برلين- وكالات:

قال الرئيس الألماني، الجمعة: إن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في «قطيعة تاريخية» في علاقات بلاده مع موسكو، وإن الحرب حطمت حلم الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف «بوطن أوروبي مشترك»، كما سعى شتاينماير إلى إعداد مواطنيه لمستقبل صعب جراء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال شتاينماير في خطاب ببرلين: «نحن بصدد سنوات أكثر صعوبة، سنوات قاسية.. تم استنزاف ثمار السلام، وبدأت حقبة غير مواتية لألمانيا»، مراهناً في ذلك على «روح المقاومة» لدى الألمان. وذكر شتاينماير أن بلاده تمر حالياً بأحلك أزمة منذ إعادة توحيد شطريها، مضيفا أنه يتعين الآن الانتباه لما يتطلبه الوضع الراهن. وقال: «عندها لن نضطر إلى التطلع لهذه الحقبة الجديدة، مملوئين بالخوف أو بلا حماية على الإطلاق».

وقال شتاينماير إنه في هذه السنوات يمكن لألمانيا أن تبني على نقاط قوتها التي طورتها خلال السنوات الماضية، مضيفاً أن الدولة قوية اقتصادياً وبها أبحاث علمية جيدة وشركات قوية وهيكل فعال وطبقة وسطى كبيرة وقوية في المجتمع.

وشدد الرئيس على وجوب إضافة شيء إلى نقاط القوة هذه، التي ساعدت ألمانيا حتى الآن، وقال: «علينا أن نصبح قادرين على التعامل مع الصراعات، داخلياً وخارجياً. نحن بحاجة إلى الإرادة لتأكيد أنفسنا وكذلك إلى القوة لضبط أنفسنا»، مؤكداً ضرورة عدم تبني عقلية الحرب، وقال: «لكننا بحاجة إلى روح المقاومة والصمود»، موضحاً أن هذا يتضمن في المقام الأول جيشاً قوياً ومجهزاً جيداً.

وأكد شتاينماير، الذي ينتمي لجناح من الديمقراطيين الاشتراكيين في ألمانيا ويطالب منذ فترة طويلة بعلاقات اقتصادية أوثق مع موسكو، لإشراكها في نظام عالمي ذي توجه غربي، أن الحرب الروسية في 24 فبراير/ شباط أحدثت تغييراً في العالم. وقال: «عندما ننظر إلى روسيا اليوم، لا مجال للأحلام القديمة.. بلداننا تقف ضد بعضها اليوم».

وأضاف: «لقد أدخلتنا في ألمانيا أيضاً في مرحلة مختلفة، في حالة من انعدام الأمن اعتقدنا أننا تغلبنا عليها: زمن يسوده الحرب والعنف والهروب بسبب مخاوف من انتشار الحرب في أوروبا كالنار في الهشيم».

وقام شتاينماير بزيارة مفاجئة إلى كييف، الثلاثاء، حين تعهد بتقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا خاصة في مجال الدفاع الجوي. وكانت هذه هي الزيارة الأولى له منذ الحرب. وكان شتاينماير يعتزم في الأصل زيارة أوكرانيا في إبريل/ نيسان، لكن كييف رفضت استقباله في ذلك الوقت بسبب القلق من دعمه السابق، للتقارب الغربي مع روسيا. وحلت كييف وبرلين الخلافات بينهما في وقت لاحق.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version