أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو لا شروط مسبقة لديها للتفاوض مع أوكرانيا، لكن هذه الأخيرة قالت من جانبها إنها لم ترفض قط التفاوض مع روسيا، وإنما من الممكن أن تتحدث مع خليفة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت قال البيت الأبيض إن أمريكا تحتفظ بالحق في مخاطبة روسيا حول تقليص المخاطر، وأكد أن «الدعم ألأمريكي لأوكرانيا ثابت»، وإن فاز الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية.

لا شروط مسبقة

صرح نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودنكو، بأن روسيا ليست لديها شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، لكن يتوجب على كييف أن تظهر حسن النية. وقال رودنكو للصحفيين: «أوكرانيا تبنت قانوناً يمنعها من إجراء مفاوضات سلمية مع روسيا. هذا هو خيارهم. لقد أعلنّا دائماً استعدادنا لمثل هذه المفاوضات التي قُطعت ليس بسببنا».

وتابع نائب وزير الخارجية الروسي في هذا الشأن قائلاً: «لا توجد شروط مسبقة من جانبنا، باستثناء الشرط الرئيسي، أن تظهر أوكرانيا حسن النية».

لا مباحثات مع واشنطن

من جهة أخرى، قال رودينكو، إن الجانب الروسي لا يجري مباحثات مع الأمريكيين حول الوضع في أوكرانيا.

وأضاف رداً على سؤال بهذا الخصوص: «لا، لا نجري معهم أي مفاوضات حول ذلك». وأشار إلى أن المفاوضات بشأن إنشاء منطقة أمنية حول محطة زابوريجيا الكهروذرية لا تزال مستمرة. وتابع الدبلوماسي الروسي القول: «المفاوضات ما زالت جارية، ولدينا مقترحات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتدرسها سلطاتنا المختصة».

إلا بوتين

قال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني، إن كييف لم ترفض قط التفاوض مع موسكو، وإنها مستعدة لإجراء محادثات مع رئيس روسيا المستقبلي، ولكن ليس بوتين. وتأتي تعليقات ميخايلو بودولياك على «تويتر» عقب تقرير إعلامي أمريكي ورد فيه أن حكومة الرئيس جو بايدن كانت تحث قادة أوكرانيا سراً على الإشارة إلى أنها منفتحة على التفاوض مع موسكو. وكتب بودولياك على «تويتر»: «لم ترفض أوكرانيا التفاوض قط. موقفنا من التفاوض معروف ومعلن»، قائلاً إن روسيا ينبغي أن تسحب قواتها من أوكرانيا أولاً. وأضاف «هل بوتين مستعد؟ قطعاً لا. لذلك، نحن واضحون في تقييمنا.. سنتحدث مع الرئيس القادم».

حق في إجراء محادثات

قال البيت الأبيض، مساء امس الأول الاثنين، إن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في إجراء محادثات مع روسيا على مستوى رفيع عن الحد من المخاطر، من دون أن ينفي تقريراً أفاد بأن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، يجري محادثات مع موسكو. وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الدعم الأمريكي لأوكرانيا سيظل «صامداً وثابتاً».

كما أكدت المتحدثة أن الدعم الأمريكي للجهود التي تبذلها أوكرانيا في الحرب الدائرة على أرضها سيكون «ثابتاً» حتى وإن فاز الجمهوريون الذين أعربوا عن هواجس حيال حجم الإنفاق، في الانتخابات النصفية.

وقالت كارين جان-بيار «نحن واثقون من أن دعم الولايات المتحدة سيكون راسخاً وثابتاً»، مشيرة إلى أن الرئيس بايدن «ملتزم العمل بطريقة تلقى تأييد الحزبين، كما كان يفعل، لدعم أوكرانيا».

وحذّر كيفن ماكارثي، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الذي سيتولى رئاسة المجلس إذا فاز الجمهوريون في الانتخابات النصفية، مؤخراً من أن أوكرانيا لن تحظى ب«صك على بياض» إذا تولى حزبه السلطة. وندد بعض الجمهوريين بمستوى الدعم الأمريكي لأوكرانيا الذي يشمل مساعدات بقيمة 40 مليار دولار أقرت في مايو/ أيار، بينما طلب بايدن مبلغاً إضافياً قدره 11,2 مليار دولار.

محادثات للحد من المخاطر

إلى جانب ذلك، ذكر مصدر مطّلع، أمس الأول الاثنين، أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، سوليفان، أجرى محادثات سرية مع كبار المسؤولين الروس بهدف الحد من مخاطر اندلاع حرب أوسع بشأن أوكرانيا.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المحادثات جارية. وكانت تقارير إعلامية أمريكية أول من تحدث عن محادثات سوليفان.

وأعلن سوليفان في سبتمبر/ أيلول أن الولايات المتحدة تواصلت، علناً ​​وسراً، مع موسكو بشأن تهديدات بوتين باستخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا. وسبق أن توعد سوليفان علناً، بعواقب مأساوية إذا لجأت روسيا إلى الأسلحة النووية، لكن لم يتضح بعد كيف أوصلت هذه الرسالة في المحادثات السرية، التي قال المصدر إنها انعقدت في الأشهر القليلة الماضية.

ولم يقل سوليفان، الذي كان يتحدث في مؤتمر بالنادي الاقتصادي بنيويورك، إنه شارك في محادثات مباشرة، لكنه أشار إلى أنه قال مراراً وتكراراً «لدينا قنوات للتواصل مع الاتحاد الروسي على مستويات عليا». وأضاف «لقد فعلنا ذلك عندما كان من الضروري توضيح سوء الفهم المحتمل ومحاولة الحد من المخاطر وتقليل احتمال وقوع كارثة مثل الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version