حوار: عصام هجو

يعد درويش محمد حارس مرمى نادي الشارقة بطل أصعب مهمة، فقد وجد نفسه حامياً لعرين «الملك» بعد إصابة الحارس الأساسي عادل الحوسني في الرباط الصليبي منتصف الموسم الماضي. ورغم ابتعاده حينها عن المشاركة في المباريات، وتخوف البعض من عدم نجاحه، إلا أن درويش نجح في الاختبار بدرجة ممتاز، وكان بطلاً في العديد من المباريات، ولاسيما في نهائي الكأس أمام الوحدة، حين تصدى لكرات صعبة، وساهم في قيادة الشارقة إلى اللقب الثامن. درويش محمد تحدث عن مسيرته حتى وصوله إلى الشارقة وتحقيقه الإنجاز، وكانت المفاجأة أنه لم يكن حارساً للمرمى في بداياته بل لاعب ألعاب قوى، وهنا نص الحوار:

* حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم؟

– الكثير من زملائي لايعرفون انني في الأصل كنت لاعب ألعاب قوى وعندما حضرت إلى نادي حتا في صغري توجهت إلى فريق ألعاب القوى وكان لي شقيق أصغر مني توجه إلى كرة القدم، وكان كثيراً مايطلب مني أن اتحول إلى كرة القدم وكنت أرفض وفي نهاية أول سنة لي بألعاب القوى وافقت وذهبت إلى أصغر فرق المراحل السنية في نادي حتا، ولعبت في خط الوسط والدفاع وبعد أيام قال لي المدرب وهو سوري الجنسية اسمه أسامة «أنت تنفع حارس مرمى مارأيك؟»، قلت له المهم ان ألعب كرة قدم ومن يومها وأنا حارس مرمى ولعبت في فرق المراحل السنية لنادي حتا من 8 سنوات إلى أن وصلت لفريق الرديف ثم الفريق الأول.

* كيف انضممت إلى الشارقة؟

– أولاً أنا سعيد باللعب في ناد كبير مثل نادي الشارقة الذي منحته موافقة فورية على الانضمام له عندما طلبني، لأنه فريق رائع ومميز وأي لاعب يطلب منه بطل الدوري والسوبر آنذاك الانتقال واللعب في صفوفه لا أعتقد أنه سيمانع خصوصاً وأن الفريق في تطور وتميز، وأول من اتصل بي «السوبر مان» محسن مصبح رئيس مجلس إدارة شركة كرة القدم السابق، وطلبني للعب للشارقة ووافقت وعندما حانت ساعة التعاقد، لم يكن محسن مصبح في الإدارة وتسلم من بعده عبدالله العجلة وأكمل إجراءات التعاقد بذات البنود التي كانت في السابق وسارت كل الأمور على مايرام وأنا سعيد للغاية باللعب مع «ملك» كرة الإمارات.

قصة هدف

* هل توقعت هدف الكاسير في مرمى الشامسي في نهائي الكأس؟

– أنا أكثر لاعب في الملعب توقعت أن تكون الكرة هدفاً، لأن الكاسير دائماً يجيد التسديد من خارج المنطقة في التدريبات، وأنا أكثر لاعب يعرف كيف يسدد الكاسير كوني أقف في المرمى خلال تسديدات المهاجم الإسباني في التمرين، ودائماً أدخل معه في تحد، وقد أحسست بأن الكاسير سيسجل في مرمى الوحدة، وكنت أركز على الحارس الشامسي، وهل سيوجه زملاءه بإضافة لاعب إلى الحائط البشري أم لا؟ وعندما رأيت أن الشامسي لايطلب من زملائه التقدم لدعم الحائط البشري كانت احتمالات أن ركلة الكاسير ستكون هدفاً تزيد عندي من ثانية إلى أخرى، وكنت أتقدم خطوة بخطوة إلى الأمام من دون أن أشعر بنفسي، وعندما حانت لحظة التسديد وجدت نفسي خارج المنطقة وقريباً من خط الوسط ولم أشعر بنفسي إلا وأنا احتفل مع الكاسير مهنئاً بأغلى الأهداف الذي حسم لمصلحتنا أغلى الكؤوس.

* وما أسرار هدف الفوز؟
– الكاسير دائماً عقب نهاية كل تدريب يحرص على التسديد من خارج المنطقة وهو بارع في هذه الناحية، وعادة بيانيتش هو الخيار الأول في الركلات الثابتة، ومن بعده الكاسير وكايو حسب توجيهات المدرب كوزمين، ومع خروج بيانيتش تقدم الكاسير للكرة، واللاعب خالد باوزير الذي كان يقف إلى جانب الكاسير قبل التسديد، قال للمهاجم الإسباني هل أمرر لك الكرة لتسددها، لكن الكاسير قال لباوزير اتركها وسأسجل من هذه الركلة، وبالفعل سجل الكرة.

