ارتفعت أسعار القمح مجدداً بعد أن علقت روسيا صفقة ضمنت مروراً آمناً للصادرات الأوكرانية في الأشهر الأخيرة، مع تحذير موسكو من أن الشحنات “ستصبح أكثر خطورة دون مشاركتها”.

وقال مجلس الدوما الروسي: “لا عودة لاتفاق الحبوب مع أوكرانيا بنفس الشروط السابقة”.

وبينما لا تزال سفن الحبوب تبحر من موانئ أوكرانيا عبر البحر الأسود، من غير الواضح إلى متى سيستمر ذلك بعد انسحاب روسيا من الاتفاق نهاية الأسبوع الماضي. وقد توقفت شحنات المحاصيل الأوكرانية إلى الموانئ وسط حالة من عدم اليقين، وفق ما أفادت به وكالة “بلومبرغ”.

وأثار إعلان روسيا أنها ستعلق “إلى أجل غير مسمى” مشاركتها في اتفاقية الممر الآمن، التي توسطت فيها تركيا والأمم المتحدة، إدانة واسعة النطاق من أوكرانيا وحلفائها، حيث حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها ستزيد المجاعة.

على خلفية هذه الأحداث، قفز سعر القمح في بورصة شيكاغو يوم الاثنين بنسبة 6.4% عند 8.8225 دولار للبوشل، بعد أن ارتفع في وقت سابق بـ 7.7%. كما ارتفعت أسعار الذرة بواقع 1.6% وزيت فول الصويا بـ 2%.

واليوم الثلاثاء، استقرت أسواق الحبوب، حيث كان المزارعون والتجار في حالة تأهب لتحركات روسيا التالية حيث تواصل السفن التحرك عبر الممر الآمن في أوكرانيا على الرغم من التحذيرات المتكررة من موسكو.

وقالت الأمم المتحدة إن 3 سفن أخرى للمحاصيل غادرت أوكرانيا اليوم الثلاثاء، وإن السفن الـ 12 التي غادرت أمس قامت بعبور الممر بأمان. ولم تتجه أي سفن جديدة إلى أوكرانيا عبر الممر.

وفي هذه الأثناء، انخفضت العقود الآجلة للقمح بنسبة 0.9% في شيكاغو بعد ارتفاعها بنسبة 6.4% يوم الاثنين، ولم تتغير أسعار عقود الذرة كثيراً.

وتحاول الأمم المتحدة وتركيا إنقاذ الاتفاق للحفاظ على تدفق الصادرات الأوكرانية بعد أن علقت روسيا مشاركتها في نهاية الأسبوع، لكن روسيا ردت على استمرار الشحنات بالتحذير من أنها لا تستطيع ضمان سلامة السفن في الممر. وقالت وزارة الدفاع إن استمرار حركة السفن من أوكرانيا “غير مقبول”.

بدورها، قالت أوكرانيا يوم الاثنين إن روسيا شنت موجة ضخمة من الهجمات الصاروخية في جميع أنحاء البلاد، وأبلغت في وقت لاحق بشكل منفصل أن روسيا ضربت زورقين مدنيين كانا ينقلان بارجة حبوب بالقرب من أوتشاكيف، إلى الشرق من ممر التصدير المتفق عليه من الأمم المتحدة.

وتزيد تهديدات روسيا من المخاطر التي تتعرض لها السفن التي تعبر الممر، والتي من المحتمل أن تواجه بالفعل تكاليف شحن وتأمين أعلى، في حين قد يكون مالكو السفن حذرين من إرسال سفنهم وسط مخاوف من أن تتقطع بهم السبل.

وقال مركز التنسيق المشترك للأمم المتحدة، الذي يراقب السفن التي تتحرك عبر الممر ويشرف على عمليات التفتيش في إسطنبول، إن 46 عملية تفتيش اكتملت يوم الاثنين وتم السماح للسفن بالإبحار إلى وجهاتها. فيما تم الاتفاق على السفن الثلاث الجديدة التي ستغادر أوكرانيا، والتي تحمل إجمالي 84490 طناً من الحبوب والمنتجات الغذائية، من قبل الوفود الأوكرانية والتركية والأمم المتحدة، وتم إبلاغ الوفد الروسي.

وتمت الموافقة على 4 سفن واردة للسفر إلى أوكرانيا يوم الاثنين – وصلت اثنتان إلى موانئ أوكرانيا حتى يوم الثلاثاء، ولم تدخل واحدة الممر، بينما عادت واحدة لأسباب تتعلق بالتأمين، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم الأمم المتحدة لشؤون مبادرة حبوب البحر الأسود، إزميني بالا.

تأتي حالة عدم اليقين الأخيرة بينما يقدر مجلس الحبوب الدولي أن مخزونات الحبوب العالمية عند أدنى مستوى لها منذ 8 سنوات. ويتعرض العرض لضغوط متزايدة، كان آخرها الجفاف في الأرجنتين والأمطار الغزيرة في أستراليا التي تعيق محاصيل قمح على وشك الحصاد هناك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version