موسكو – «الخليج»
دخل مصطلح «القنبلة القذرة» إلى التغطية الإعلامية والتحليلات السياسية والعسكرية المتواصلة لمجريات المعارك في أوكرانيا، إثر اتصالات هاتفية متتابعة ومكثفة أجراها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظرائه الأمريكي والفرنسي والتركي والبريطاني.
وفي الوقت الذي يخشى فيه العالم من استخدام روسيا أو الغرب لأي ضربة نووية سواء كانت محدودة أو وقائية أو دفاعية، حذّر شويغو خلال اتصالاته الأخيرة من تحضير كييف لاستخدام «القنبلة القذرة» واسعة التدمير في المعارك ضد القوات الروسية.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية، عن «مصادرَ موثوقة» أن هذا الاستفزاز المحتمل، الذي يُخطَط لتنفيذه داخل أراضي أوكرانيا، يهدف إلى اتهام روسيا باستخدام أسلحة الدمار الشامل في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وبالتالي شنّ حملة قوية عليها في العالم، بغية تقويض الثقة بموسكو.
وباتت الخطة في مرحلتها الأخيرة بعدما وضعت على سكة التنفيذ، وفق نوفوستي، التي أكدت أن القائمين على هذا الاستفزاز يراهنون على أنه إذا نجح، ستفقد موسكو دعم العديد من شركائها الأساسيين، وسيحاول الغرب مرة أخرى السعي لحرمان روسيا من العضوية الدائمة في مجلس الأمن.
بيانات رافضة
وأكدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في بيان مشترك، رفضها لتلك المزاعم، محذرة موسكو من استخدام أي ذريعة لتصعيد النزاع.
ووصفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريين واتسون، تصريحات موسكو التي اتهمت أوكرانيا بالاستعداد لاستخدام «قنبلة قذرة» ضد القوات الروسية، بالخاطئة.
كما اعتبرت أن «العالم لن يكون غبياً في حال جرت محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد».
التلوث والقلق
تعد القنابل القذرة واحدة من الأسلحة واسعة التدمير، وتتكون من متفجرات تقليدية وأخرى مشعة.
وهي جهاز يستخدم لنثر النفايات النووية المشعة، وفي حين أنها لا تمتلك التأثير المدمر للانفجار النووي، لكنها تعرّض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.
وتقول دارا ماسيكوت، المحللة في مؤسسة راند لبوليتيكو، إن «القنبلة القذرة» هي قنبلة تجمع بين المتفجرات التقليدية، مثل الديناميت، والمواد المشعة.
ووفقاً لـمجلس التنظيم النووي الأمريكي فإن المتفجرات التقليدية نفسها ستكون أكثر ضرراً للناس من المواد المشعة، ومع ذلك، فإن انفجار RDD يمكن أن يخلق الخوف والذعر ويلوث الممتلكات ويتطلب تنظيفاً مكلفاً.
والقنبلة القذرة ليست سلاح دمار شامل، ولكنها سلاح اضطراب شامل، كما يقول المجلس، حيث التلوث والقلق هما الهدفان الرئيسيان.
تأثير القنبلة القذرة
يعتمد مدى التلوث على عدد من العوامل، بما في ذلك حجم المتفجرات، وكمية ونوع المادة المشعة المستخدمة، ووسائل الانتشار، والظروف الجوية، وفقاً للمجلس.
وأؤلئك الأقرب إلى التفجير سيكونون أكثر عرضة للإصابة من جراء الانفجار، ومع انتشار المواد المشعة، فإنها تصبح أقل تركيزاً وأقل ضرراً.
ويساعد الاكتشاف الفوري لنوع المواد المشعة المستخدمة السلطات المحلية بشكل كبير في تقديم المشورة للمجتمع بشأن التدابير الوقائية، مثل توفير المأوى أو مغادرة المنطقة المجاورة بسرعة.
ويمكن الكشف عن الإشعاع بسهولة باستخدام المعدات التي يحملها بالفعل العديد من المستجيبين للطوارئ.
وقد يتطلب التطهير اللاحق للمنطقة المصابة وقتاً وتكلفة كبيرة.
ورغم أن أثرها الإشعاعي محدود، إلا أنها تترك آثاراً على المدى الطويل، ويتأثر انتشارها بالظروف الجوية، ويقل مع اتساع الرقعة.
ويمكن الوقاية منها أو تخفيف أضرارها بتقليل وقت التعرض للمواد المشعة، والبعد عن مصدر الإشعاع، والتحصن من نواتج التفجير، وعدم استنشاق المواد المشعة.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version