أساب التألق

* ما أسباب تألقك مع الشارقة؟

– الأسباب كثيرة، وفي مقدمتها البيئة الجيدة والمثالية للعطاء والتعامل الجيد من النادي بصفة عامة، والاستقرار الفني أيضاً من العوامل المساعدة كثيراً وإخواني اللاعبين لم يقصروا معي، ومن أول يوم لي في النادي شعرت بأنني وسط إخواني وأصدقائي وكلنا على قلب رجل واحد، وهدفنا دائماً أن نقدم الأفضل، ولا أنكر أنه في نادي الشارقة تطور مستواي كثيراً وأنا سعيد بذلك واستفدت من نصائح وتوجيهات المدربين ووقفة أخي وصديقي عادل الحوسني كثيراً، فهو نعم الأخ، ولن أنسى وقفاته معي، وأنا وهو وماجد محسن والصاعد خالد توحيد نشكل مجموعة متجانسة ومتناغمة والتنافس بيننا شريف، وأيضاً الجهاز الفني بقيادة كوزمين ومدرب الحراس منحني الثقة وأتمنى أن أكون عند حسن ظن وثقة الجميع في كل المباريات، وكل شكري وتقديري إلى إدارة النادي برئاسة علي المدفع وإدارة الشركة برئاسة عبدالله العجلة من خلال العمل الاحترافي الكبير الذي يقدمونه ونتمنى أن نوفق في إهداء جمهورنا المزيد من البطولات والألقاب وأن تكون الكأس الغالية بمثابة البداية للمزيد.

* من هم الحراس الذين تتابعهم باستمرار؟

– إذا كنت تتحدث على مستوى العالم فأنا حالياً أتابع كورتوا حارس ريال مدريد للاستفادة منه وأعتبره الأول في العالم حالياً، كما كنت أتابع الإيطالي بوفون، وبيتر تشيك ونوير، وتيرشتيغن أيضاً حارس ممتاز، وأنا أشجع ريال مدريد لذلك كثيراً أشاهد وأتابع أداء العملاق كورتوا.

* من اللاعب الوحداوي الذي لفت نظرك في مباراة نهائي الكأس؟

– قبل لاعبي الوحدة لفت نظري جميع لاعبي الشارقة الذين لعبوا بأعلى درجات التركيز وخصوصاً المدافعين بقيادة شاهين ومانولاس، ولكن بصراحة لفت نظري اللاعب البرازيلي ألان رقم 25، فهو لاعب مهول، فقد كان فريقاً بحاله إلى جانب اللاعب إسماعيل مطر الذي قدم مباراة كبيرة أيضاً.

* ماهي أصعب لحظات المباراة ؟

– الدقائق الأخيرة كانت من أصعب وأسعد اللحظات في نفس الوقت لأن النهاية السعيدة اقتربت ومعانقة أغلى الكؤوس أيضاً اقتربت، ولكن التوتر كان في قمته والضغوط ترتفع حدتها باستمرار وهكذا حال الكرة، ومن سوء حظنا أن الجمهور ألقى بقصاصات الورق إلى الملعب وكانت كثيفة لدرجة أن الحكم النيوزيلندي أوقف بداية المباراة، والمتبقي من الأوراق في أرضية الملعب كان مؤثراً نوعاً ما في حركة الكرة، خصوصاً التمرير العرضي، وأضف إلى ذلك أن الكرة خفيفة وتختلف عن الكرة التي نلعب بها في الدوري والكرة الخفيفة مسارها يتغير بملامسة أقل شيء

* كلمة أخيرة؟

– خالص الشكر والتقدير لجمهور نادي الشارقة والإدارة وزملائي اللاعبين وأتمنى أن نوفق في إسعادهم دوماً، ولم أكن أتوقع الحضور والاستقبال الجماهيري الغفير الذي شاهدته باستاد نادي الشارقة لحظة وصول حافلة اللاعبين إلى النادي فقد كان الحضور كبيراً وملأ كل ساحات النادي، وحافلة اللاعبين شقت طريقها بصعوبة إلى داخل النادي وجمهور بهذا الحجم يستحق أن نسعده بمزيد من الألقاب والبطولات وحضوره يحفزني لبذل أقصى جهدي في المستقبل لأجل تقديم الأفضل.

اتصال من «السوبرمان»

خلال لقاء «الخليج الرياضي» مع درويش محمد رن هاتفه وكان المتصل هو «السوبرمان» محسن مصبح حارس الشارقة ومنتخب الإمارات،الذي أراد تهنئة درويش بمستواه.

وتحدث محسن حارس الشارقة في إنجاز كأس 2003 مع درويش حارس الشارقة في إنجاز 2022، وكشف درويش أن «السوبر مان» اتصل مهنئاً ومشيداً بالمستوى المتطور.

وأضاف درويش: شهادة أعتز بها من «السوبرمان»، وهو رقم صعب في حراسة المرمى وقدوة لكل حراس المرمى في الإمارات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version