أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين، أمس الثلاثاء، خرجوا في الخرطوم ومدن أخرى للمطالبة بحكم مدني. وبينما قُتل متظاهر صدمته عربة تابعة لقوات الأمن في مدينة أم درمان المجاورة للخرطوم، نددت السلطات ببعض الخلايا التخريبية التي اندست بين المتظاهرين، في حين دعت الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في أعمال العنف القبلي، التي أودت بأكثر من 200 شخص، في ولاية النيل الأزرق.

توجه عشرات الآلاف من المحتجين في مسيرة صوب القصر الرئاسي، وذلك بمناسبة مرور عام على الإجراءات العسكرية التي اتخذها قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان. وقال شهود إن المتظاهرين أحرقوا إطارات على الطرق الرئيسية، وأقاموا متاريس لإبطاء تقدم قوات الأمن التي قامت من جهتها بإغلاق كل الجسور التي تربط بين ضفتي نهر النيل في العاصمة السودانية، وفي محيط القصر الجمهوري أطلقت الشرطة قنابل الغاز في محاولة لتفريق الحشود، بحسب ما قال شهود، في الوقت الذي قُطع فيه الاتصال بالإنترنت.

وتظاهر الآلاف كذلك في شوارع مدن ود مدني والأبيض (جنوب العاصمة) والقضارف وبورتسودان في الشرق وعطبرة في الشمال ونيالا في جنوب غرب دارفور.

ومنذ الصباح الباكر قامت السلطات بقطع شبكة الإنترنت في كل أنحاء السودان، فيما ناشد والي الخرطوم المشاركين في التظاهرات أن يكونوا سلميين وألا يقوموا بتخريب الممتلكات العامة. وقال، في تصريحات تلفزيونية، «نتمنى أن يحدث توافق سياسي ينهي الأزمة السياسية التي تضررت منها البلاد.. وعلى السياسيين الاجتماع على كلمة سواء لإخراج البلاد من أزمتها».

قالت وزارة الداخلية السودانية، في بيان، إنه «منذ انطلاق مواكب (أمس) تبين أننا نتعامل مع قوات مدربة بتشكيلات عسكرية مسلحة»، مشيرة إلى وجود «جماعات منظمة بالمواكب ومسلحة بالدرق والغاز والخوازيق المصنعة والعبوات الحارقة».

وأضاف البيان: «ما حدث (أمس) هو تأكيد لمعلوماتنا بوجود جماعات منظمة ومتمردة ومتفلتة وخلايا نائمة تستهدف أمن العاصمة».

على صعيد آخر، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف القبلي في منطقة ود الماحي ومدينة الدمازين في ولاية النيل الأزرق في السودان في الأيام الأخيرة.

وفي بيان صادر عن المتحدث باسمه مساء أمس الأول الإثنين بتوقيت نيويورك، دعا غوتيريس إلى وقف فوري لأعمال العنف، متقدماً بخالص تعازيه لأسر القتلى وتمنيه الشفاء العاجل للمصابين.

وطالب غوتيريس السلطات السودانية ب«إجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف القبلي هذه وغيرها لكفالة محاسبة المسؤولين عنها».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version