أكد الرئيس البرازيلي المنتخب لولا دا سيلفا التزام بلاده بجميع تعهداتها لمواجهة التغير المناخي، مقترحاً استضافة بلاده قمة للمناخ في غابات الأمازون، في حين تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدة مناخية لإفريقيا بأكثر من مليار يورو.
وقال دا سيلفا، في كلمته خلال فعاليات قمة المناخ «27 cop» في شرم الشيخ أمس الأربعاء، إنه في السنوات السابقة اتخذت الإدارة البرازيلية السابقة عدة قرارات مدمرة، حيث إنها لم تتعاط بشكل جيد مع أزمة كورونا ولم تحارب الفقر، وتخلفت عن عدد من التزاماتها التي كانت قد اتخذت من أجل وقف النزيف الذي كان يتعرض له ملف التغير المناخي. وأعلن عن مبادرة لاستضافة بلاده قمة المناخ عام 2025 «30 cop» في منطقة الأمازون، التي توصف بأنها «رئة العالم»، مؤكداً التزامه بجميع التعهدات في اتفاق باريس وتخفيض استخدام الكربون في اقتصادها.
وتعهد داسيلفا ببذل قصارى جهده لحماية غابات الأمازون من أجل جعل قطع الأشجار ينعدم في البرازيل، موضحاً أن هناك 130 دولة وأكثر قدمت التزاماتها بعد أن وقعت اتفاقاً لحماية الغابات. وقال إننا «سنوقف قطع أشجار الغابات والتدهور الذي يحدث في الأمازون، لأن هناك العديد من الممارسات الخاطئة التي تتم في الأمازون والتي تضر بشكل كبير بالناتج المحلي للبرازيل». وأشار إلى أن بلاده عادت لاستئناف روابطها مع العالم من جديد ومحاربة الفقر في العالم والتعاون مع الدول الفقيرة في إفريقيا عبر استثمارات وتحويل ونقل التكنولوجيا والمعارف ومع دول الكاريبي وأمريكا اللاتينية، ليكون هناك دفاع عن حرية التجارة بين الدول بما يخدم مصالح الشعوب.
وأشار الرئيس البرازيلي إلى ضرورة رصد ميزانية ضخمة لمواجهة مخاطر الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى وفاة أكثر 200 ألف شخص بسبب الحرارة المفرطة والأمراض التي تظهر نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مضيفاً أن البرازيل شهدت خلال الفترة الماضية موجات جفاف غير مسبوقة، فضلا عن الفيضانات التي هددت أرواح المواطنين البرازيليين.
في الأثناء، أكد المفاوض باسم الدول الجزرية الصغيرة المهددة بالاحترار المناخي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أمس الأربعاء أن هذه البلدان «تخلت عن الكثير» ولن تغادر مؤتمر الأطراف في شرم الشيخ (27 cop) من دون إنشاء صندوق مخصص لتعويض «الخسائر والأضرار» التي تتعرض لها.
وقال كونرود هانت من تحالف الدول الجزرية الصغيرة Aosis «لقد تخلينا عن الكثير لذا نأمل أن تكون الدول المتطورة قادرة على أخذ بعض ألوياتنا بالاعتبار. ولم تتغير أولوياتنا منذ اليوم الأول».
من جهة أخرى، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إن المفوضية وبعض الدول الأعضاء ستقدم أكثر من مليار يورو لمساعدة إفريقيا على التكيف مع التغير المناخي.
وأعلن خلال مؤتمر شرم الشيخ «معا الاتحاد الأوروبي وأربع دول اعضاء هي فرنسا وألمانيا وهولندا والدنمارك، ستوفر أكثر من مليار يورو لدعم التكيف في إفريقيا».
وأوضحت المفوضية في بيان أن المبادرة ستحشد موارد من برامج تكيف جديدة وراهنة.
وستستخدم هذه الأموال في جمع البيانات حول المخاطر المناخية وتعزيز أنظمة الانذار المبكر لابلاغ السكان بكارثة وشيكة والمساعدة على جمع الأموال بشأن قضية المناخ من القطاع الخاص أيضاً. وأوضح تيمرمانس أن هذه الأموال ستساعد أيضاً في تعزيز آليات التأمين في وجه مخاطر محتملة. (وكالات)