أجرى مسؤولان كبيران في الأمم المتحدة محادثات مع مسؤولين روس، الجمعة، بشأن اتفاقي البحر الأسود لتصدير الحبوب والأسمدة قبل ثمانية أيام من تاريخ انتهاء سريان أحدهما.
والتقى رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث ورئيسة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) ريبيكا غرينسبان وفدا رفيع المستوى من موسكو برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين.
وقالت الأمم المتحدة في بيان “تناولت النقاشات التقدم المحرز في تسهيل التصدير بدون عوائق للأغذية والأسمدة، بما في ذلك الأمونيا، من روسيا الاتحادية إلى الأسواق العالمية”، وفق فرانس برس.
وتابعت “أوضح فريق الأمم المتحدة الخطوات المتخذة لتسهيل المدفوعات وتأمين الشحن ووصول الحبوب والأسمدة إلى موانئ الاتحاد الأوروبي، من بين أمور أخرى”.
وكان تم إبرام الاتفاقين بوساطة الأمم المتحدة وتركيا في 22 يوليو.
ويتيح الأول تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تعطله جراء الهجوم الروسي، بينما يتعلق الثاني بتصدير الأغذية والأسمدة الروسية رغم العقوبات الغربية التي فرضت على موسكو عقب الغزو.
يسري اتفاق الحبوب لمدة 120 يوما وينتهي في 19 نوفمبر، وتسعى الأمم المتحدة لتمديده عاما واحدا.
لكن موسكو لم تكشف بعد ما إذا كانت ستوافق على التمديد بعد أن تذمرت من عدم احترام الاتفاق الثاني الخاص بإعفاء صادراتها من الأسمدة من العقوبات والذي يمتد ثلاث سنوات.
وأضافت الأمم المتحدة في بيانها أنها “تدعو جميع الجهات الفاعلة للإسراع بإزالة أي عوائق متبقية أمام تصدير ونقل الأسمدة إلى البلدان الأكثر احتياجًا”.
أوكرانيا من أكبر منتجي الحبوب في العالم، وقد حال الغزو الروسي دون تصدير 20 مليون طن من الحبوب ظلت عالقة في موانئها إلى أن أبرم اتفاق الممر الآمن.
وتم حتى الخميس تصدير 10.2 ملايين طن من الحبوب ومواد غذائية أخرى من أوكرانيا بموجب الاتفاق، ما خفف المخاوف بشأن تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية.
تداعيات خطيرة
من جهتها، حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من تداعيات قد تكون مقلقة للغاية على الأمن الغذائي العالمي إذا لم يمدّد الاتفاق.
وقال مدير قسم التجارة والأسواق في المنظمة بوبكر بن بلحسن “إننا نعتبرها مبادرة مهمة أدت إلى تحسين توافر الغذاء”.
وأضاف بلحسن: “إذا وقع السيناريو الذي لا يريد أحد أن يراه وانتهى الاتفاق، أعتقد أن الوضع قد يكون صعبا جدا وقد تكون التداعيات خطيرة للغاية”.
وأشار بن بلحسن خصوصا إلى الأمن الغذائي العالمي والأسعار وتوافر المواد الغذائية الأساسية.
ولفت المسؤول إلى أن الأسعار سترتفع على المدى القصير، خصوصا أسعار القمح والذرة وزيت بذور عباد الشمس، بينما سيتراجع توافر الحبوب في السوق العالمية.
وقد تحدث تداعيات كبيرة على الدول المعتمدة على الواردات من البحر الأسود، لا سيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما حذّر بوبكر بن بلحسن من التأثيرات على أوكرانيا إذا لم يمدد الاتفاق.
وأوضح أن اتفاق الحبوب سمح لأوكرانيا حتى الآن بتصدير مخزونها من محصول الشتاء الماضي، ما خفف من الضغط على سعة التخزين.
وأضاف أن الصادرات وفرت إيرادات للمزارعين في البلاد التي مزقتها الحرب، ما سمح لهم باتخاذ قرارات بشأن الاستثمارات المستقبلية وبذر المحصول التالي.
وعلى صعيد متصل، أعلنت المفوضية الأوروبية والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي الجمعة عن دعم بقيمة مليار يورو لجهود تصدير الحبوب الأوكرانية.
وهذا الدعم موجه لتحسين وتوسيع “ممرات التضامن”، وهي طرق تصدير برية نحو موانئ الاتحاد الأوروبي.
ومن بين أهداف الدعم تقليل أوقات الانتظار للشاحنات والقطارات التي تعبر إلى بولندا ورومانيا من مولدافيا وأوكرانيا.