أصدرت قمة مجموعة العشرين، أمس الأربعاء، في جزيرة بالي الإندونيسية بيانها الختامي، وسط توافق في الملفات الاقتصادية الرئيسية، وأزمات العملات والطاقة والمناخ، لكنها انقسمت بشكل واضح حول الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، وشددت على ضرورة التمسك بالقانون الدولي وحل النزاعات سلمياً، مؤكدة أن استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها أمر غير مقبول.
وأوضح البيان، أنه بالنظر إلى التقلبات في قيمة العملات هذا العام «نعيد تأكيد التزامنا بأسعار الصرف الصادرة عن وزارات المالية والبنوك المركزية في الدول الأعضاء بتاريخ إبريل/نيسان 2021». وقال البيان: «البنوك المركزية لمجموعة العشرين… تراقب عن كثب تأثير ضغوط الأسعار في توقعات التضخم، وستواصل التقييم المناسب لوتيرة تشديد السياسة النقدية بطريقة واضحة تعتمد على البيانات». وأضاف البيان أن البنوك المركزية ستضع في اعتبارها أيضاً الحاجة إلى الحد من التداعيات، في إشارة إلى القلق بين الاقتصادات الناشئة إزاء التأثير الذي يمكن أن تحدثه قرارات رفع أسعار الفائدة الأمريكية بشكل حاد على أسواقها. وقال: «استقلالية البنوك المركزية ضرورية لتحقيق هذه الأهداف، ودعم مصداقية السياسة النقدية». ولفت إلى أن على الدول الأعضاء أن تتخذ إجراءات مؤقتة، وتضع أهدافاً محددة، للمساعدة في توفير الطاقة للدول الأكثر تأثراً بارتفاع الأسعار.
وفي ملف المناخ، قال البيان: إن دول العشرين اتفقت على السعي للحد من ارتفاع درجات الحرارة عالمياً إلى 1.5 درجة مئوية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال البيان: «إدراكاً منا لدورنا القيادي، نجدد تأكيد التزاماتنا الثابتة بالسعي إلى تحقيق هدف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ من أجل التصدي لتغير المناخ من خلال تعزيز التنفيذ الكامل والفعّال لاتفاق باريس وهدفه المتعلق بدرجة الحرارة». وكانت حكومات العالم قد اتفقت في عام 2015 خلال قمة الأمم المتحدة في فرنسا على محاولة الحد من متوسط زيادة درجة الحرارة العالم عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو اتفاق أطلق عليه اسم (اتفاق باريس) واعتبر انفراجة في الطموح الدولي المتعلق بالمناخ.
وقالت المجموعة التي تضم عشرين من أكبر الاقتصادات في العالم، إنه «من الضروري التمسك بالقانون الدولي والنظام متعدد الأطراف، من أجل السلام والاستقرار». وأكدت أن «استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها أمر غير مقبول»، مشيرة إلى أن «الحل السلمي للنزاعات، والجهود المبذولة لحل الأزمات عبر الدبلوماسية والحوار، أمر حيوي». وأشادت المجموعة، في بيانها، باتفاق تصدير الحبوب الذي جرى توقيعه بوساطة تركيا والأمم المتحدة، مشيرة إلى أهمية الاتفاق، ومواصلة تنفيذه في الوقت المناسب من قبل جميع المعنيين.
وبعد سلسلة اجتماعات وزارية تحضيرية لقمة مجموعة العشرين، فشلت في التوصل إلى توافق بسبب الانقسامات العميقة بين الغرب وروسيا ودول الجنوب بشأن الحرب في أوكرانيا، بينما كثفت إندونيسيا الدولة المضيفة الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق خلال القمة.
وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو: «اليوم نجحنا في اعتماد إعلان قادة مجموعة العشرين والمصادقة عليه» مشيراً إلى أنه أول اتفاق على نص مشترك توصلت إليه المجموعة منذ شباط/ فبراير. وأضاف: «أعبر عن امتناني لجميع الذين شاركوا وأبدوا مرونة» للوصول إلى هذا النص المشترك. وحول الجوانب المتعلقة بالحرب، ذكر النص المواقف المتباينة للدول مما جعل من الممكن الحصول على توقيع روسيا.
(وكالات)