قال رئيس وزراء إيطاليا السابق، جوزيبي كونتي، إنه لا يمكن اختزال المصالح الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي في مصالح واشنطن، داعياً الاتحاد لأخذ زمام المبادرة لحل الأزمة الأوكرانية سلمياً، غداة تظاهر عشرات الآلاف في روما من أجل إحلال السلام في أوكرانيا، ومطالبة الحكومة الإيطالية بالتوقف عن إرسال أسلحة لمواجهة الروس.
مصالح أوروبا لا أمريكا
قال رئيس حركة «خمس نجوم» الإيطالية، كونتي، في مقابلة: «يجب على الاتحاد الأوروبي السعي وراء مصالح استراتيجية لا يمكن حصرها في مصالح واشنطن. يجب أن يرفع رأسه. يجب أن تظهر أوروبا قيادة ذات مصداقية يمكن أن تؤدي إلى حل مستدام ودائم لهذا الصراع في اوكرانيا. وشدد على أنه «من الضروري الحضور إلى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة مع دور فاعل للاتحاد الأوروبي ومشاركة الكرسي الرسولي (الفاتيكان)».
كما انتقد كونتي خطط توريد أسلحة جديدة إلى كييف، قائلاً: «نعتقد أنه يجب الآن وقف إطلاق النار ويجب القيام بهذا التحول نحو المفاوضات. لا نعتقد أنه من الصواب اتباع استراتيجية توريد أسلحة جديدة. لقد قمنا بتسليح أوكرانيا بالكامل، والآن نحتاج إلى منعطف نحو وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام».
السلام لا الحرب
وكان كونتي شارك، امس الأول السبت، في تظاهرة في روما ضمت عدة آلاف، طالب المشاركون فيها بإجراء محادثات سلام بشأن أوكرانيا. وشدد على أن هذا العمل قام به «كثير من المواطنين الذين لم تسنح لهم الفرصة حتى الآن لسماع أصواتهم والذين يساورهم القلق الشديد من استراتيجية واقعها الوحيد هو التصعيد العسكري المستمر وسفك الدماء وخطر حدوث تفجير نووي».
وأكد أنه يجب التعامل مع الرأي العام، ودعا مرة أخرى إلى مناقشة مسألة إمدادات الأسلحة الجديدة إلى كييف في البرلمان الإيطالي.
وحمل المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها «لا للحرب.. لا لإرسال السلاح»، فيما علت أصوات المتظاهرين الذين قدرت الشرطة عددهم بنحو 30 ألفاً هاتفين «امنحوا السلام فرصة».
وتدعم إيطاليا، أحد الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي، أوكرانيا منذ بدء النزاع في نهاية فبراير/ شباط، عبر تزويدها بالأسلحة خاصة. وأعلنت رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة، جيورجيا ميلوني، أن الأمر لن يتغير، وأن الحكومة تخطط لإرسال معدات عسكرية إضافية قريباً.
(أ.ف.ب)