أبوظبي – وام

تتميز العلاقات الإماراتية المصرية بسمات خاصة تتخطى حدود البعد الجغرافي، ويغلب عليها الطابع الاستراتيجي، والتعاون والتكامل والتواصل الحضاري بين بلدين شقيقين يربطهما مصير مشترك، ما يتجلى بوضوح في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأيضاً الرياضية.

وعلى مدار 50 عاماً نمت فيها جذور العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، كانت الرياضة جسراً من جسور التواصل والتعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، متمثلة في مئات الفعاليات والبطولات والأحداث والأشخاص الفاعلين المؤثرين، هنا وهناك، والذين بذلوا جهوداً مضنية لتجسيد هذه العلاقات وتعزيزها برعاية دائمة من قيادتي البلدين.

وسيذكر التاريخ الرياضي، أن أول مدربَين توليا مسؤولية منتخب الإمارات الوطني لكرة القدم كانا مصريين (محمد شحته وميمي الشربيني)، حيث توليا المسؤولية تباعاً خلال فترة وضع نواة المنتخب الوطني الأول من عام 1971 إلى عام 1974.

كما كان للمدربين المصريين مع الأندية حضور قوي مع بدايات انطلاق المسابقات المحلية، حيث تولى الدكتور طه الطوخي (أول من رفع كأس الخليج كمدرب لمنتخب الكويت في النسخة الأولى) تدريب نادي شباب الأهلي (الأهلي سابقاً) في دبي.

وتوالى حضور المدربين المصريين لتولّي القيادة الفنية للأندية الإماراتية بعد ذلك، من محمود الجوهري، إلى الدكتور طه إسماعيل، ومن شاكر عبد الفتاح ومحمد أبو العز، إلى أبو رجيله وحسن شحاته وطارق مصطفى، وصولاً إلى أيمن الرمادي وطارق السيد، وغيرهم.

وفي المرحلة الراهنة، تجسد مجموعة من الفعاليات والمناسبات الكبرى عناوين الشراكة والأخوّة والتعاون بين البلدين، في مقدمتها ماراثون زايد الخيري الذي يحمل الطابع الإنساني، ويجوب ربوع المدن المصرية، اعتباراً من عام 2005، وحتى الآن، حاملاً اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تخطى بهدفه الإنساني والخيري حدود الرياضة، وهو يقام سنوياً في أبوظبي ونيويورك، وعدة مدن مصرية منها السويس والإسماعيلية والأقصر والقاهرة.

وعلى صعيد كرة القدم، حظيت الملاعب الإماراتية ونظيرتها المصرية، باستقبال العديد من المباريات المهمة والمناسبات الكُرويّة الكبرى التي كان النجاح والتألق شعارها، بداية من «كأس السوبر» المصري، الذي أقيمت منه 4 نسخ حتى الآن في الملاعب الإماراتية، ويستعد استاد هزاع بن زايد لاستقبال النسخة الخامسة، يوم الجمعة المقبل، الموافق 28 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث سبق وأقيمت هذه البطولة في عام 2015 في استاد هزاع بن زايد، وفي 2017 في استاد محمد بن زايد، وفي 2018 في استاد هزاع بن زايد، وعام 2020 باستاد محمد بن زايد.

وعلى الجانب الآخر، استضافت القاهرة، كأس السوبر الإماراتي، مرتين، الأولى عام 2016، التي كانت أول مرة في تاريخ كرة القدم الإماراتية يقام فيها السوبر الإماراتي خارج الدولة، وتحديداً في القاهرة، في مناسبة تاريخية غير مسبوقة تجسد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وجمعت المواجهة فريقي الجزيرة بطل كأس رئيس الدولة، وشباب الأهلي (الأهلي سابقاً) بطل الدوري الإماراتي، بملعب 30 يونيو/ حزيران، «الدفاع الجوي»، وتوج فريق الأهلي وقتها بكأس السوبر الإماراتي للمرة الرابعة في تاريخه، بعد فوزه بهدفين لهدف واحد.

وتكرر المشهد في القاهرة، عندما التقى فريقا العين والوحدة على ملعب استاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) للمنافسة على لقب كأس السوبر الإماراتي لكرة القدم 2018، وفاز وقتها فريق الوحد بركلات الترجيح 4-3.

ومن القواسم المشتركة التي لن تنساها جماهير الرياضة وكرة القدم في البلدين الشقيقين وعلامات الشبه الكبيرة، أن منتخبي مصر والإمارات تأهلا سوياً إلى مونديال كأس العالم في إيطاليا عام 1990.

كما أصبحت ملاعب البلدين قبلة لمعسكرات إعداد العديد من فرق ومنتخبات البلدين هنا وهناك، في كرة القدم، وباقي الألعاب الأخرى، حيث امتدت أواصر العلاقات الرياضية المتينة بين الإمارات ومصر من كرة القدم لتشمل باقي الرياضات الأخرى، مثل كرة اليد والسلة والطائرة والكاراتيه والمصارعة والملاكمة والمبارزة والسباحة، وغيرها.

ولا تنسى جماهير الكرة المصرية يوم 12 فبراير/ شباط 2008 حيث كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول من استقبل المنتخب المصري لكرة القدم الفائز ببطولة أمم إفريقيا، وكانت كلمته التي سجلها التاريخ بأحرف من نور«فوزكم بكأس إفريقيا إنجاز لكل العرب».

وفي 8 يونيو/ حزيران 2015، وقّعت الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الإمارات مذكرة تفاهم مع وزارة الشباب المصرية، بشأن التعاون في مجال الرياضة، في مقر الهيئة بدبي.

وتضمنت تلك المذكرة 10 بنود مهمة، تمثلت في أن يعمل الطرفان على دعم وتسهيل التعاون بينهما في مجالات الرياضة، وتقديم الإمكانات كافة للأجهزة المعنية في الدولتين، لتحقيق هذا الهدف.

وشهدت السنوات الماضية توقيع العشرات من اتفاقيات التعاون والتآخي بين العديد من الاتحادات والمؤسسات والمنظمات الرياضية في البلدين لدعم ورعاية الرياضة في البلدين، وتوفير سبل الاهتمام بالمنتخبات الوطنية والكوادر الفنية في أكثر من رياضة.

كما كانت الإمارات شاهدة في أكتوبر الجاري على انضمام رابطة الأندية المصرية إلى منتدى الدوريات العالمية للمحترفين لكرة القدم، وحضورها هذا الاجتماع السنوي للمرة الأولى خلال استضافة دبي لهذا الحدث للمرة الأولى في تاريخ المنطقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version