أبوظبي: «الخليج»، وكالات
شاركت دولة الإمارات في اجتماع الدورة غير العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي الذي عقد على المستوى الوزاري في العاصمة الجزائرية، وهو الاجتماع التحضيري للدورة ال31 من مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والمقرر عقدها بعد غد الثلاثاء، بينما بدأ وزراء الخارجية العرب، أمس، اجتماعهم التحضيري الذي يستمر إلى اليوم، لاعتماد مشروع جدول أعمال القمة.
وأكد جمعة محمد الكيت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد، الذي ترأس وفد الدولة في الاجتماع التحضيري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي أمس الأول، أن دولة الإمارات تدعم كافة الجهود الرامية إلى تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية، انطلاقاً من حرصها على تعزيز النمو المستدام للدول العربية وتحقيق الرفاه لجميع شعوبها، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بضرورة دفع العلاقات العربية المشتركة نحو مزيد من التعاون البنّاء الذي يسهم في تعزيز التكامل العربي في شتى المجالات.
كما أوضح أن الإمارات حريصة على مشاركة تجربتها التنموية مع الأشقاء في الدول العربية، بما يدعم التعاون العربي المشترك ويدفعه إلى مستويات أكثر زخماً، إضافة إلى دعم مساعي تطوير آليات العمل والتنسيق في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الجمركي العربي، وإزالة العوائق أمام حركة السلع والبضائع؛ الأمر الذي سيسهم في زيادة التجارة البينية العربية المتبادلة.
رؤية للمستقبل
واستعرض الكيت عدداً من المبادرات الاقتصادية الرائدة التي طرحتها دولة الإمارات على جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي ليتم رفعها إلى اجتماع القادة العرب خلال القمة العربية المرتقبة، مشيراً إلى أن هذه المبادرات المنبثقة عن رؤية دولة الإمارات للمستقبل، وفق رؤيتها المئوية 2071، تمثل محركات مهمة لتمكين أدوات الاقتصاد الجديد على المستوى العربي، وتدعم التحول نحو اقتصادات مستدامة قائمة على المعرفة والابتكار وتواكب متطلبات المستقبل.
وفي مقدمة المبادرات التي استعرضها الكيت، مبادرة الرؤية العربية للاقتصاد الرقمي الهادفة إلى دعم انتقال الدول العربية إلى الاقتصاد الرقمي، وتعزيز التطور التكنولوجي وتعميق استخداماته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الفرص وجودة الحياة في الدول العربية، تماشياً مع المتغيرات العالمية، ولتكون هذه الرؤية بمثابة أداة تنموية في مواجهة التحديات الاقتصادية الوطنية والإقليمية والعالمية. وقد قدمت دولة الإمارات الدعم المادي الكامل لإعداد وتطوير كافة الأنشطة والأبحاث والمؤتمرات الخاصة بتنفيذ هذا المشروع الرائد بقيمة تتخطى 20 مليون درهم حتى اليوم.
مجال الفضاء
كما استعرض وكيل الوزارة المساعد لشؤون التجارة الدولية في وزارة الاقتصاد، جهود الدولة في دعم التعاون العربي في مجال الفضاء، حيث أطلقت الإمارات مجموعة برامج رائدة من أجل تخريج كوادر عربية مؤهلة لقيادة قطاع الفضاء من خلال مبادرات نوابغ الفضاء العرب، والمجموعة العربية للتعاون الفضائي، ومبادرة مشروع القمر الاصطناعي العربي 813، الرامية إلى دعم وتعزيز التعاون العربي المشترك في مجال علوم الفضاء، واستخداماته لمصلحة تقدم الدول العربية، وتخريج كوادر عربية مؤهلة لقيادة ذلك القطاع الحيوي.
وتناول الإنجازات التاريخية التي حققتها دولة الإمارات في مجال الفضاء، بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة، وبسواعد أبنائها، ومن بينها دخول الدولة النادي الفضائي العالمي بجدارة، من خلال تطوير بنية تحتية ومؤسسية متقدمة في مجال الفضاء، وانطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى الفضاء الخارجي ليكون أول إماراتي وثالث عربي يصل إلى الفضاء، وأول عربي يبلغ محطة الفضاء الدولية، وكذلك إطلاق «مسبار الأمل» أحد أبرز المشاريع التي عززت ريادة الإمارات في الفضاء، وحققت لها سمعة عالمية مرموقة في هذا الميدان، بعد نجاحه في دخول مداره حول كوكب المريخ، ومؤخراً اختيار رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي ليكون أول رائد فضاء عربي يمضي 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، ضمن مهمة الوكالة الأمريكية «ناسا» التي تنطلق في 2023. وبلغت استثمارات الدولة في قطاع الفضاء حتى اليوم أكثر من 22 مليار درهم.
الاجتماع الوزاري
وبدأت، أمس، أعمال المجلس الوزاري العربي، وتسلم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الرئاسة الدورية للقمة العربية في دورتها ال31 من نظيره التونسي عثمان الجرندي.
وقال لعمامرة في كلمة خلال الافتتاح، إن الجامعة تسعى إلى انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك، مشيراً إلى أن التطورات العالمية يجب ألا تؤثر في السعي نحو حل القضايا العربية.
وأكد أن «الأزمة في أوكرانيا تخلق واقعاً صعباً يستدعي عملاً عربياً مشتركاً»، لافتاً إلى أنه «يجب الدفع نحو مسارات السلم لحل الأزمات في دولنا العربية». وأكد ضرورة إعلاء مبادئ حسن الجوار، واحترام سيادة الدول واستقلالها، داعياً إلى استثمار الفرص الهائلة المتاحة لتحقيق الاندماج العربي.