الخرطوم «الخليج»
شكلت حكومة ولاية النيل الأزرق السودانية لجنة لتقصي الحقائق حول الاقتتال القبلي الذي خلف أكثر من 200 قتيل، ودعت الحكومة المركزية لتوفير جسر جوي لنقل الجرحى لتلقي العلاج في الخرطوم. كما ناشدت المنظمات للتدخل الفوري لإغاثة المتضررين، فيما تسلم رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان رسالة من رئيس جنوب السودان سلفاكير تتعلق باتفاق جوبا للسلام.
وأصدر الفريق أحمد العمدة بادي حاكم إقليم النيل الأزرق رئيس لجنة الأمن بالإقليم، أمس السبت، قراراً بتكوين لجنة لتقصي الحقائق حول الاقتتال القبلي لمحافظة ود الماحي برئاسة وكيل النيابة الأعلى بالإقليم ورئيس الإدارة القانونية مقرراً وعضوية كل من ممثلي الفرقة الرابعة مشاة والشرطة المدنية وجهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع.
ودعا القرار اللجنة إلى الاستعانة بمن تراه مناسباً، وطالب الجهات المعنية وضع القرار موضع التنفيذ، ومنح اللجنة صلاحيات التحقيق والتحري في النزاعات القبلية بمحافظة ودالماحي.
وكان حاكم إقليم النيل الأزرق قد جدد الدعوة لمواطني الإقليم إلى التوحد والعمل على تمتين وتماسك النسيج الاجتماعي ودعم التعايش لتجاوز تداعيات الأحداث القبلية، وذلك خلال البيان الذي قدمه الحاكم على خلفية مرسوم إعلان حالة الطوارئ بالإقليم لمدة ثلاثين يوماً.
وقال إن المشاكل القبلية تعد ثقافة دخيلة على الإقليم، ودعا الإدارات الأهلية إلى ضرورة أن تلعب أدواراً محورية لإيقاف إراقة الدماء وإحياء الإرث التاريخي التليد لإنسان المنطقة ووجه النداء إلى كافة الجهات الخيرية لتقديم يد العون للمتأثرين بمحافظة ودالماحي عبر المساعدات الدوائية والغذائية والإيوائية.
ووجه الوالي النداء إلى القيادة العليا على المستوى الاتحادي بقيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة وأعضاء مجلس السيادة، لتوفير جسر جوي لنقل الجرحى لتلقي العلاج.
وأعربت لجنة أطباء السودان، عن أسفها لتجدد الاقتتال في النيل الأزرق، بعد الهدوء النسبي الذي شهدته مناطق النزاعات في الفترة الماضية، محملة السلطة هناك مسؤولية الدماء التي تسفك بالولاية. وقالت اللجنة إن حكومة الولاية لم تسع بصورة جادة إلى حل الصراع.
وأضافت: «هناك بعض المحسوبين على حكومة الإقليم متورطون في دعم أحد طرفي الصراع».
على صعيد آخر، تسلم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رسالة خطية من رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات السياسية بالسودان ودولة جنوب السودان، وموقف تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، وأكد ميارديت زيارته للسودان في أقرب وقت ممكن.
وأثنى البرهان، لدى لقائه مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، الذي سلمه الرسالة على الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة جنوب السودان لتحقيق السلام والاستقرار بالسودان.
وأكد البرهان الحرص التام على تنفيذ اتفاقية السلام الموقعة بجوبا واستكمال ملف الترتيبات الأمنية، وأمن على ضرورة مباشرة اللجان الخاصة بحل قضايا منطقة أبيي لأعمالها لبسط الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي في المنطقة.