ظهر خلاف في قمة مجموعة العشرين المنعقدة بجزيرة بالي في إندونيسيا، أمس الثلاثاء، عندما أيدت واشنطن وحلفاؤها إصدار قرار لإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بالتزامن مع تصاعد الضغوط الغربية على روسيا، الأمر الذي رفضته دول أخرى حليفة لروسيا، ووصفه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه تسييس لا مبرر له.

وجاء في مسودة إعلان من 16 صفحة أن «معظم الأعضاء يدينون بشدة الحرب في أوكرانيا ويشددون على أنها تسبب معاناة إنسانية كبيرة وتفاقم هشاشة وضع الاقتصاد العالمي». وجاء في المسودة، التي قال دبلوماسيون إن الزعماء لم يعتمدوها بعد «كانت هناك آراء أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات». وتتحدث هذه المسودة، في حال تبنّاها القادة، عن التداعيات السلبية ل«الحرب في أوكرانيا»، متناولة مصطلح «الحرب» الذي لا تزال ترفضه موسكو التي تتحدث عن «عملية عسكرية خاصة». وتشير الوثيقة إلى أن «معظم الأعضاء… يدينون بشدّة» النزاع، معتبرين استخدام السلاح النووي أو التهديد به «غير مقبول»، مع الدعوة إلى تمديد اتفاقية تصدير الحبوب. وتنتهي بعد غد الجمعة الاتفاقية الموقعة في تموز/يوليو، برعاية تركيا، والتي سمحت بتصدير نحو عشرة ملايين طن من الحبوب الأوكرانية، ولاتزال موسكو تثير الشكوك حول نيتها بشأن تمديد الاتفاقية من عدمه، ما يثير مخاوف الأمم المتحدة من حصول مجاعة. وتحذّر الوثيقة التي يتعيّن على قادة دول المجموعة الموافقة عليها قبل صدورها رسمياً في ختام القمة اليوم الأربعاء من أن «حقبة اليوم يجب ألا تكون حقبة حرب». كما تعتبر أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها «غير مقبول».

وحتى لو لم تدن الدول الحليفة لروسيا كالصين والهند وجنوب إفريقيا موسكو بشكل مباشر في القمة، وافق مفاوضو هذه الدول على نصّ يشدّد على أن تداعيات الحرب كانت العامل الأساسي في مشاكل إمدادات الطاقة والغذاء العالمية. وتُعدّ الأرجنتين وتركيا، وهما أيضاً عضوان في مجموعة العشرين، من بين الدول الأكثر تأثراً بهذه الأزمات. وقال وزير الخارجية الأرجنتيني سانتياغو كافييرو «إن تجار الموت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يعقدون صفقات أسلحة، أما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، فالأغذية نادرة ومكلفة، وليس الرصاص أو الصواريخ هو الذي يقتل بل الفقر والجوع». وتدعو مسودة البيان أيضاً إلى تمديد اتفاق مع روسيا تنقضي مهلته السبت يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

واستنكر لافروف، الذي يترأس وفد بلاده في غياب الرئيس فلاديمير بوتين، محاولة إدانة روسيا ووصفها بأنها تسييس من جانب دول غربية حاولت إدراجها في جدول الأعمال دون جدوى. وقال لافروف إن روسيا قدمت وجهة نظر بديلة، وإن المسودة ستكتمل اليوم الأربعاء. وكان مسؤول أمريكي قال في وقت سابق إن الولايات المتحدة تتوقع إدانة مجموعة العشرين للحرب في أوكرانيا وتأثيرها على الاقتصاد العالمي. وذكر المستشار الألماني أولاف شولتس أن هناك إشارات مشجعة على الإجماع على أن حرب روسيا على أوكرانيا غير مقبولة. ولم تتمخض اجتماعات لوزراء مجموعة العشرين عن بيانات مشتركة، بسبب خلاف بين روسيا وأعضاء آخرين حول الصياغة، بما في ذلك كيفية وصف الحرب في أوكرانيا.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version