اتسعت دائرة المواجهات المسلحة في ولاية النيل الأزرق بجنوب السودان، بالتزامن مع تقارير تفيد بأن العنف القبلي أسهم في تهجير 180 ألف نازح، في حين أعلن الجيش السوداني تعيين قائد عسكري جديد في الولاية.
وكشف مفوض العون الإنساني بولاية إقليم النيل الأزرق رمضان ياسين أن أعداد النازحين منذ اندلاع الاشتباكات في المنطقة، الأربعاء الماضي، بلغت ال180 ألف نازح، مشيراً إلى تمكن 5 آلاف منهم من الدخول إلى ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، بينما تفرق الآخرون على مدن الولاية المختلفة ومخيمات الإيواء.
وأوضح ياسين، في تصريحات نشرت في الخرطوم، أن الأوضاع الإنسانية في غاية السوء، وأنهم بحاجة عاجلة إلى مساعدات إغاثية، مناشداً الحكومة ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل، وتقديم الدعم لكافة المتأثرين بالأحداث. وأشارت مصادر متطابقة إلى أن النازحين يُواجهون أوضاعاً قاسية، وصعوبة في توفير الوجبة الغذائية.
وأفادت التقارير، أمس الاثنين، بتمدد القتال إلى مدينة قيسان؛ وذلك للمرة الأولى منذ بدء الاقتتال العرقي في النيل الأزرق، في وقت أعلن فيه الجيش السوداني تعيين قائد عسكري جديد لولاية النيل الأزرق.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد ركن نبيل عبد الله في بيان: إن القيادة العسكرية قررت «تعيين قائد جديد لمنطقة النيل الأزرق العسكرية، وهو اللواء الركن ربيع عبدالله آدم في إطار دفع جهود معالجة الأوضاع الأمنية بالإقليم على خلفية الأحداث المؤسفة الأخيرة».
وأكد البيان أن القيادة «حركت يوم السبت 22 أكتوبر/ تشرين الأول لجنة لتقصي الحقائق وتقييم الأوضاع الأمنية بالإقليم برئاسة السيد نائب رئيس هيئة الأركان للعمليات الفريق الركن خالد عابدين الشامي إلى جانب ممثلين لوزارة الداخلية وجهاز المخابرات العامة».
وكان الآلاف من المحتجين تجمعوا الأحد أمام مقر الحكومة الإقليمية، وأضرموا فيه النيران، اعتراضاً على تصاعد العنف القبلي.
والجمعة، فرض حاكم ولاية النيل الأزرق أحمد العمدة بادي، والذي يطالب المحتجون بإقالته، حالة الطوارئ في الولاية ومنح قوات الأمن صلاحيات كاملة «لوقف» القتال القبلي.
يذكر أن أحداث العنف القبلي كانت تجددت بين قبيلتي الهوسا والهمج في مدينة ود الماحي مطلع الأسبوع الماضي، بسبب خلافات تتعلق بالأراضي والزعامة القبلية داخل الإدارة الأهلية.
وأتت تلك الجولة من القتال بعد جولة أولى وقعت بين القبيلتين في منتصف يوليو الماضي 2022، ما أسفر عن مقتل 149 شخصاً حتى أوائل أكتوبر الجاري.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال اندلع بسبب نزاع على الأرض. ويعد استغلال الأراضي، مسألة حساسة للغاية في السودان؛ حيث تمثل الزراعة والثروة الحيوانية 43% من الوظائف، و30% من الناتج المحلي الإجمالي. (وكالات)