واشنطن: (أ ف ب)

حُظر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من منصتي «تويتر» و«فيسبوك»، بعد أن اقتحم عدد من أنصاره مبنى الكونغرس، ليؤسس في نهاية المطاف منصته الخاصة «تروث سوشال» ويعلن في أبريل 2022 بعد بداية متعثرة: «لقد عدت».

ولم يقر ترامب بخسارته أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن، وبات يشير إلى أنه سيسعى إلى بلوغ البيت الأبيض مجدداً في انتخابات عام 2024 الرئاسية.

ومع اقتراب انتخابات منتصف الولاية المقررة الثلاثاء، يعاود التركيز على نظريات المؤامرة التي يستخدمها منذ انتخابات 2016، وزاد اقتناعه بها إثر هزيمته بعد ذلك بأربع سنوات.

وخلال الشهرين الماضيين، شارك ترامب على موقع «تروث سوشال» نحو 100 منشور يشكك في نزاهة الانتخابات، وفق تحليل أجرته وكالة «فرانس برس» لأكثر من 1200 تفاعل للرئيس السابق في تلك الفترة.

وكتب ترامب في الأول من نوفمبر: «ها قد عدنا مجدداً»، مرفقاً تصريحه بمنشور مضلل عن الانتخابات في ولاية بنسلفانيا التي تشهد دائماً تنافسياً حامياً، وقد تحدد الأسبوع المقبل ما إذا كان الجمهوريون سيستعيدون الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وأضاف الملياردير الجمهوري: «انتخابات مزورة».

ويذكر ذلك بأساليبه خلال انتخابات عام 2020 عندما غرد مراراً بأن بطاقات الاقتراع عبر البريد تعرضت للتزوير، وقد أثبتت لاحقاً عشرات قرارات المحاكم زيف ذلك الاتهام.

لكن الخبراء يقولون إن مثل هذه المعلومات المضللة قد تقوّض الثقة مع تصويت الأمريكيين في أول انتخابات وطنية منذ اقتحام مبنى الكابيتول في 6 من يناير 2021.

ويؤكد راسل مويرهيد أستاذ السياسة والديمقراطية في كلية دارتموث لوكالة «فرانس برس»، أنه «إذا قال القادة لأتباعهم إن الانتخابات غير موثوقة فإن أتباعهم يصدقونهم».

ويضيف أن «إصرار ترامب على أن الانتخابات فاسدة، بينما هي ليست كذلك، لا يحقق إلا أمراً واحداً: يفسد الديمقراطية الأمريكية».

ويتحدث ترامب بشكل مكثف عبر موقع «تروث سوشال»، لعشرات المرات أحياناً. وفي الشهرين الماضيين، هاجم بايدن والديمقراطيين، وانتقد التحقيقات الجارية بحقه ومجّد تجمعاته والإنجازات التي حققها.

كما أثنى ترامب على الجمهوريين الذين يدعمون مزاعمه المتعلقة بالانتخابات، مثل كاري ليك التي أشارت إلى أنها قد ترفض النتائج إذا خسرت في الانتخابات حول منصب حاكم أريزونا.

وزاد الرئيس السابق أيضاً تفاعله أكثر من أي وقت مضى مع المحتوى المتطرف، بما في ذلك عشرات المنشورات من مروّجي نظرية المؤامرة «كيو أنون».

وعلى الرغم من أن جمهور ترامب في «تروث سوشال» صغير نسبياً (4.46 مليون مقارنة ب88.8 مليون متابع سابقاً على تويتر) يرى الخبراء أن المعلومات المضللة التي ينشرها يتردد صداها عبر الإنترنت.

والمشكلة هي أنه «عندما يضع ترامب السم في الماء، فإنه يتلف بحيرة بأكملها»، وفق مويرهيد الذي انتخب لعضوية مجلس نواب نيو هامبشاير عن الحزب الديمقراطي عام 2020، بعد تأليفه كتاباً عن نظريات المؤامرة عنوانه «الكثير من الناس يقولون»، وهي عبارة يستعملها الرئيس السابق باستمرار.

ونشر الرئيس السابق مئات المقالات واستطلاعات الرأي والصور الساخرة المؤيدة له، من بينها منشورات تشير إلى «كيو أنون».

وتقول ريبيكا ترومبل مديرة معهد البيانات والديمقراطية والسياسة في جامعة جورج واشنطن، إنه «لا يزال لترامب تأثير كبير في الحزب الجمهوري والساحة الإعلامية اليمينية، وكل ادعاء يصدر عنه يتم ترديده».


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version