حض الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، قادة مجموعة العشرين على إنقاذ العالم، وتجنب حرب باردة أخرى، مع افتتاحه، أمس الثلاثاء، قمة المجموعة المنعقدة في بالي، والتي تطغى عليها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فيما حذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من استخدام الغذاء والطاقة «سلاحاً»، داعياً دول المجموعة إلى الحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة، في حين حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن الغرب يحاول «تسييس» إعلان مجموعة العشرين.

لا لتقسيم العالم

وقال ويدودو قبل بدء الجلسة الأولى للقمة «ليس لدينا أي خيار آخر، التعاون مطلوب لإنقاذ العالم». وأضاف: «يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء، وألا نسمح للعالم بالوقوع في حرب باردة أخرى». وتابع: «اليوم عين العالم علينا. هل سنحقق نجاحاً؟ أم سنضيف فشلاً آخر؟ بالنسبة لي، يجب أن تكون قمة مجموعة العشرين ناجحة وألا تفشل». ودعا الدول الأعضاء في مجموعة العشرين إلى «إنهاء الحرب»، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا، وأضاف: «يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنتهِ الحرب، فسيكون من الصعب على العالم المضي قدماً». وخاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة عبر الفيديو؛ حيث قال إنه «حان الوقت الآن الذي يجب والذي يمكن فيه وقف الحرب المدمرة»، مضيفاً «هذا سينقذ آلاف الأرواح». ودعا إلى تمديد اتفاقية الحبوب، معتبراً أنها «تستحق تمديداً إلى أجل غير مسمى… بغض النظر عن موعد انتهاء الحرب»، وحض على توسيع الاتفاق ليشمل موانئ أخرى.

الغذاء والطاقة

وحذّر الرئيس الصيني شي جين بينغ، مجموعة العشرين من تحويل الغذاء والطاقة إلى «سلاح». وقال شي أمام قمة بالي «علينا، وبحزم، معارضة تسييس مشاكل الغذاء والطاقة وتحويلها إلى أدوات وأسلحة»، بينما كرر في الوقت ذاته التعبير عن معارضته لسياسة العقوبات الغربية.

وشدد على أن «تحديد خطوط فكرية وإثارة الخلافات بين التكتلات والفصائل السياسية لن يؤدي إلا إلى تقسيم العالم وعرقلة تقدّم البشرية».

بدوره، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الصيني إلى جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات، لإيجاد حل لحرب أوكرانيا. وذكرت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون دعا شي إلى «إيصال رسائل إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتجنّب التصعيد والعودة بجدية إلى طاولة المفاوضات».

وقال ماكرون لشي بعد مصافحته وبدء المحادثات بينهما، إنه يجب أن «نوحد جهودنا للاستجابة لأزمات عالمية مثل الحرب في أوكرانيا». وبينما لم يأتِ شي على ذكر النزاع مباشرة خلال اللقاء، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، إلا أنه أشار إلى أن العالم يمر في «مرحلة اضطرابات وتحوّلات»، داعياً إلى «الانفتاح والتعاون». وطالب الرئيس الصيني دول المجموعة بالحد من تداعيات رفع معدلات الفائدة، في وقت يشدد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياساته الرامية إلى مواجهة التضخم. وقال شي: «علينا السيطرة على التضخم العالمي وحلحلة المخاطر المنهجية في مجال الاقتصاد والمال». أضاف: «على الاقتصادات المتقدّمة أن تخفض التداعيات السلبية للتعديلات في سياستها النقدية وضمان استقرار الديون لتبقى عند مستوى مستدام».

معارضة النووي

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام صينية رسمية أن شي قال لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اجتماع ثنائي أمس الثلاثاء، إن الصين تؤيد وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وإجراء محادثات السلام. ونقل مكتب ماكرون عنه قوله «إن من الأهمية بمكان أن تتعاون فرنسا والصين بشكل أوثق، للتغلب على تداعيات الحرب في أوكرانيا». وأضاف المكتب أن الرئيسين اتفقا على ضرورة وقف تصعيد الصراع في أوكرانيا، وأكدا مجدداً موقفهما؛ المتمثل في منع استخدام الأسلحة النووية. وذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن وشي أكدا خلال اجتماعهما «معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا». كما ذكر بيان لوزير الخارجية الصيني أن شي قال لبايدن إنه لا يجوز استخدام الأسلحة النووية ولا خوض حروب نووية.

إلى ذلك، اعتبر لافروف أن شروط أوكرانيا لإعادة إطلاق المفاوضات مع موسكو «غير واقعية». وقال لافروف للصحفيين «قلت مجدداً إن جميع المشاكل ترتبط بالجانب الأوكراني الذي يرفض بشكل قاطع المفاوضات ويطرح شروطاً من الواضح أنها غير واقعية»، مشيراً إلى أنه أعرب عن هذا الموقف أثناء لقاء «وجيز» مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولفت المسؤول الروسي إلى أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وناقش معه «العقبات» التي تحول دون تمديد اتفاقية الحبوب. وأشار إلى أنه تحدث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، نافياً أن يكون معزولاً. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version