قالت روسيا إنها ستطرح أمام مجلس الأمن الدولي قضيتي هجمات سيفاستوبول بمسيّرات أوكرانية، وخطّي أنابيب «نورد ستريم 1 و2» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق، وأبلغ المندوب الروسي لدى مجلس الأمن، الأمين العام للأمم المتحدة، أن ممرات الحبوب الآمنة في البحر الأسود استخدمت لتمويه الهجوم على سيفاستوبول.
تمويه الهجوم
أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن استخدام ممر إنساني آمن مخصص لتصدير المواد الغذائية من أوكرانيا لتمويه الهجوم على سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم.
وقال في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن «الهجوم تم تمويهه بالممرات الآمنة المعدة لتنفيذ ما يسمى بمبادرة البحر الأسود». وأشار إلى أن السفن والبنية التحتية لميناء سيفاستوبول التي تعرضت للهجوم، استُخدمت لضمان تشغيل الممر الإنساني. وأكد أنه على خلفية الهجوم الأوكراني على سفن أسطول البحر الأسود، لا تستطيع روسيا «ضمان سلامة السفن المدنية» المشاركة في مبادرة البحر الأسود.
هجمات سيفاستوبول و«نورد ستريم»
أعلنت روسيا عزمها أن تطرح أمام مجلس الأمن الدولي قضية هجمات الطائرات المسيّرة التي استهدفت ميناء سيفاستوبول في القرم، إضافة إلى الانفجارات التي خلفت أضراراً في خطّي أنابيب «نورد ستريم» لنقل الغاز في 26 سبتمبر/ أيلول. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تلغرام، إن «الجانب الروسي يعتزم لفت انتباه المجتمع الدولي، خصوصاً عبر مجلس الأمن الدولي، إلى سلسلة الهجمات الإرهابية التي نفذت ضد روسيا في البحر الأسود وفي بحر البلطيق، ويشمل ذلك ضلوع بريطانيا».
دعوة للحفاظ على الاتفاق
دعت الأمم المتحدة إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق المتصل بتصدير الحبوب الأوكرانية، بعد إعلان روسيا تعليق مشاركتها فيه.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الأممية، ستيفان دوجاريك، في بيان: «من الحيوي أن تمتنع كل الأطراف عن أي عمل من شأنه أن يعرض اتفاق الحبوب في البحر الأسود للخطر»، مؤكداً أن لهذا الاتفاق «أثراً إيجابياً» لتأمين الغذاء للملايين في مختلف أنحاء العالم.
الوفاء بالالتزامات
نددت أوكرانيا ب«الذريعة الكاذبة» التي لجأت إليها روسيا لتبرير تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب، داعية إلى الضغط على موسكو من أجل «الوفاء بالتزاماتها».
وفي كلمته المصورة اليومية عبر الإنترنت، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، أن القرار الروسي يمثل «نيّة واضحة لروسيا للتلويح مجدداً بهاجس المجاعة على نطاق واسع في إفريقيا وآسيا».
«مشين»
قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق «مشين». وأضاف «ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك».
أما وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، فقال «بتعليقها الاتفاق تستخدم روسيا مجدداً الغذاء سلاحاً في الحرب التي شنّتها، ما يخلف تداعيات مباشرة على الدول ذات الدخل المنخفض وعلى الأسعار العالمية للسلع الغذائية ويؤجج الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي الخطر أساساً».
توقف الحركة
توقفت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، امس الأحد، بعدما علقت روسيا الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية. وأكد مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق، أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود الأحد. وتمكنت تسع سفن شحن، السبت، من استخدام الممر البحري في البحر الأسود «وثمة أكثر من عشر (سفن) أخرى» جاهزة لذلك في الاتجاهين. وأوضح منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب في البحر الأسود، أمير عبدالله، أن المركز الذي يضم مندوبين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول تبلغ من روسيا «قلقها على أمن سفن الشحن»، وقد نقل هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني.
وسمح الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/ آب بتصدير أكثر من تسعة ملايين طن من الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى من المرافئ الأوكرانية، على ما أفاد المركز.(وكالات)