دبي: علي نجم
كان المشهد في ملعب زعبيل، عقب صافرة نهاية مباراة الوصل مع عجمان أقرب ما يكون إلى نقيضين، حيث عاش الوصل وجماهيره فرحة «هستيرية» بتحقيق الانتصار على عجمان 2-1 في الدقيقة 100 من ركلة جزاء وقع عليها فابيو ليما، ليضمن ل«الإمبراطور» الحصول على النقاط الثلاث التي كانت هي الأمل من أجل ضمان بقاء الفريق في صلب الصراع من أجل المنافسة على القمة.
بدا الغضب عارماً في المعسكر البرتقالي، بعدما جاءت قرارات الحكم «ظالمة ومجحفة» وفق ما جاء في تصريحات المدرب ومدير الفريق، ليعكس الأمر حجم الاستياء الذي تعرض له الفريق البرتقالي الذي كان يمني النفس بمواصلة كسب النقاط وتحسين موقعه في جدول الترتيب، بل وربما اقتحام المربع الذهبي.
ثلاثة قرارات جدلية شهدتها المباراة، كان الأول في احتساب ركلة جزاء للبرتقالي بعد احتكاك «مغربي مغربي» بين مدافع الوصل سفيان ومهاجم عجمان آزارو، أما الثاني فتمثل في طرد اللاعب محمد إسماعيل بعد التدخل القوي على قدم لاعب الوصل علي صالح.
أما القرار الثالث، الذي جاء بمثابة النقطة التي أفاضت كأس الغضب للضيوف، فتمثل في ركلة الجزاء التي احتسبت على عبد الله صالح الذي ارتمى أرضاً في الوقت بدل الضائع ليبعد تمريرة عرضية، احتسبها الحكم ركلة جزاء وأكدها حكم «الفار».
قرارات الحكم دفعت بالمدرب الهادئ غوران إلى صب جام غضبه على قرارات حامل الصافرة ومعه الطاقم المساعد، حيث وصف ما حصل بالأمر الكارثي تحكيمياً.
وبدا المدرب الكرواتي صاحب وجهين مختلفين، فكان هادئاً، حين حلل مجريات المباراة فنياً، والتي أثنى بها على مستوى الوصل وقدرات عناصره، وروح لاعبيه ورغبتهم بتحقيق الفوز، واضطرار عجمان للتراجع بسبب النقص العددي.
أما الوجه الآخر للمدرب الكرواتي، فكان الغضب من قرارات ارتكبها الحكم في حق فريقه، وقال غوران: الأداء كان كارثياً لحكم المباراة الذي انحاز وأخذ صف الوصل بشكل مبالغ فيه.
وتابع: إذا لم أعلق على قرارات حكم مباراة اليوم، لن نتطور، احتسب الحكم على فريقي أخطاء مع كل لمسة، كما قام بطرد محمد إسماعيل، وحصل العديد من تلك الحالات لاحقاً مع الفريق الآخر لكنه تعامل معها من منظار آخر، قام الحكم اليوم بالوقوف بجانب الوصل بشكل واضح.
وأكد «لم يحتسب لنا ركلة جزاء، وهناك الكثير من التفاصيل الصغيرة التي لعبت في مسار اللقاء».
ومضى يقول: في كل حياتي لم أر حكماً يمنح المنافس هذه الأفضلية ومثل تلك القرارات. لا أعرف من هو المسؤول عن الحكام، لكن ما حصل سلبي جداً، وفي النهاية قام الحكم بالابتسام في وجهي وفي وجوه لاعبي عجمان في نهاية المباراة،
وعلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، غرد نادي عجمان: «أن تبحث عن العدل هذا طبيعي، وأن تتمنى تطبيقه في ظل توفر كل التقنيات فهذا حقك، أما أن تظلم ويهدر مجهود لاعبيك في وضح النهار فلله المشتكى!».
وفي حين طغى الغضب من قرارات الحكام على مجريات المباراة، وسيناريو المواجهة ما بين الأصفر والبرتقالي، إلا أن ما حصل من مجريات فنية يجعل هناك الكثير من الحقائق التي توضحت خلال الدقائق التسعين.
حيث تمكن الوصل من تحقيق الانتصار الخامس هذا الموسم، والثاني على أرضه من 5 مباريات لعبها في زعبيل، كما أسهم هذا الفوز في العودة إلى لغة الانتصارات التي غابت عنه في المرحلتين السابقتين بالتعادل مع كلباء والخسارة أمام الجزيرة.
ولعل ما ميز الفوز الأصفر تمثل في الروح القتالية والإصرار على كسب النقاط من قبل اللاعبين الذين بذلوا كل ما في وسعهم من أجل ضمان كسب النقاط الثلاث، وهو ما تحقق في الرمق الأخير، ولو مع صافرة مشكوك بها بركلة جزاء أسالت الكثير من الحبر.
كما نجح الوصل في الحفاظ على سجله الإيجابي على أرض ملعبه، حيث لم يعرف مرارة الهزيمة منذ السقوط أمام عجمان نفسه في 17 مايو/ أيار الماضي، وهي الخسارة الوحيدة التي تعرض لها الإمبراطور في زعبيل في آخر 13 مباراة.
وتمكن فابيو ليما نجم الوصل من خطف الأضواء بتسجيل ركلة الجزاء في الدقيقة 100 من زمن المباراة، لينفجر فرحاً بخلع القميص، وليزرع الفرح في أرجاء الملعب الأصفر.
أما بيتزي مدرب فريق الوصل، فقد خصص المؤتمر للتعليق على الشق الفني بالقول: كانت مباراة صعبة، المنافس لعب بأسلوب دفاعي، وتمركز أمام منطقته، صبرنا ولعبنا بالفلسفة التي نعتمدها، قام اللاعبون بتدوير الكرة وفتح اللعب على الأطراف، وفي النهاية فاز الفريق الأفضل والذي لعب كرة القدم، بينما خسر الفريق الذي سعى إلى إهدار الوقت.