أكدت الرئاسة الروسية، أمس الاثنين، أن تطبيق الاتفاق حول تصدير الحبوب الأوكرانية سيكون «خطراً» من دون روسيا، وأشارت إلى أنها على اتصال مع قيادات عدد من الدول الإفريقية بعد تعليق الاتفاق، ورغم ذلك، أبحرت سفن رغم انسحاب موسكو من الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة في يوليو/ تموز الماضي.
صعب من غير روسيا
فقد حذّر الكرملين، أمس الاثنين، من أنه سيكون من «الخطير» و«الصعب» الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية من دون موسكو التي علقت مشاركتها فيه. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، رداً على سؤال حول إمكانية الاستمرار في تنفيذ الاتفاق من دون روسيا «في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، يصعب تطبيق مثل هذا الاتفاق. وتسلك الأمور طريقاً مختلفاً، أكثر خطورة».
اتصال بدول إفريقية
صرّح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، بأن روسيا على اتصال مع قيادات عدد من الدول الإفريقية بعد تعليق مشاركة موسكو في «صفقة الحبوب». وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، بوغدانوف، إن الشركاء الأفارقة يتفهمون موقف روسيا من صفقة الحبوب، وسوف تواصل روسيا دعم الدول الإفريقية.
لا يفيد أحداً
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أمس الاثنين، إن تعليق اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، لن يفيد أي من الأطراف المعنية. وقال الوزير في بيان إنه سيجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي ساعد في التوسط في اتفاق الحبوب، في كلمة «حتى لو تصرفت روسيا بسلوك يتسم بالتردد لأنها لم تحصل على الفوائد نفسها، فسوف نواصل جهودنا بحسم لخدمة الإنسانية». وأضاف «جهودنا واضحة لتوصيل هذا القمح للدول التي تواجه خطر المجاعة. ومن خلال الآلية المشتركة التي أنشأناها في إسطنبول، ساهمنا في تخفيف أزمة الغذاء العالمية».
خطة ثلاثية
واتفقت الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا على خطة حركة تم تطبيقها، أمس الاثنين، على 16 سفينة حبوب موجودة في المياه التركية. وقال مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، حيث يعمل موظفون من كل من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، إن الوفود الثلاثة اتفقت أيضاً على إجراء عمليات تفتيش لأربعين سفينة مغادرة. وأضاف المركز في بيان أنه جرى إبلاغ الوفد الروسي بالخطتين.
وغادرت 12 سفينة محملة بالحبوب موانئ أوكرانية، امس الاثنين، على الرغم من أن روسيا تخلت عن اتفاق تدعمه الأمم المتحدة لضمان تدفق الصادرات من منطقة الصراع، ما يشير إلى أن موسكو لم تصل حتى الآن إلى حد فرض حصار ربما يهدد بتفاقم الجوع في العالم.
وكان مسؤولون دوليون يخشون أن تعيد موسكو فرض حصار على الحبوب الأوكرانية بعد أن أعلنت روسيا، يوم السبت الماضي، انسحابها من البرنامج المدعوم من الأمم المتحدة والذي يضمن سلامة سفن الشحن عبر البحر الأسود. وقال أمير عبد الله، منسق الأمم المتحدة للبرنامج على «تويتر»: «لا يمكن أبدا أن تكون سفن الشحن المدنية هدفا عسكرياً أو محتجزة رهينة. يجب أن يستمر تدفق الطعام».
وبعد فترة وجيزة، أكدت أوكرانيا أن 12 سفينة أبحرت من موانئها. وحملت السفن ما يصل مجموعه إلى 354500 طن من الحبوب، وهي كمية تزيد بكثير عن المعتاد في يوم واحد، ما يشير إلى أنه تم تحميل الشحنات المتراكمة بعد توقف الصادرات، أمس الأول الأحد.
ومن بين السفن التي أبحرت، أمس الاثنين، سفينة يستأجرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لنقل 40 ألف طن من الحبوب إلى إفريقيا التي تعاني من موجة جفاف.
طريق برّي
قال وزير الزراعة الفرنسي، مارك فيسنو، أمس الاثنين، إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا، لمرور الصادرات الغذائية من أوكرانيا كبديل لطريق البحر الأسود، بعد انسحاب روسيا من اتفاق مهم بشأن الصادرات. وقال فيسنو «سنواصل العمل من أجل نظام لا يضعنا رهن رغبة وحسن نية، أو في هذه الحالة سوء نية، (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين».
(وكالات)