إعداد: علي نجم
حين أطلق أحمد الشعفار رئيس مجلس إدارة نادي الوصل وعده لجماهير الوصل «والرفجة لتفرحون»، قال الكثيرون إن الكلام للاستهلاك الإعلامي للنهوض بفريق غابت عنه شمس الألقاب منذ الثنائية التاريخية في 2007.
اليوم، عاد جمهور الوصل،إلى أيام الفرح الكبيرة،عاد ليقولها بالصوت العالي «أصفر، أصفر، أصفر…» بعدما بات «الإمبراطور» يتربع فوق قمة ترتيب دوري أدنوك للمحترفين لأول مرة بعد خمس سنوات عجاف، وتحديداً منذ أن صعد للقمة لآخر مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2017.
كيف حدث ذلك؟
كان الوصل هو نجم الجولات الأولى من دوري 2017-2018 في عهد المدرب أروابارينا، حيث تربع فوق القمة،وأنهى الجولة 11 بتاريخ 8 ديسمبر في صدارة الترتيب بعد فوزه على شباب الأهلي 3-صفر.
وبعد توقف طويل للدوري أقيمت الجولة 12 في 12 يناير/ كانون الثاني، حيث واجه الوصل ضيفه العين، وخسر«الإمبراطور» في زعبيل 3-1، ومن يومها تنازل عن الصدارة الذي استمر حتى مساء الأحد 16 أكتوبر 2022 حين فاز في معقل الشارقة 1-صفر.
منذ 5 سنوات غاب الوصل عن المشهد، ابتعد «الإمبراطور» عن دائرة المنافسة، حيث خاض صراعاً من أجل الهروب حيناً وضمان البقاء في مركز آمن في الجدول حيناً آخر، عانى، وعرف مرارة الهزائم أكثر من حلاوة الانتصارات،دون أن يلامس القمة أو حتى يقترب منها، حتى بات من أصحاب «أهل الوسط»، بعدما كان الفريق الذي يتسيد الساحة.
في الشارقة، عاد الوصل ليلمع ذهباً، عاد ليكون الرقم واحد في دورينا، بعدما استرد الوصل قمة جدول الترتيب بعد غياب دام 113 جولة في دورينا (11 جولة موسم 2017-2018، و26 جولة موسم 2018-2019، و19 جولة موسم 2019-2020 الملغى، و26 جولة موسم 2020-2021، و26 جولة موسم 2021-2022، و5 جولات في الموسم الحالي).
حلم اللقب، ما زال بعيداً، بل ما زال حافلاً بالكثير من الصعاب والتحديات ليس للوصل وحسب، بل لكل الفرق التي ستتنافس على اللقب هذا الموسم والتي يتضح من خلال الجولات أنها ستكون موسعة وستشتمل على 6 فرق تمتلك من الإمكانات والقدرات والطموحات ما قد يساعدها على التفكير والحلم بنيل الدرع.
أرقام توقفت
لم يكن فوز الوصل مجرد انتصار عابر أو كسب 3 نقاط، بل ربما كانت المباراة الأهم في رحلة «الأصفر» هذا الموسم، وإن كان عليه منذ الآن تحمل ضغوط القمة.
خاض الوصل لقاء الشارقة وهو يدرك أن الفوز سيشرع له الأبواب من أجل اعتلاء المركز الأول، كما كان يدرك أنه يلاقي خصماً التهم المنافسين بسهولة في الجولات السابقة، وبات الانتصار بالثلاثة ماركة شرقاوية.
أحسن المدرب «الفيلسوف» بيتزي إعداد وتجهيز فريقه، لم يترك للمنافس الأبيض المساحات التي يحسن استغلالها، فرض طوقاً ورقابة على مفاتيح الخطر، حتى بدا «الملك» وكأنه بلا حول ولا قوة، بعدما تقلصت عدد المحاولات الهجومية وغابت الخطورة عن مرمى خالد السناني الذي نادراً ما تدخل لإنقاذ الموقف.
وأجبر الوصل، المضيف على تجرع مرارة الخسارة الأولى في الملعب البيضاوي في حقبة المدير الفني الروماني أولاريو كوزمين الممتدة منذ 20 نوفمبر 2021.
وأجبر الوصل كذلك المنافس الأبيض، على إيقاف عداد الانتصارات على أرضه، كما أسهم في تجرع «الملك» مرارة الخسارة الأولى هذا الموسم، وأوقف ماكينة الفريق الهجومية للمرة الأولى عن التسجيل في الملعب البيضاوي منذ 3 نوفمبر 2021، وفي رحلة خاض بها الفريق الأبيض 10 مباريات توالياً دون توقف عن زيارة شباك المنافسين، علماً بأن عداد الفريق الأبيض تهديفياً في حقبة كوزمين كان قد توقف أيضاً في المرة السابقة أمام الوصل في 18 فبراير/ شباط 2022 في زعبيل.
وتجرع الشارقة الذي يمتلك «دريم تيم» في دورينا مرارة الهزيمة بعد 10 انتصارات توالياً حققها على أرضه، سجل خلالها 25 هدفاً، وتلقى مرماه 3 أهداف، قبل أن يكون هدف البرازيلي جيلبيرتو أوليفيرا الرائع هو نقطة النهاية لتلك السلسلة المميزة التي حققها الفريق، علماً بأنه الهدف الأول الذي يسكن مرمى الحارس درويش محمد في أرض الشارقة هذا الموسم أيضاً.
