أعرب ديمقراطيون في فيلادلفيا، أمس الأحد، عن خشيتهم من انتكاسة قبيل انتخابات التجديد النصفي، فيما أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن «شكوكه في أن الولايات المتحدة تستطيع البقاء والاستمرار لعامين آخرين»، مشيراً إلى «فشل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إدارة البلاد»، ودعا إلى حشد «موجة عملاقة» من الجمهوريين لدعم حزبه في الانتخابات النصفية.
مخاوف ديمقراطية
وتخشى جاكلين سميث، على غرار آلاف من مؤيدي الحزب الديموقراطي، انتكاسة مؤلمة في حال فوز الجمهوريين، وقالت خلال تجمّع كبير، أمس الأول السبت، في فيلادلفيا قبل ثلاثة أيام من انتخابات التجديد النصفي «حقوقي كامرأة على المحك». وأضافت سميث (30 عاماً) «المتخصصة بالصحة العقلية»، «ألغوا رو ضد وايد»، في إشارة إلى القانون الضامن لحق النساء في الإجهاض في جميع أنحاء الولايات المتحدة والذي ألغته المحكمة العليا. ورأت أنه «من المرعب معرفة أنه بناء على نتائج انتخابات غد الثلاثاء لن أتمتع بحق الاختيار إذا أصبحت حاملاً». وحذرت من أن «هذه الانتخابات يمكن أن تغيّر كل شيء». ووقفت في طابور طويل امتد مئات الأمتار على رصيف أمام مركز لياكوراس للرياضة والترفيه في جامعة «تمبل»، مكان التجمع. وقارنت الحزب الجمهوري ب «الديكتاتورية». وقالت «يشيرون إلى الأمور ويقولون هذا انتهى، وهذا انتهى»، مؤشّرةً بإصبعها.
المعركة الرئيسية
وتدور المعركة الانتخابية الرئيسية في فيلادلفيا مهد الديموقراطية الأمريكية منذ القرن الثامن عشر وفي جميع أنحاء ولاية بنسلفانيا، على مقعد في مجلس الشيوخ، سيمنح الجمهوريين الأغلبية في حال فوز محمد أوز نجم التلفزيون المدعوم من دونالد ترامب. ويعلق الديموقراطيون آمالهم على نائب حاكم ولاية بنسلفانيا جون فيترمان البالغ طوله أكثر من مترين، وذو الميول التقدمية والمظهر المسترخي، إذ يعتمد ارتداء السراويل القصيرة وسترات مع قبعة، وكان عمدة مدينة صغيرة تضررت بشدة من تراجع النشاط الصناعي. وبعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تفوّق فيترمان لفترة طويلة، تقلص الفارق لصالح المرشح الجمهوري. وأظهر جون فيترمان الذي أصيب بسكتة دماغية في مايو/أيار بعض الصعوبة في إيجاد كلماته خلال المناظرة التلفزيونية مع منافسه. ورأى مايكل كوبرمان وهو مدرس يبلغ 54 عاماً ارتدى قميصاً أبيض ووضع نظارات شمسية أنّ فيترمان «بدا شجاعاً ولذلك يستحق الحصول على نقاط». وفي حين اعتبر أن الحنين إلى باراك أوباما في أوجّه، تذكر زيارته إلى فيلادلفيا في 2006 وخطابه «المثير للإعجاب»، الذي يمكن مقارنته ب «جون إف. كينيدي». ولفت إلى أن انتخاب جو بايدن «كان تصويتاً على عودة الحياة الطبيعية».
دعوة لرص الصفوف
من جهة أخرى، تجمع الآلاف من مناصري دونالد ترامب السبت في بنسلفانيا لرص الصفوف مع «رئيسهم» ودعم «موجة حمراء ضخمة» جمهورية في انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة. وقال ترامب عن ترشيحه «بعد وقت قصير جداً جداً، ستكونون سعداء جداً جداً» ما أشعل الجمهور. وأعرب، في تجمع لدعم أعضاء الحزب الجمهوري الذين سيشاركون في انتخابات الكونغرس المرحلية المقبلة، عن ثقته في أن «الولايات المتحدة لم تكن قط في مثل هذه الحالة السيئة التي هي عليها الآن»، لافتاً إلى «فقدان واشنطن سلطتها على المسرح العالمي». وذكر ترامب، أنه «لم تكن بلادنا في مثل هذا الموقف، لا أحد يحترمنا في أي مكان، ومن الممتع أننا نحب بعضنا بعضاً ونقضي أوقاتنا بشكل رائع، لكن موضوع الحديث يبقى غير سار للغاية. لا يوجد شيء جيد يمكنني قوله عن حال هذا البلد».
أهم انتخابات أمريكية
وأكد ترامب أنه يرغب في تأجيل الإعلان عن ترشحه «للحفاظ على الاهتمام» بالمرشحين الجمهوريين. وقال من على مدرج مطار في لاتروب قرب بيتسبرغ: «إذا كنتم تريدون إنهاء دمار بلدنا وإنقاذ الحلم الأمريكي، فعليكم أن تصوتوا للجمهوريين هذا الثلاثاء، لإحداث موجة حمراء ضخمة». وأكد الملياردير في نهاية خطاب استمر أكثر من ساعتين وغادره كثيرون قبل نهايته لطوله، إننا أمام «أهم انتخابات في تاريخ الولايات المتحدة». وأضاف «سنستعيد مجلس النواب ومجلس الشيوخ». ويقود الرئيس الجمهوري السابق الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية بزخم، مكثّفاً خطاباته هذا الأسبوع في ولايات رئيسية مثل بنسلفانيا، قد تغيّر وجه الكونغرس لصالح الجمهوريين وتحرم جو بايدن من الأغلبية. ويعتمد دونالد ترامب خطاباً مناقضاً لجو بايدن وباراك أوباما مع تركيزه على الهجرة والجريمة. وتفاعل آلاف من مناصري ترامب مع خطابه مردّدين شعارات داعمة له، وعيونهم شاخصة على المنصة حيث يقف الرئيس السابق. (وكالات)