تعهد الرئيس الألماني في كييف، بتقديم مزيد من الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، بالتزامن مع انعقاد مؤتمر في برلين الهدف منه وضع «مشروع مارشال» لإعادة إعمار أوكرانيا، في مقارنة مع التحدي الذي واجه الولايات المتحدة في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، وقالت المفوضية الأوروبية إنها تنظر مصادرة الأصول الروسية المجمدة لتمويل العملية.
كل أنواع الدعم
فقد تعهد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بتقديم مزيد من الدعم إلى أوكرانيا،
لا سيما في مجال الدفاع الجوي، وذلك خلال زيارة مفاجئة إلى كييف الثلاثاء. وقال للصحفيين عند وصوله إلى كييف بالقطار «رسالتي إلى الشعب الأوكراني هي نحن لا نقف في صفكم فحسب، لكننا سنواصل دعم أوكرانيا اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً أيضاً». وقال شتاينماير إن زيارته ستركز، إلى جانب الدعم العسكري، على المساعدة في إصلاح البنية التحتية المدمرة، مثل شبكات الكهرباء وخطوط أنابيب المياه وأنظمة التدفئة، بأسرع ما يمكن قبل دخول فصل الشتاء.
وفي افتتاح مؤتمر برلين لإعادة إعمار أوكرانيا،أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء أنّ إعادة إعمار أوكرانيا«يجب أن تبدأ الآن»،وأضاف إنّ المسألة «ليست أقل من وضع خطة مارشال جديدة للقرن الواحد والعشرين».
أفادت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأن الاتحاد الأوروبي سيمول استعادة البنية التحتية لأوكرانيا، بما في ذلك الطاقة بمبلغ مليار يورو بشكل طارئ. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي زود الجانب الأوكراني ب 400 مولد كهربائي. وقالت إن الاتحاد الأوروبي مستعد لتنسيق إجراءات إعادة الإعمار من خلال توفير أمانة لهذه المهمة. وذكرت في المؤتمر«حجم الدمار هائل. البنك الدولي يقدر كلفة الأضرار عند 350 مليار يورو (345 مليار دولار)».
العاجل والآجل
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة عبر الفيديو إلى تغطية عجز الميزانية لبلاده المتوقّع للعام 2023. وقال«يجب أن نتخذ قراراً خلال هذا المؤتمر لسدّ فجوة 38 مليار دولار عجز الميزانية الأوكرانية للعام المقبل».
وقال رئيس وزراء أوكرانيا دنيس شميغال، الذي حضر المؤتمر، إن الكلفة التقديرية لإعادة إعمار بلاده تبلغ حتى الآن نحو 750 مليار دولار.
مصادرة الأصول الروسية
إلى جانب ذلك،أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أن مصادرة الأصول الروسية بالاتحاد الأوروبي واستخدامها لإعادة أعمار أوكرانيا يتطلب وجود قاعدة قانونية، وهي ليست موجودة حتى الآن. وقالت:«إن هدفنا ليس التجميد فحسب بل ومصادرة الأصول… ونعمل على ذلك. وقمنا بإنشاء مجموعة عمل. كما يعمل الخبراء الدوليون على ذلك. وخاصة يحددون ما هي الأسس القانونية الضرورية لمصادرة الأصول المجمدة واستخدامها لاستعادة أوكرانيا».
وفي السياق نفسه،قال شولتس إنه من الضروري تطوير حل قانوني من أجل استخدام الأصول الروسية المصادرة في عملية إعادة إعمار أوكرانيا، واصفاً الخطوة بغير المسبوقة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن تبني مثل هذه القرارات «سيكون خطوة أخرى في انتهاك جميع قواعد وأعراف القانون الدولي».(وكالات)
دعوة فرنسية أمريكية تطالب بايدن بالسعي للسلام
طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بابا الفاتيكان فرنسيس، أن يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبالبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل وبالرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل «تعزيز عملية السلام» في أوكرانيا. في وقت حض نواب ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، بايدن على التفاوض، لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال ماكرون لصحيفة «لوبوان» الأسبوعية، عقب لقائه بابا الفاتيكان «شجعت البابا فرنسيس على الاتصال ببوتين وكيريل، و بايدن أيضاً». وأضاف «نحن بحاجة إلى أن تجلس الولايات المتحدة حول الطاولة من أجل تعزيز عملية السلام في أوكرانيا».
من جهة أخرى، حض نواب ديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي، بايدن على السعي للتفاوض مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا؛ بحيث تشمل استكشاف إمكانية التوافق على ترتيبات أمنية تكون مقبولة من الطرفين. وقال 30 نائباً ديمقراطياً في رسالة: إنهم يعارضون «الغزو الروسي لأوكرانيا»، مشيرين إلى اتفاقهم مع البيت الأبيض على أن التسوية تعود في النهاية إلى ما تقرره كييف.
وأضاف النواب وعلى رأسهم براميلا جايابال رئيسة التجمع التقدمي بالكونغرس: «لكن بصفتنا نعد مشرّعين مسؤولين عن إنفاق عشرات المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين على المساعدات العسكرية في هذا النزاع، نعتقد أن مثل هذا الانخراط في هذه الحرب يحمّل أيضاً الولايات المتحدة مسؤولية استكشاف جميع السبل الممكنة بجدية».
ودعت الرسالة إلى التعامل المباشر مع روسيا لإيجاد حل «يكون مقبولاً من الشعب الأوكراني». ولفت النواب إلى أنه «من المفترض أن يتضمن إطار عمل كهذا حوافز لإنهاء الأعمال العدائية،وجمع المجتمع الدولي، لوضع ضمانات أمنية لأوكرانيا». وأكدت الرسالة أن «البديل عن الدبلوماسية هو حرب طويلة الأمد».
وكان بوتين قد طالب قبل بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بضمانات بعدم انضمام الجمهورية السوفييتية السابقة إلى حلف شمال الأطلسي بشكل نهائي.
ورداً على سؤال حول الرسالة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس: «لا أحد يريد أن يرى هذه الحرب تنتهي أكثر من نظرائنا الأوكرانيين». وأضاف:«نقدم لشركائنا الأوكرانيين ما يحتاجون إليه في الميدان؛ بحيث يكونون في أقوى موقف ممكن عند الذهاب إلى طاولة المفاوضات». (وكالات)