدي رغبة في بعض الأوقات في أداء أدوار في الأعمال التي قدمتها خلال مسيرتي. ومنها دور “سامح” في فيلم “سهر الليالي”، ودور الطبيب النفسي في مسلسل “فوق مستوى الشبهات” مع الفنانة يسرا، والدور الذي قدمه تامر حبيب في مسلسل “الحساب يجمع”، ودور خالد كمال في مسلسل “ليالي أوجيني”.

*كيف كان تعاونك مع السيناريست محمد رجاء؟

**أحب في محمد رجاء أنه يكتب أعمال لم أرى شبيها لها من قبل، وبالنسبة لي هو شيء مدهش ويجعل الأعمال جذابة، وهو أيضًا حكّاء ذكي جدًا ودائمًا سابق توقعات الجمهور ويأخذك في خطوط أخرى، وهو ما شاهده الجمهور من خلال مسلسل “الليلة واللي فيها”. وأيضا ما سيشاهده في فيلم “القاهرة مكة”، وهو رابع تعاون يجمع بيننا، فهناك أرضية مشتركة بيننا تسهل التفاهم، فالأعمال التي تعاونت معه فيها مثل مسلسل “الحساب يجمع” و”فوق مستوى الشبهات”.

*انتشرت في الفترة الاخيرة أعمال المنصات، فما رأيك في ذلك؟

**أعمال المنصات من وجهه نظري هي نافذة تستطيع من خلالها عرض أعمال درامية مختلفة يوجد بها حرية، كما إنها مساحة للتجديد وتقديم أعمال في إطار زمني قليل، وليس من المعقول أن أقدم مسلسل مثل “الليلة واللي فيها” للجمهور بتليفزيون مفتوح، لأنه رقابيًا فوق الـ18 وأعمال التليفزيون تدخل لكل الجمهور.

*وما سبب غيابك المستمر عن الساحة؟

**أحاول دائمًا السعي على مشروع جيد، وأحيانًا أدخل في مشاريع ولا تكتمل بسبب أنها تشارك في السباق الرمضاني، والذي يتطلب وقتا معينًا للتصوير.

المخرج هاني خليفة

المخرج هاني خليفة

*وماذا عن الجديد لديك وخاصة في فيلم “القاهرة مكة”؟

**انتهيت من تصوير فيلم “القاهرة مكة”، فقد صورنا منذ شهور بين مصر والسعودية. وأحداث العمل تدورحول رحلة من القاهرة إلى مكة، حيث تقرر منى زكي الذهاب إلى مكة لأداء مناسك الحج مع والدها، ولكن قبل السفر بأسبوع تحدث مفاجأة تغير مجرى حياتها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version