حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من محاولات عزله إذا سيطر الجمهوريون على الكونغرس الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، وفيما ترجح استطلاعات للرأي فوز الجمهورين، قال موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، إن الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السابق دونالد ترامب تناقش إعلان ترشحه لخوض السباق نحو البيت الأبيض في انتخابات عام 2024.
وقال بايدن، خلال كلمة ألقاها في كلية ميراكوستا في سان دييغو، «لقد قيل لي بالفعل إنهم إذا أعادوا مجلسي النواب والشيوخ، فسوف يعزلونني»، مشيراً إلى أنه لا يعرف سبب الإبعاد، بحسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن المشرِّعين الأمريكيين قالوا إن الجمهوريين يخططون لسلسلة من التحقيقات إذا سيطروا على الكونجرس، بما في ذلك التحقيقات المتعلقة بتحركات بايدن السياسية والشؤون التجارية لأسرته. وأشارت إلى أن بايدن يحاول إقناع الناخبين قبل الانتخابات النصفية بأن بعض مرشحي الحزب الجمهوري متطرفون، وأن العديد من الجمهوريين البارزين الذين يترشحون للمناصب يرفضون الالتزام بقبول نتائج الانتخابات.
مخاطر تهدد الانتخابات
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن بايدن، في تحذيره من المخاطر التي تحيط بالديمقراطية، دعا الأمريكيين إلى التصويت في الانتخابات ضد الأكاذيب والعنف، وضد مَنْ يحمل شعار «اجعلوا أمريكا عظيمة» مرة أخرى من المتطرفين الذين يحاولون النجاح فيما فشلوا فيه، وتخريب انتخابات 2020، وقالوا إن السكوت تواطؤ.
ورأت الوكالة أن بايدن، بعد عدة أسابيع من المحادثات المطمئنة حول الاقتصاد والتضخم، تحول إلى رسالة أكثر قتامة وعاجلة، حيث أعلن في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات النصفية أن نظام الحكم في البلاد يواجه تهديداً، وقال إن كذبة ترامب في إنكار نتيجة الانتخابات، والعنف الذي يلهمه.
وحاول بايدن، الليلة قبل الماضية، إنقاذ الديمقراطيين من هزيمة انتخابية الأسبوع المقبل، بعد ساعات من خطاب دراماتيكي وصف فيه الانتخابات بأنها لحظة حاسمة بالنسبة إلى الديمقراطية الأمريكية.
ويُنهي الرئيس الأمريكي، اليوم السبت في بنسلفانيا، تنقلاته الكثيرة في المعركة الانتخابية الحاسمة. ويُمضي الرئيس الكثير من الوقت في حملته الانتخابية في مناطق تُعتبر معاقل للديمقراطيين، مثل كاليفورنيا، ما يشير إلى اعتماد الحزب سياسة دفاعية.
هجوم جمهوري
من جهته، انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم. وخلال تجمع في ولاية أيوا لم يُبقِ ترامب الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية، ولمح لمؤيديه بأنه سيترشح «على الأرجح» للانتخابات. وأضاف «استعدوا، هذا كل ما يمكنني قوله». وأضاف ترامب أنه في غضون ذلك سيكون 2022 «العام الذي سنستعيد فيه الكونغرس، وسوف نستعيد مجلس الشيوخ».
وقال موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، أمس الجمعة، إن الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس السابق دونالد ترامب تناقش إعلان ترشحه لخوض السباق نحو البيت الأبيض في انتخابات عام 2024. وأضاف الموقع أن الموعد المتوقع لهذا الإعلان هو 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أي بعد أيام من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي.
وتُرجّح استطلاعات الرأي فوز الجمهوريّين بمجلس النواب وربّما مجلس الشيوخ. وحالياً، يحظى الديمقراطيّون بأغلبية ضئيلة في المجلسَين، لكنّ الحزب خسر شعبيّته بسبب سخط شعبي من التضخّم المرتفع.
انتقادات للإدارة
ومع انتقاد المحافظين للإدارة الأمريكية بشأن التضخم والجريمة والهجرة غير الشرعية، استخدم بايدن خطابه الأربعاء لمهاجمة ترامب وأنصاره، واصفاً إياهم بأنهم يطرحون تهديداً أكبر على البلاد. وقال «هناك مرشحون يتنافسون على مناصب من كل المستويات في أمريكا… لا يلتزمون قبول نتائج الانتخابات التي يخوضونها». وأضاف أن هدفهم كان اتباع نهج ترامب ومحاولة «تخريب النظام الانتخابي»، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 300 جمهوري ينكرون نتائج الانتخابات يشاركون في السباقات الانتخابية في كل أنحاء البلاد هذا العام.
الاقتصاد أولاً
وبعد 22 شهراً على الهجوم على مبنى الكابيتول، أظهرت استطلاعات الرأي أن الناخبين الأمريكيين أكثر اهتماماً بالأوضاع الاقتصادية.
ويقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك، إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحاً بالنسبة إليهم. ورداً على خطاب بايدن، اتّهم زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي الرئيس برفض «معالجة مخاوف الأمريكيين الرئيسية». وكتب مكارثي على تويتر «بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أمريكا على المسار الصحيح».(وكالات)