أدلى الأمريكيون، أمس الثلاثاء، بأصواتهم في انتخابات منتصف الولاية الحاسمة للسنتين المقبلتين في ولاية الرئيس جو بايدن، وقد تمهّد الطريق أمام سلفه الجمهوري دونالد ترامب الذي قد يكشف عن خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2024 للعودة إلى البيت الأبيض، وسط منافسة حامية للسيطرة على الكونغرس.

 اجعلوا صوتكم مسموعاً

وقال الرئيس الديمقراطي الذي من المحتمل أن يخسر في هذا الاقتراع غير المواتي للحزب الحاكم، السيطرة على الكونغرس، في تغريدة «اجعلوا صوتكم مسموعاً، صوّتوا». وكانت مراكز الاقتراع قد في الساحل الشرقي للبلاد أبوابها عند الساعة السادسة صباحاً (11,00 بتوقيت غرينتش)، يوم الثلاثاء الأول الذي يحلّ بعد أول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وفقاً لتقليد الانتخابات التي تجري على المستوى الوطني في الولايات المتحدة. وأدلى أكثر من 40 مليون شخص بأصواتهم خلال التصويت المبكر في جميع أنحاء البلاد، في اقتراعٍ سيؤدي إلى تجديد مقاعد مجلس النواب بالكامل وثلث مقاعد مجلس الشيوخ إضافة إلى مجموعة من المناصب المحلية. وفي مركز اقتراع في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، قالت المحامية الكسندرا اشلي البالغة 30 عاماً «بطاقات الاقتراع تتضمن الكثير من القضايا المهمة». وأضافت هذه الناخبة الديمقراطية «بالنسبة لي الأولوية ستكون للإجهاض». وأدرجت هذه المسألة في الحملة بعد أن قررت المحكمة العليا إعادة حرية اتخاذ قرار الحق بالإجهاض للولايات. وجري استفتاء، أمس الثلاثاء، حول هذا الموضوع في خمس ولايات.

 تصويت عقابي

وبعد حملة شرسة ركّزت على التضخّم، يبدو الجمهوريون واثقين بشكل متزايد من فرصهم في تجريد جو بايدن من غالبيته الديمقراطية في الكونغرس. وخلال تجمّع أخير مساء الإثنين في أوهايو إحدى الولايات الصناعية في البلاد، قال الرئيس السابق دونالد ترامب الحاضر بقوة في الحملة الانتخابية «إذا كنتم تريدون وضع حدّ لدمار بلادنا وإنقاذ الحلم الأمريكي، يجب أن تصوّتوا للجمهوريين». وأعلن الملياردير البالغ من العمر 76 عاماً أنه سيُصدر «إعلاناً مهمّاً جداً الثلاثاء 15 تشرين الثاني/نوفمبر في في مارالاغو» مقرّ إقامته في فلوريدا، مُدركاً جيداً أنّ انتصار مرشّحيه في صناديق الاقتراع، أمس الثلاثاء، سيمنحه نقطة انطلاق مثالية للترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024. وبتواجده في كل مكان في هذه الحملة، يبدو أنه يريد سحب البساط من تحت أقدام المنافسين الجمهوريين المحتملين وجعل التحقيقات في دوره في الهجوم على مبنى الكابيتول أو إدارته لأرشيف البيت الأبيض أكثر صعوبة. وتعد انتخابات نصف الولاية التي تُجرى بعد عامين من الانتخابات الرئاسية، استفتاءً على الرئيس الحالي. ولكن تجدر الإشارة إلى أنه نادراً ما يخرج حزب الرئيس منتصراً من هذا الاقتراع.

في هذه الأثناء، يسعى معسكر جو بايدن لتفادي هذا السيناريو متهماً المعارضة الجمهورية التي لم يعترف جزء منها بنتائج الانتخابات الرئاسية السابقة، بأنها تهديد للديمقراطية والمكتسبات الاجتماعية. وقال الرئيس البالغ من العمر 79 عاماً خلال تجمّع مساء الإثنين في ميريلاند الواقعة على مشارف واشنطن «نحن ندرك جيّدًا أنّ ديمقراطيتنا في خطر».

 السيطرة على الكونغرس

ولكن ارتفاع الأسعار ( بمتوسط 8,2 في المئة خلال عام) يبقى الشغل الشاغل للأمريكيين، في الوقت الذي يبدو فيه أن جهود جو بايدن للظهور على أنه «رئيس الطبقة الوسطى» لم تعطِ النتيجة المرجوة. ووفق استطلاعات الرأي الأخيرة، فإنّ المعارضة الجمهورية تملك فرصة في الفوز بما بين عشرة و25 مقعداً إضافياً في مجلس النواب، وهي أكثر من كافية لتحصل على الغالبية. وفيما لا تزال الاستطلاعات أكثر غموضاً في ما يتعلّق بمجلس الشيوخ، يبدو أنّ الجمهوريين سيحقّقون تقدّماً فيه أيضاً. وسيكون لفقدان السيطرة على مجلسي الكونغرس عواقب وخيمة على الرئيس الديمقراطي الذي أعرب عن «نيّته» الترشح في عام 2024، ما يُنذر بإعادة مشهد الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2020. وقال بايدن مساء الإثنين إنه «متفائل» بشأن نتيجة الانتخابات. ولكنّه أقرّ بأنّ الاحتفاظ بالسيطرة على المجلسين سيكون «صعباً». إذا استعادوا الأغلبية فيها، ألمح الجمهوريون بالفعل إلى أنهم سيبدأون تحقيقات في أعمال نجل جو بايدن، هانتر، وبعض الوزراء وربما إجراءات لعزل الرئيس.

 منافسات محتدمة

وتشهد بعض الولايات الرئيسية انتخابات محتدمة، وهي نفسها الولايات التي كانت بالفعل على المحكّ في الانتخابات الرئاسية للعام 2020.

وفي هذا السياق، تُسلّط الأضواء على بنسلفانيا المركز السابق لصناعة الصلب، حيث يواجه الجراح الجمهوري المليونير محمد أوز المدعوم من دونالد ترامب، رئيس البلدية الديمقراطي لمدينة صغيرة جون فترمان وهو أصلع ذو بنية ضخمة، على أحد أكثر المناصب المتنازع عليها في مجلس الشيوخ. وكما في العام 2020، تدخل ولاية جورجيا في صلب المنافسات المحتدمة. ويحاول الديمقراطي رفاييل وارنوك، أول سناتور أسود ينتخب في هذه الولاية الجنوبية ذات الماضي المعروف في التمييز العنصري، الحصول على إعادة انتخابه في مواجهة هيرشيل والكر، وهو رياضي سابق أسود يدعمه أيضاً الرئيس السابق. كذلك، تشكّل أريزونا وأوهايو ونيفادا وويسكنسن ونورث كارولينا مسرحاً لصراعات محتدمة، حيث يواجه كلّ المرشّحين الديمقراطيين مرشّحي دونالد ترامب، الذين يحملون الولاء التام للرئيس السابق. وقد أنفقت ملايين الدولارات على هذه المنافسات، ممّا يجعل من هذا الاقتراع انتخابات نصف الولاية الأغلى في تاريخ الولايات المتحدة. 

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version