اختتمت، أمس الأربعاء، في العاصمة الجزائرية، أعمال القمة العربية ل«لم الشمل» في دورتها الحادية والثلاثين، برئاسة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وبحضور صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وعدد من القادة العرب، فيما أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان استضافة بلاده القمة المقبلة. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: إن القمة الثانية والثلاثين ستنعقد في الرياض قبل 30 مارس 2023.
وقال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون: إن القمة العربية التي احتضنتها الجزائر على مدار يومين، شكلت محطة مهمة، لتعزيز التضامن العربي. وأضاف، خلال كلمته في الجلسة الختامية للقمة العربية في دورتها ال31: إن هذه القمة شكلت محطة مهمة، لتعزيز التضامن العربي في سبيل حماية مصالحنا المشتركة، والعمل كمجموعة موحدة وقوية بمقدراتها ومواردها للمتوقع فعلاً، على الساحة الدولية والإقليمية.
قرارات مهمة
وتابع تبون: «أشيد بالروح الأخوية التوافقية التي سادت أشغال القمة، لأنها سمحت باستعراض الأوضاع السائدة في المنطقة العربية ومحيطنا الإقليمي وكذا على الساحة الدولية، كما سمحت القمة باتخاذ عدد من القرارات المهمة التي من شأنها أن تتوجه بعملنا المشترك مباشرة نحو المواطن العربي، للتكفل بهمومه والاستجابة لتطلعاته المشروعة».
وأكد تبون «أن القرارات الطموحة التي خرجت بها قمة الجزائر، تدفعنا إلى مضاعفة الجهود خلال فترة رئاستنا للمجلس من أجل العمل على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، معرباً عن يقينه بروح التوافق والتضامن التي ميزت هذه القمة والتي ستكون حافزاً للمضي قدماً نحو تجسيد أهدافنا المشتركة». وتوجه الرئيس الجزائري بالشكر إلى رؤساء وقادة العرب الذين شاركوا في القمة العربية التي استضافتها الجزائر على أراضيها لمدة يومين متتاليين.
قمة ناجحة
وأكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، حرص بلاده على توفير كل ظروف النجاح للقمة العربية. وأكد، في مؤتمر صحفي مشترك مع أبو الغيط عقب ختام القمة، حرص الرئيس الجزائري والقادة العرب على أن تكون قمة «لم الشمل» قمة ناجحة على سائر الصعد.
وأوضح أنه ينبغي إطلاق مصطلح قمة نوفمبرية على قمة لم الشمل من حيث السياق والتاريخ والطموح؛ حيث إن هناك حرصاً تاماً للم الشمل، وجمع الكلمة، وتوحيد الصفوف العربية.
وأضاف أن الدول العربية أدركت أهمية وضرورة توحيد الصف والكلمة العربية وخطورة الوضع الإقليمي والدولي.
وفي ما يخص الحضور من خلال القمة العربية، قال لعمامرة: كان حضوراً مميزاً وتلقائياً وإيجابياً وبناء، فالجميع حرص على تقديم كل مساهمة من شأنها إنجاح تلك القمة، وعلى وجه الخصوص الجزائر وجامعة الدول العربية.
وأشار إلى حرص الجامعة والجزائر على إدخال تطور في منهجية العمل من خلال القمة، لتصبح قمة التجديد والتجدد.
وحرص لعمامرة على تأكيد أهمية دور جامعة الدول العربية كمنظمة عتيدة برهنت على قدرتها على التفاعل والتأقلم مع كل المستجدات والتأثير في وتيرة التطوير، ومواكبة جميع التطورات المستجدة على الساحة العالمية.
لا تحفظات
من جهته، أكد أبو الغيط، أن القمة العربية ناجحة بكل المقاييس، مشيراً إلى أن هناك مشاركة عربية كبيرة، من أكثر من 17 رئيساً وزعيماً، وتعد أكثر القمم العربية حضوراً على أعلى مستوى، مؤكداً أنها كانت بمنزلة عرس عربي.
وأضاف أن «القمة اتسمت بقدر كبير من التوافق، ولم نرصد أي نوع من التحفظات على كل ما تم النقاش حوله». وأشار إلى أن هناك إحساساً بحاجة العرب إلى القدرة على التفاعل مع العالم بصورة كتلة تتخاطب مع العالم يحسب لها الحساب ككتلة وليس كدول منفردة.
وتابع: «اهتمت القمة بدول الأزمات كسوريا وليبيا واليمن، إضافة إلى ضرورة صيانة الأمن القومي العربي». ولفت إلى أنه تم التحدث حول المطالبة بحلول عربية، وأن تتوقف الأطراف الخارجية عن التدخلات في الشأن العربي.
وبشأن الغياب السوري عن القمة، وقال أبو الغيط «صحيح سوريا لم تشارك في القمة، لكن الحديث عنها كان مهماً للغاية». كما أكد أبو الغيط أن فلسطين هي قضية محورية للأمة العربية، وتكرار جميع القرارات المتعلقة بفلسطين هو تصميم من قبل جميع العرب أن تستمر هذه القرارات وتترجم وتطرح على المجتمع الدولي، لتأكيد التشبث العربي بخيار حل الدولتين. (وكالات)