نفذ موظفو قطاع النقل الحكومي بالعاصمة تونس اليوم الأربعاء، إضراباً مفاجئاً شل خطوط النقل عبر الحافلات وقطارات المترو للاحتجاج على تأخر صرف الرواتب، وفق ما أفاد مراسل وكالة “فرانس برس”.
منذ ساعات الفجر الأولى اكتظت محطات الحافلات في مركز العاصمة بالأفراد الذين ينتظرون، وسط تذمر لعدم تمكنهم من الالتحاق بمقار عملهم.
وقال وجيه الزيدي، الكاتب العام لجامعة النقل (نقابة)، في تصريحات صحافية، إن “أكثر من 8300 موظف وإلى اليوم لم تصل رواتبهم.. هذا تسبب في احتقان داخل المؤسسة وبين الموظفين”.
تشغل شركة نقل تونس 250 حافلة و15 عربة قطار، تربط العاصمة بإقليم تونس الكبرى الذي يضم أربع محافظات يقطنها أكثر من مليوني نسمة.
وندد المسؤول النقابي “بعدم تجاوب أي مسؤول من الوزارة (النقل) بخصوص تاريخ صرف الرواتب”، و”بتدهور” وضعية أسطول الشركة من الحافلات.
ولم تحدد النقابة التابعة “للاتحاد العام التونسي للشغل” (المركزية النقابية) موعداً لانتهاء الإضراب.
تشهد تونس أزمة اقتصادية متواصلة منذ سنوات تفاقمت إثر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة كوفيد-19.
وأعلن صندوق النقد الدولي منذ أسبوعين توصله لاتفاق على مستوى الخبراء مع السلطات التونسية، لمنحها قرضاً بقيمة 1.9 مليار دولار على 48 شهراً، في انتظار موافقة نهائية يتم إقرارها في ديسمبر القادم.
مقابل القرض، تتعهد الحكومة التونسية بتنفيذ حزمة من الإصلاحات أهمها مراجعة سياسة الدعم ومنحه لمستحقيه، فضلا عن إعادة هيكلة الشركات الحكومية وإصلاحها.
إلى ذلك، تعيش البلاد على وقع أزمة سياسية منذ أن قرّر الرئيس التونسي قيس سعيّد احتكار السلطات في 25 يوليو 2021، وعيّن لاحقاً حكومة جديدة وعدل دستور 2014، وأقر انتخابات نيابية جديدة نهاية العام.