خلط أوراق
وساهم فوز الوصل على الشارقة 1-صفر، والوحدة على العين 3-2 في «الكلاسيكو»، وشباب الأهلي على الجزيرة 2-1 في خلط أوراق الصدارة، حيث يحتل الوصل المركز الأول برصيد 14 نقطة، والشارقة ثانياً برصيد 13 نقطة،والجزيرة ثالثاً برصيد 11 نقطة، ثم يأتي الخطر من أصحاب رصيد ال10 نقاط والتي تمتلكها فرق العين والوحدة وشباب الأهلي واتحاد كلباء.
فوز مهم
فرض الوحدة نفسه زعيماً ل«الكلاسيكو»، بعدما خرج من ملعب هزاع بن زايد فائزاً بالنقاط الثلاث على حساب حامل اللقب،بفضل حسن قراءة المدرب خيمينز لقدرات عناصره، وتوظيف الجبهة الشمالية التي دك بها حصون «الزعيم»، وعبد بها الطريق عبر انطلاقات المصري أحمد رفعت والبرتغالي الرائع روبن فيليب،لزيارة شباك خالد عيسى 3 مرات.
وأسهم روبن فيليب في صنع الأهداف الثلاثة التي سكنت مرمى المضيف، ليلعب 90 دقيقة للذكرى جعلت منه علامة فارقة في تشكيلة الفريق العنابي بعد فترة من الابتعاد عن الأضواء.
أما العين، فقد تجرع مرارة الخسارة الأولى على أرضه في حقبة المدير الفني الأوكراني ريبيروف، بعدما وضح أن عيوب الفريق الفنية باتت مكشوفة للمنافسين، وبأن الأوراق التي راهن عليها الفريق لتكون العلامة الفارقة كانت خارج الفورمة، بعدما صام «الجلاد» لابا عن التسجيل، وبدا أداء يارمولينكو وبالاسيوس دون مستوى الطموحات، في وقت فشل الرباعي الدفاعي في إيقاف المد الهجومي للضيوف، فسقط البطل على أرضه، وترك الكثير من التساؤلات لدى جماهيره، وإن كان الأمل ما زال قائماً خاصة أن الفارق الذي يفصل بينه وبين الوصل المتصدر ليس سوى 4 نقاط فقط.
العميد بلا نصر
وواصل فريق النصر مسلسل إهدار النقاط، والفشل في تحقيق الفوز للجولة الرابعة على التوالي هذا الموسم، بعدما اكتفى بنيل نقطة واحدة من ملعب الشامخة على حساب بني ياس.
ولم يعرف العميد حلاوة النصر خارج أرضه في آخر 5 مباريات توالياً (أمام الوحدة في الجولة 26 الموسم الماضي،وكل من الظفرة وخورفكان والوحدة وبني ياس في الموسم الحالي)، علماً بأن النصر لم يحقق الفوز خارج أرضه في آخر 12 مباراة سوى مرة واحدة كانت على حساب شباب الأهلي في 11 مايو الماضي.
عودة
هل عاد شباب الأهلي بعد رأسية جابر التي أهدت الفوز ل«الفرسان» على الجزيرة؟ الجواب أن شباب الأهلي أصبح أحد أبرز الأحجيات في دورينا هذا الموسم، قياساً إلى حالات المد والجزر التي يعانيها سواء على مستوى النتائج، أو على مستوى المردود ما بين شوط وآخر، وليس بين مباراة وأخرى فقط.
من تابع فرحة المدير الفني البرتغالي جارديم بعد رأسية يوسف جابر في مرمى الجزيرة، أدرك حجم الضغوط التي يعانيها الرجل الذي عرف المجد قارياً بالفوز بدوري الأبطال مع الهلال السعودي.
جاءت رأسية جابر، لتمنح الفرسان قبلة الحياة، ولتؤكد أن الفريق ما زال في صلب المنافسة رغم كل العثرات التي مر بها منذ بداية الموسم.
نقطة إضافية
ونال عجمان وخورفكان نقطة إضافية في سجل كل منهما بعدما انتهت موقعتهما في ملعب راشد بن سعيد بالتعادل السلبي.
ويعتبر هذا هو التعادل السلبي الأول للبرتقالي على أرضه منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
نجومية البطائح
ورفع البرتقالي رصيده إلى 8 نقاط، ليتراجع في جدول الترتيب خلف البطائح، بينما حافظ خورفكان على سجله خالياً من الخسارة للجولة الثانية على التوالي.
وعاد البطائح نجماً في هذه الجولة التي عاد بها من ملعب حمدان بن زايد بالعلامة الكاملة وبفوز ثالث في أول 6 جولات، ليقفز إلى المركز التاسع في جدول الترتيب، وليخلط عن جدارة أوراق الصراع على الهروب من خطر الهبوط.
دفاع مجيدي الحديدي
حقق اتحاد كلباء فوزه الثالث هذا الموسم في أول 6 جولات، ليرفع رصيده إلى النقطة العاشرة وليبقى في صلب المنافسة على مركز في المربع الذهبي.
وأنهى «النمور» المباراة الرابعة على التوالي بشباك نظيفة، ليصبح الفريق الأفضل على مستوى نظافة الشباك، وهو ما يعكس فلسفة مديره الفني فرهاد مجيدي الذي تميز ببناء جدار دفاعي حديدي منذ حقبته مع الاستقلال الإيراني.
وبات كلباء قريباً من دخول دائرة المنافسة إذا عرف كيفية التخلص من بعض العيوب التي يعانيها، وإن بات بأمس الحاجة إلى لمسات مالابا التهديفية بما قد يسهم في تخفيف الضغوط عن الفريق.
ولم تكن بداية الفرنسي غريغوري موفقة مع دبا الفجيرة، ليتجرع الفريق مرارة الهزيمة الخامسة، وليكتفي بتسجيل 3 أهداف، هي نفس حصيلة بني ياس بعد 6 جولات من بداية الدوري.